|


No Author
فرانز بيكنباور - ختام مثير
2016-07-09

كانت مباراة مثيرة وجديرة بالدور قبل النهائي ، وحتى الآن كانت أفضل مباراة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) .. أتحدث عن المباراة التي فاز فيها المنتخب الفرنسي صاحب الأرض 2 / صفر على نظيره الألماني بطل العالم. في النهاية ، فاز المنتخب الفرنسي بفضل خطأين ارتكبهما المنتخب الألماني فيما أهدر الألمان العديد من الفرص أمام المرمى الفرنسي. ومن الطبيعي أن تكون الفرحة هائلة في فرنسا فيما يسيطر بالطبع الشعور بالخزي على ألمانيا
قدم باستيان شفاينشتيجر قائد المنتخب الألماني مباراة جيدة في ظل الإصابات التي عانى منها لفترة طويلة. كان لاعبا متحركا ولم يكن خروج المنتخب الألماني بسببه. ورغم هذا ، أتساءل : لماذا رفع شفاينشتيجر يده داخل منطقة الجزاء متسببا في ركلة الجزاء (التي جاء منها الهدف الفرنسي الأول). وحدث نفس الشيء مع جيروم بواتينج في مباراة إيطاليا بدور الثمانية. وفي كل من الحالتين ، أسفر هذا عن ضربة جزاء. مخاطر التسبب في ركلة جزاء تتزايد برفع اليد عن وضعها لأسفل عندما تثب عاليا للعب الكرة بالرأس. لا أعلم من أين أتت هذه البدعة الجديدة. وأمام فرنسا ، كان الأكثر قسوة، هو حدوث هذا قبل صافرة نهاية الشوط الأول مباشرة ، وهو ما أعطى المنتخب الفرنسي دفعة حقيقية.
ولكن الأمر الحاسم كان اضطرار المنتخب الألماني لاستبدال عدد من اللاعبين البارزين. في خط الظهر ، كان لابد من استبدال ماتس هوملز. وفي الهجوم ماريو جوميز وفي الوسط سامي خضيرة. إنهم من العناصر المتميزة والأساسية بالفريق ويمثلون قوة فعلية على أرض الملعب. ثم كانت النقطة الفاصلة بعد مرور نحو ساعة من المباراة حيث أصيب بواتينج واضطر للخروج من الملعب عندما تزايدت قوة المنتخب الألماني. ومع خروج بواتينج ، فقد الفريق تنظيمه. ولم يكن من الممكن تعويض هذا ، ثم حسم أنطوان جريزمان المباراة تماما بتسجيل الهدف الفرنسي الثاني.
وعلى أي حال ، فإن خروج المنتخب الألماني من الدور قبل النهائي أمام أصحاب الأرض وفريق مرشح بقوة مثل المنتخب الفرنسي، لا يمثل كبوة لهذا الفريق الألماني الشاب. على العكس ، وعلى الرغم من كل العوائق ، قدم المنتخب الألماني مباراة رائعة.
هذا لا يعني التقليل من أداء الفرنسيين وفي مقدمتهم جريزمان. إنه أبرز لاعب حتى الآن ، وهذا ليس فقط لرصيده من الأهداف والذي بلغ ستة أهداف. إنه يهز الشباك بدقة مثل دقة عمل الساعة. طريقة لعب جريزمان نجم أتلتيكو مدريد الإسباني بدون أخطاء في الهجوم يبدو أمرا رائعا وهائلا. فيما تطور مستوى أداء البرتغالي كريستيانو رونالدو تدريجيا مع تقدم أدوار البطولة ، كان جريزمان حاضرا بقوة من المباراة الأولى في البطولة.
قلت بالفعل إن الفائز من مباراة فرنسا وألمانيا في المربع الذهبي سيكون هو الفائز بلقب يورو 2016 . ولكن المنتخب البرتغالي بلغ النهائي بجدارة ولن يكون صيدا سهلا للمنتخب الفرنسي. خاصة وأن المنتخب البرتغالي حصل على يوم إضافي للراحة.
وسجل رونالدو برأسه الهدف الأول للبرتغال في مباراة المربع الذهبي أمام ويلز مفاجأة هذه البطولة. وسيظل هذا الهدف من أبرز ملامح البطولة الحالية نظرا لطريقة ارتقاء رونالدو وما بدا عليه وكأنه توقف في الهواء والصلابة التي بدت في الظهر والعنق لتسديد الكرة بهذه القوة وهو ما لا يمكن تنفيذه بشكل أفضل من هذا. لا يمكن إيجاد مثل هذا في أي مكان آخر بالعالم.
أتذكر دائما يوم التقيت أليكس فيرجسون المدير الفني الأسطوري السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي عندما كان رونالدو لاعبا تحت قيادته. أبلغني سير أليكس : "فرانز ، لا يمكنك أن تتخيل لاعبا يجتهد أكثر من رونالدو. سواء كان هذا قبل التدريب أو بعده. إنه يتدرب على المراوغة وتسديد الركلات الحرة يوما بعد الآخر. عندما تمتزج الموهبة بالقوة والعمل الجاد ، يكون اللاعب من الطراز العالمي".
ومثلما هو حال رونالدو ، طور المنتخب البرتغالي مستواه على مدار البطولة بعد البداية المهتزة له في الدور الاول. وفي المباراة التي تعادل فيها 3 ـ 3 مع المنتخب المجري ، والتي مكنت الفريق من احتلال المركز الثالث في المجموعة، وساعدته على التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) ، كان رونالدو رائعا في تسديداته الفنية على المرمى. ربما ما زال لديه المزيد ليقدمه. في الضربات الثابتة ، من الصعب إيجاد دفاع يستطيع التصدي لرونالدو إلا بمحاولة إبعاده عن المرمى.
وعلى الاقل ، يستطيع نادي بايرن ميونيخ الألماني تهنئة نفسه على التعاقد مع البرتغالي ريناتو سانشيز. في الدور قبل النهائي ، ربما لم يكن اللاعب قادرا تماما على التعامل مع كل هذه الإشادة والضغوط والجدل عن سنه الحقيقية. كانت المرة الأولى في هذه البطولة التي أركز فيها عليه ، ويمكنني ان أتخيل أنه سيرتقي بمستواه مجددا في النهائي أمام فرنسا.
ولهذا ، سيكون النهائي مثيرا.