|


أحمد السليس
غياب الهلال الأحمر
2011-01-01
تكرر غياب سيارات الهلال الأحمر «الإسعاف» عن الملاعب الرياضية بشكل ملفت، وكأن أمر مباريات كرة القدم بات لايعني هذه الجهة إطلاقاً على الرغم من أن تلك المباريات تحدث فيها احتكاكات ربما تصل لدرجة الموت لاسمح الله كبلع اللسان وخلافه، وكانت هناك أحداث رياضية عرفتها الملاعب على مستوى العالم ونتج عنها وفيات، وهو ما يجعل هذا الاحتمال وارداً ومتوقعاً في أي مباراة لاقدر الله، وبالتالي ليس من المعقول وجود إهمال من أي جهة كانت في هكذا أمور وتحديداً من جانب هلالنا الأحمر، ولكن للأسف أصبح تجاهل المباريات وعدم إحضار سيارة «الإسعاف» إليها أمراً محبباً لدى المعنيين في الهلال الأحمر وخصوصاً في مباريات الدوريات الأخرى غير دوري زين للمحترفين، وهذا يدل على أمرين إما أن الهلال الأحمر الذي من فرط التطور بات يستخدم طائرات في الإسعاف لا يملك سيارات كافية، أو أن أولئك الذين يلعبون في تلك الدوريات ليسوا بشراً ولا يهم إن مات أحدهم وكلا الأمرين فيهما من السوء الشيء الكثير، فما طالعتنا به جريدتنا المتواجدة في لب الحدث دوماً «الرياضية» من تعرض أحد لاعبي الجندل لكسر في الفك وسقوط بعض الأسنان وضربة قوية في الأذن وتم نقله بسيارة أحد المشجعين أمر مخجل للغاية ومؤسف أن نصل لتلك المرحلة، فمن المفترض أن يكون هناك تنسيق أكثر فاعلية بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهيئة الهلال الأحمر السعودي بل يتوجب على هاتين الجهتين توقيع اتفاقية بينهما يتعاونان فيها على توفير السيارات اللازمة والكوادر البشرية المطلوبة لتكون متواجدة في الملاعب الرياضية مع كل مباراة، فحتى لو لعب في اليوم الواحد وفي المنطقة الواحدة 10 مباريات وهذا ليس وارداً إلا أن جهات كالهلال الأحمر ورعاية الشباب ليست عاجزة عن توفير سيارات إسعاف لتتواجد في الألعاب الجماعية التي تحدث فيها احتكاكات قوية تصل لدرجة الخطورة أحياناً لتوفر ميزانيات ضخمة لدى تلك الجهات وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائبه وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهم الله.
ولكن من المحزن عندما تقام مباراة واحدة ولاتتوفر فيها سيارة «الإسعاف» على الرغم من أن تلك المنطقة ربما يتواجد فيها أكثر من 30 سيارة إسعاف، فهذا يعكس بما لايدع مجال للشك أن المعنيين في هيئة الهلال الأحمر لا يعنيهم الأمر أو أنهم لايتلقون طلباً من نظرائهم في رعاية الشباب وذلك أدهى وأمر.