|


No Author
بدر السعيد - احموا أنفسكم.. وأعلنوا أهدافكم
2016-07-11
تستعد أنديتنا في هذه الفترة من كل سنة لتنفيذ برامجها الإعدادية للموسم الجديد.. ومن أبرز محطات الإعداد للموسم الجديد هو المعسكر الإعدادي سواء كان خارجياً في معظم الأحيان أو داخلياً في النادر جداً.. ولست هنا لتفنيد ونقد وتحليل برامج المعسكرات وكيفية التحضير لها والمدخلات اللازمة في مثل تلك البرامج.. لكني أردت أن يكون هذا الأمر مدخلاً لسؤال بديهي يغيب عنا طرحه في أحيان.. وتغيب الإجابة عنه في أحيان أخرى كثيرة..
 
والسؤال الذي أعنيه هو ما هي الأهداف التي يسعى الفريق لتحقيقها خلال الموسم المقبل.. وما هي قيمة ووزن تلك الأهداف قياساً بالخطة طويلة المدى.. إن وجدت.
 
ولعله من السهل جداً على المتابع البسيط لعمل أنديتنا الوطنية أن يلحظ غياب التخطيط في العمل وأعني بذلك التخطيط الإستراتيجي ذا الصبغة الاحترافية.. وليس التخطيط المليء بالاجتهادات والأصوات الإعلامية والنتائج الوقتية القصيرة..
 
وأطرح هنا تساؤلاً آخر.. كم هي الأندية التي تعلن أهدافها بكل شفافية قبل انطلاق الموسم بل وقبل التحضير للموسم.. أوليس تحديد الأهداف وإعلانها من أساسيات العمل الاحترافي؟ فبمجرد أن يغيب تحديد الأهداف ووضوحها داخل منظومة العمل فهذا بحد ذاته مؤشر مباشر على غياب التخطيط بشكل قاطع.
 
فالتحديد المسبق للأهداف.. والمبني على الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة ببيئة العمل سيجعل إدارة النادي تعمل بعيداً عن الضغوطات والمطالبات بالغة الصعوبة.. فمثلاً هناك إدارات أندية ستسعى إلى المحافظة على فريقها لموسم آخر في مصاف أندية دوري المحترفين السعودي.. وأخرى تعمل على تحسين مركزها في سلم الترتيب قياساً بما تحقق لها في آخر موسم.. وثالثة تهدف إلى حجز مقعد لفريقها في المنافسات الآسيوية للموسم المقبل.. وهناك من يخطط لحصد بطولة معينة أو أكثر.. وهناك من يركز على صناعة وإعداد جيل لتكوين فريق قادر على المنافسة في المواسم القادمة.. وكل تلك الأهداف حق مشروع لكل فريق يملك المؤهلات والإمكانات التي تساعده في تحقيق هدفه.. والأمر نفسه يجب أن يكون واضحاً على مستوى المنتخب الوطني بجميع فئاته..
 
وتحديد الأهداف يا كرام سيجعل الأندية "الاحترافية" الواثقة من عملها في مأمن من المطالبات الجماهيرية والإعلامية أثناء سير منافسات الموسم وحتى نهايته طالما أنها ستحقق تلك الأهداف المحددة مسبقاً بعيداً عن الأهواء بعيدة المنال.. وهذا لا يتعارض مع كون محبي النادي يرغبون في رفع مستوى طموحهم أو نيل مبتغاهم.. ولكن في الوقت ذاته علينا أن نكون أقرب للواقع وأبعد عن الخيال.. ويبقى التوفيق أولاً وأخيراً من عند الله..
 
ومن أهم ما ستجنيه الجماهير من تحديد وإعلان الأهداف مسبقاً أنها ستكون على دراية بطموحات ناديها وذراعاً داعماً لها من خلال مساندتها له في تحقيق تلك الأهداف.. أما استمرار أنديتنا على هذا النحو من الاجتهاد غير المدروس وغير الواضح فإنه سيجعلها تبتعد أكثر وأكثر عن إقناع عشاقها بقدرة إداراتها على قيادة دفة العمل.. ثم تكرار الأسطوانة الرائجة في سوقنا.. والمطالبة بإبعاد هذه الإدارة أو تلك.
 
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.