أقبل رمضان ومضى وكأنه برق خاطف.. رحل ومعه حصيلة أعمالنا من صيام وقيام وقراءة للقرآن.. فطوبى لمن اغتنم الأداء وأحسن الانتهاء.. فحصل على النجاة عند اللقاء.. ليس العيد لمن لبس الجديد.. ولمن تفاخر بالعدد والعديد.. إنما العيد لمن طاعاته تزيد.. ولمن خاف يوم الوعيد.. واتقى ذا العرش المجيد.. ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.. في ليلة العيد تُفَرقُ المغفرة والجوائز على العبيد فمن ناله منها شيء فله عيد وإلا فهو مطرود بعيد.. قال الحسن البصري: "كلُ يومٍ لا يُعصى اللهُ فيه فهو عيدٌ، كلُّ يومٍ يَقطعُهُ المؤمنُ في طاعةِ مولاه وذكرِهِ وشُكِرِهِ فهو له عيدٌ". تأتي ليلة العيد وتجلب معها الفرحة.. ولكن الحزن قد يشق طريقه بنفوس من فقدوا أحباء لديهم فتعصف بالنفس الذكريات الحزينة بفقد عزيز كان معنا دائماً في كل عيد فترحل الحروف ولا يتبقى إلا دمعة حزينة.. العيد ليس مباهج فارغة ولا مظاهر وفوضى.. بل العيد شكر للمنعم واعتراف بفضله وإظهار نعمته.. تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.. عيدكم مبارك.
