|


No Author
دلال الدوسري - ليكون الوطن بخير
2016-07-07

أعترف إنني قد أقسو في نقدي على بعض المؤسسات الرياضية بشأن ممارساتها في المسؤولية الاجتماعية إن جاءت خاطئة أو ضعيفة أو بأقل مما يُنتظر منها، ولكنني كذلك لا أجد غضاضةً في الثناء على من يستحق نتيجةً لتفاعل القطاع الرياضي المحلي رداً على غدر التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة رسول الله وتلك التي استهدفت مسجدين بالقطيف وجدة في يومٍ واحد. وتابعت بدقة تعاطي مؤسسات ومنسوبي القطاع مع الحدث، فرصدت توالي بيانات الاستنكار والعزاء من الهيئة العامة للرياضة واتحاد القدم ورابطة المحترفين وثمانية أندية محترفة – حتى كتابة هذا المقال- ونزر يسير من أندية الدرجتين الأولى والثانية إضافةً لتجاوب أضعف من المسؤولين الرياضيين واللاعبين المحليين والأجانب المقيمين بالمملكة. وسأركز في هذا المقال على تفاعل الأندية المحترفة بالتحديد مع الموقف، حيث اتفق الغالبية على البيانات الإعلامية وجاءت المبادرة الأولى من نادي الوحدة المكاوي ولحقه نادي الشباب ثم الاتفاق والهلال والأهلي والاتحاد والتعاون والفيصلي.وتناولت جميع الأندية بلا استثناء في بياناتها تفجير المدينة المنورة دون البقية، مع أنّ المستهدف هو الوطن وكل أرجائه بالأهمية نفسها، ولكن سنتجاوز ما حدث في هذا الجانب لأسلط الضوء على جانبٍ آخر.
فبرأيي أنّ تطوراً مهماً طرأ على ترجمة الأندية المحترفة لمسؤولياتها الاجتماعية مقارنةً بتجاوبهم مع حادثة رافعة الحرم المكي قبل أقل من عام، حينها تفاعل مع الحدث ناديان فقط من الأربعة عشر -هما ناديا الخليج والأهلي - وقدما تبرعاتهما بالدم للمصابين.
ولأنّ المسؤولية الاجتماعية علمٌ يعتمد على البحث والقياس والتطوير لابد أن نبحث عن مسببات هذا التطور الإيجابي لنستثمرها في تشجيع بقية الأندية على تبني النهج المسؤول اجتماعياً والانتقال لمستوى أعلى منه.الخطوة الأولى كانت بالتكاتف مع الوطن عن طريق الأقوال، ونتطلع لرؤية الأفعال عبر برامج رئيسية تتناول دعم الوطنية ومكافحة الإرهاب في الموسم الجديد من دوري المحترفين، لأن الشريحة المستهدفة للغدر بالوطن هي من الشباب والرياضة تؤثر على فئة كبيرة منه. فالتكاتف مع الوطن هو المسؤولية الحقيقية التي لاتساويها مسؤولية، والأندية الرياضية عليها دور ليكون الوطن بخير.
حفظ الله الوطن وأدام علينا الأمن.