كنت أتعامل مع شعر مساعد الرشيدي كنظير شعبي لشعر جرير في سهولة المفردة وصعوبة الالتقاط وعمق الفكرة وشعبية العبارة..
والتقاطه البديع لذلك الإحساس الذي لاتدرك أنه موجود إلا عندما يكتبه، حتى تكاد تقول إن هذا البيت كان على طرف لساني، كأنما مساعد كتبه بإحساسي وكدت أكتبه لولا أنه سبقني إليه.. وفي كل أمسية يشارك فيها كنت أتمنى أن يقلل انفعالاته وهو يلقي شعره فيكون أقل حركة، بيديه والتفاتاته وابتساماته، إذ تكاد إيماءاته وانفعالات صوته تطفئ المعنى الجميل..
لكني لم أتوقع أن إحساسي قد وقع في هفوة كبيرة ولأكتشف جهلي بالشاعر وأن عبارة حديثا من الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن عندما سئل عما يميز مساعد الرشيدي. فقال: ابتهاجه الدائم بشعره، فرحه الطفولي بالقصيدة، وهو يكتبها ويقرأها ويلقيهاكأنما يحتفل بكل قصيدة أو بيت جميل له أو لغيره.بهذا المعنى عبر بدر..
وبهذه الكلمات اكتشفت أن ما كنت لا أفضله في شخصية مساعد الشعرية هو أفضل ما فيه!وتذكرت أنني جلست معه في جلسة أدبية شخصية في مقهى على شاطئ بحر الكويت عندما قال لي: لن تجد لي أي بيت شعر ضاحك.. لا أحب أن أمتهن الشعر بقصيدة هزلية..
لقد وضع جرير ميسمه على الفرزدق.. وجدع أنف الأخطل!
وهكذا فعل مساعد مع كل شاعر يكتب قصيدة جميلة ثم يدفنها حية بإلقاء بارد.