|


No Author
وحيد بغدادي - الاستثمار الرياضي.. إلى أين؟
2016-07-13

محطات ومراحل مرت بها رياضتنا من زمن الهواة إلى الاحتراف .. كرة القدم ليست مجرد لعبة شعبية بل هي صناعة عالمية ينفق عليها مئات المليارات لتحقيق إيرادات مجزية .. شركات ومستثمرون حول العالم يتسابقون لشراء أندية بالمليارات والهدف هو المال وإثبات السلطة والنفوذ، وباتت بعضها مؤسسات ومنظمات تجارية حقيقية مدرجة في أسواق المال العالمية ويتم اعلان أرباحها السنوية بمئات الملايين من خلال الاستثمار في البنى التحتية الرياضية والتي كان من الواجب توفرها للنهوض بهذا القطاع الذي اصبح مع الوقت أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني والدعائم الأساسية في التنمية الاجتماعية والبيئية عالمياً ..

 

شهد العقدان الأخيران اهتماما ملحوظا من العرب والخليجيين للإستثمار رياضياً وخصوصاً بالأندية الأوروبية بسبب إدراكهم للجدوى الاقتصادية والأرباح الهائلة ففي عام 1997 اشترى المصري محمد الفايد نادي فولهام الإنجليزي بــ30 مليون جنيه استرليني واشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان 90% من أسهم نادي مانشستر سيتي عام 2008 ليشترى الإماراتي سليمان الفهيم نادي بورتسموث الإنجليزي عام 2009 قبل أن يبيع 90% من حصته للسعودي علي الفراج.. وفي صفقة تراوحت قيمتها 80 مليون يورو استحوذت عام 2011، مجموعة رويال دبي للشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم نادي خيتافي الإسباني كما اشترى الشيخ القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني نادي مالاقا الإسباني في العام ذاته والذي استحوذت فيه مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بــ100 مليون يورو.. وفي عام 2013 اشترى الأمير عبدالله بن مساعد 50% من أسهم شيفيلد يونايتيد الإنجليزي بما يقارب الـ50 مليون ريال قبل ان يبيع حصته بسبب توليه منصب الرئيس العام ..

 

تعتمد الأندية العالمية على حقوق النقل التلفزيوني والرعايات والإعلانات وقد دخلت شركات خليجية هذا السباق الاستثماري مثل طيران الإمارات والقطرية وأبوظبي القابضة ومؤسسة قطر وشركة اتحاد الاتصالات وموبايلي السعودية .. للإنتشار على قمصان أندية عريقة كأرسنال ومانشيسترسيتي وتشيلسي الإنجليزية وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي وهامبورج الألماني وأولمبياكوس اليوناني .. وتجاوزت الإستثمارات الخليجية الــ160 مليون يورو موسم 2015 حتى ان بعض الاتفاقيات تجاوزت الرعاية إلى تسمية الملاعب بأسماء الشركات حيث تم إطلاق اسم "الإمارات" على ملعب أرسنال الجديد لمدة 15 عاماً وتسمية ملعب مانشستر سيتي بإسم ملعب "الاتحاد" ولمدة عشر سنوات بموجب توقيع اتفاقية شراكة مع طيران الاتحاد..

 

الاستثمارات الرياضية الخليجية لم تبحث فقط عن العوائد المالية بل استهدفت إيجاد مكانة خاصة لبناء علامة تجارية قوية من خلال ارتباطها بالعلامات التجارية لعدد من الأندية الأوروبية الكبيرة ولذلك فإن الشركات والمؤسسات المتخصصة في مجال التسويق والتنمية والاستثمار أو الاستشارات الرياضية حصلت على امتيازات عالمية لتوسعة نطاقاتها واستثماراتها .. ويجب على الهيئة العامة للرياضة ان تدعم وتشجع تأسيس اتحاد أو رابطة لمثل هذه الشركات والمؤسسات المتخصصة في الاستثمار والتسويق الرياضي لضمان حقوقها وامتيازاتها بالعقود الموقعة بينها وبين الهيئات والأندية والمؤسسات الرياضية الحكومية وذلك لدعم مقومات الاستثمار الأمثل في المجال الرياضي حتى نتمكن من مواكبة الدول المتقدمة في هذا المجال .. الأمر الذي سيحفز القطاع الخاص للمشاركة في تنمية وتطوير البنية الأساسية للرياضة كما ستشجع الأفراد لتأسيس شركات متخصصة في مجال التصنيع والتسويق والاستثمار الرياضي بمختلف مجالاته مما يساهم في توفير فرص عمل للآلاف من الخريجين وشباب البلد .. ويجب إلزام تلك الشركات والمؤسسات بالمساهمة في تنفيذ خطة التحول الوطني ورؤية 2030 من خلال تحملها إنشاء ملاعب وساحات رياضية لممارسة الرياضة بشكل عام ..