|


هشام مرسي: لست ديكتاتوراً

حوار ـ عبد الغني عوض 2016.10.09 | 06:47 am

أكد هشام مرسي رئيس نادي الوحدة أن غياب الروح القتالية عن اللاعبين ووقوعهم في بعض الأخطاء الفردية هو السبب وراء تذبذب مستوى الفريق في المباريات السابقة، معللاً تمسكه بالمدرب الجزائري خير الدين مضوي لما يتمتع به من قدرة هائلة على تعديل الأوضاع مثلما فعل الموسم الماضي، نافياً اعتزامه الترشح مرة أخرى لفترة رئاسية جديدة بعد المعاناة التي وجدها في الفترة الحالية، مناشداً جماهير الفرسان بالرجوع مرة أخرى لتشجيع الفريق ومساندته لإحراز مركز متقدم في دوري هذا الموسم، مطالباً أعضاء الشرف بضرورة توحيد الصفوف للصالح العام مستبعداً اتخاذ أي قرارات تخص النادي بصفة انفرادية ومشيداً بأعضاء مجلس الإدارة الذين يعملون بكل إخلاص لرفع شأن النادي.
ـ ما السر وراء تمسككم بالمدرب خير الدين مضوي رغم إعلانه الرحيل عن الفريق عقب مباراة الخليج؟
عندما تعاقدنا معه كنا نعلم أنه أفضل مدرب في أفريقيا وتاريخه التدريبي ناصع البياض ونجح في بناء فريق متكامل، واستطاع إنهاء الموسم الماضي في مركز مطمئن بعد العديد من الانتكاسات التي مر بها الفرسان، لذلك صممنا على التمسك به هذا الموسم رغم عدم التوفيق في بعض المباريات ولاقتناعنا أيضاً أن مضوي قادر على تعديل الأوضاع إلى الأفضل في المباريات المقبلة، وعندما أعلن استقالته لم يعلنها رسمياً وإنما أراد أن يوصل رسالة للاعبيه بعدم رضائه عن أدائهم في المباريات الأخيرة وافتقادهم الروح القتالية التي اختفت أمام الرائد والاتحاد والفيصلي وكانت سبباً في تراجع ترتيب الفريق في الدوري.
ـ هل افتقاد الروح فقط السبب وراء تراجع الفريق في الترتيب العام للدوري؟
بلا شك الروح القتالية عامل مهم للغاية في تحقيق الفوز لأي فريق ولاعبونا لم يظهروا بالشكل المطلوب منهم وافتقدوا فعلاً لهذه الروح بجانب وقوع بعض اللاعبين في العديد من الأخطاء الفردية التي كلفت شباكهم أهدافاً عدة وربما عدم اكتمال اللياقة الفنية والبدنية لبعض الوجوه الجديدة، ولكن بصراحة تدارك اللاعبون أخطاءهم وبدأوا في استعادة الروح والحماس والأداء القوي الذي وضح جلياً في مباراة الخليج الأخيرة في دور 16 لكأس ولي العهد التي شهدت عودة الحياة للفرسان من جديد.
ـ ما سبب عزوف الجماهير عن مساندة فريقها رغم الافتتاحية الناجحة أمام التعاون ؟
أكثر ما يؤلمني فعلاً هو الجفوة غير المتوقعة من جماهير الوحدة لفريقها الذي يمثلهم في أقوى بطولة سعودية، ولست أدرى متى تعود الجماهير إلى أحضان لاعبيها، معهم كل الحق في عدم الرضا على النتائج والمستويات، ولكن سوء النتائج وتذبذب الأداء في بعض المباريات لا يعني مخاصمة الجماهير للاعبيها بل المفروض أن يحدث العكس بأن ينهض الوحداويون لتشجيع فريقهم حتى في أحلك ظروفه بدلاً من توجيه الانتقادات المحبطة للاعبين.
ـ كيف تدير النادي وسط تلك الانتقادات العنيفة التي تطولك منذ اعتلائك كرسي الرئاسة؟
قيادة النادي مسؤولية ضخمة تحملتها قبل إعلان رئاستي بالتزكية، لأن هناك من كان يتمناها بالتكليف الذي لا أميل إليه مطلقاً لأن نظام التكليف سبب مشاكل كثيرة وديوناً متراكمة كنا في غنى عنها، لذلك لم يكن أمامي إلا أن أقود النادي بشفافية وصدق ووضوح مع الجميع، فليس هناك إخفاء أو مداراة، فكل كبيرة وصغيرة معروضة أمام الجميع، فأنا لا يهمني إلا نادي الوحدة، وأبذل كل ما في وسعي لوضعه في المكان اللائق به ولست ضد أية انتقادات بشرط أن يكون المغزى منها المصلحة العامة وليست المصلحة الشخصية، وليس معنى ذلك أنني لا أهتم بالانتقادات، بالعكس أهتم بكل انتقاد بناء يرمي إلى الإصلاح أو السير في الطريق السليم، وهو دأب مجلس الإدارة بالكامل منذ تولينا المسؤولية.
ـ بم تفسر إعلان نائب الرئيس استقالته من المجلس في بعض الوسائل الإعلامية؟
مجلس الإدارة يسير بخطى ثابتة ويبذل جهوداً جبارة لاستقرار الأوضاع المادية والفنية والإدارية، وأجد تعاوناً مثمراً من الأمين العام للنادي باسم منقل ومساندة قوية من أمين الصندوق أحمد شعيب وعبد الفتاح هوساوي ومشهور البنيان ووديع مرزوقي وسمير نوري أعضاء المجلس، والكل يعمل بصمت وبدون ضجيج وفي هدوء تام، وهذا لايعني عدم وجود بعض السلبيات التي تواجه نادينا مثل أي ناد في العالم، ولكننا نعالجها في الغرف المغلقة ولا ننشر عيوبنا خارج الأسوار، وإن كانت هناك نية لاستقالة البعض فهو أمر شخصي بحت لا يعبر عن صوت مجلس الإدارة الجماعي، وأبواب النادي مفتوحة أمام الجميع ولن نرغم أحداً على خدمة النادي خصوصا لو أنه يرى من وجهة نظره الوضع سيئاً فلا يبتعد حتى تكون صفحته بيضاء، لأن نادينا يحتاج بالفعل إلى كل جهد مخلص يسمو بالكيان فوق كل اعتبار.
ـ وماذا عن عزوف أعضاء الشرف عن دعم النادي أو مساندته منذ توليكم الرئاسة؟
بصراحة كنت أتمنى أن يكون هناك تواجد أكثر فعالية من أعضاء الشرف للنادي الذي لم يسجل في الأوراق الرسمية باسم هشام مرسي وحده، فأنا شخص مثل عشرات الأشخاص الذين تولوا إدارة النادي لفترة وستنتهي تلك الفترة وهو ما يعني أن النادي ليس ملكاً لشخص بعينه وإنما هو ملك لكل أبناء مكة، من جماهير وأعضاء شرف وتجار ولاعبين وإداريين وكل الأطياف، وعزوف الشرفيين وابتعادهم عن النادي أزمة كبيرة لا أجدها في 95% من الأندية السعودية التي تتباهى بوجود هيئة ومجلس تنفيذي لأعضاء الشرف، ولكنني سأحاول في الفترة الحالية إن شاء الله لم الشمل وأجمع كل محبي النادي من أعضاء الشرف للتواجد بين جدران النادي، لنكون يدا واحدة أمام كل ما يقلل من شأن ومكانة نادينا الحبيب.
ـ وماذا عن اتهامك باتخاذ القرارات المصيرية بطريقة انفرادية دون الرجوع إلى المجلس؟
ألم أقل إنني أرحب بكل الانتقادات الإيجابية التي تصب في النهاية لمصلحة النادي؟ هناك انتقادات أو اتهامات إن صح التعبير يجب الالتفات إليها، لأنها هدامة تهدف إلى جر النادي إلى الوراء بدون وعي أو إدراك قيمة المكان والكيان، ولهؤلاء أقول (هاتوا) برهانكم إن كنتم صادقين، فهشام مرسي ليس ديكتاتوراً أو مستبداً او متغطرساً حتى ينفرد بأي قرار يخص النادي، فمجلس الإدارة منظومة واحدة وكتلة متماسكة رغم أنف الحاقدين الذين يعوضون بعض النقص في شخصيتهم بتوزيع الاتهامات الباطلة لغيرهم، لأنهم لا يملكون شيئاً ليقدموه لنادي الوحدة الذي يقوده مجلس وهب وقته وجهده وماله للارتقاء به بكل إخلاص وحب.
ـ وهل تنوي ترشيح نفسك لفترة رئاسية جديدة؟
في الواقع إن ما رأيته من معاناة وأرق وضغط نفسي وعصبي يجعلني أبصم بالعشرة بأني لن أعيد الكرة مرة أخرى، وسأفسح المجال لغيري لكي يواصل المسيرة، أما أنا فلن أكررها ثانية رغم أني أعشق النادي وأتمنى وصول فريق الكرة إلى المنافسة على بطولة الدوري.
ـ وكيف ترى حظوظ الفريق في دوري جميل هذا الموسم؟
كلي ثقة بأننا سنجتاز الأزمة الحالية وسنستعيد عافيتنا مرة أخرى، لاسيما أن صعودنا إلى دور الثمانية لكأس ولي العهد بالفوز على الخليج جاء في هذا التوقيت الحساس الذي كان فيه اللاعبون في أشد الحاجة على فوز يكون عوناً لهم وسنداً في الجولات المقبلة من دوري جميل التي يبدأونها بملاقاة النصر في الجولة الخامسة السبت المقبل.