|


بندر الطياش
الخوف من.. كل واحد يصلح سيارته
2011-11-24
يخطئ من يعتقد أن قمة النصر والهلال التي ستجمع الفريقين الليلة ستحظى بالبرود، كما هي أجواء الرياض هذه الأيام.. ويخطي كثيراً من يذهب إلى أن لغة الحسم ستكون لصالح طرف ضد آخر أو من يذهب إلى تكرار المقولة الدارجة أن الحسم انتهي بين العملاقين لا لشيء سوى أن ناديه سيطر على (الديربي) لسنوات، أو من يظن أن المفاجأة ستحضر لأن النادي المهزوز والذي غالباً ما تتلاطمه الأندية الصغيرة سيظل كذلك بمستواه الضعيف.. لكن السؤال العريض الذي يطرح نفسه: لماذا؟.
باختصار لأنهما الهلال والنصر أو النصر والهلال، كي لا يثير تسبيق فريق عن آخر، مفهوم المتعصبين الذين لا هم لهم سوى فوز فريقهم المفضل وجعله في المقدمة، حتي لو كان في سياق حديث هكذا هو التعصب أو كمن يقول في تقديم فريق عن آخر.. “سيداتي سادتي” في تشبيه ربما يعود لصاحبه من طرافة في غير محلها.
الهلال والنصر لغة كرة القدم السعودية، بل هو (الديربي) الكبير في الوطن ضعف مستوى طرف أو قوى الآخر.. تظل قمة ملتهبة وحادثة تتجاذب أطراف ومجالس الحديث قبلها بأيام وتولع أثناءها وهات يا تعليقات بعدها.
قمة اليوم تظهر بحله جديدة، فهناك نجوم ربما يدخلهم التاريخ ليسجل أسماؤهم من ذهب في مواجهات الفريقين، وبالكاد تكون السابقة الأولى بين نجوم الفريقين وهم يلتقون بشعار الناديين لأول مرة، نجوم كانوا في أندية أخرى وأجانب سيتقابلون وجهاً لوجه على أرض الملعب، لكن الشيء الأكثر غرابة إن من سيقود المواجهة تحكيميّاً قد يكون قياديّاً لمثل هذه المواجهات.. لكن الأمل يحدونا أن يظهر بالمظهر الجيد وأن لا يستمع لتوجيهات اللاعبين لطرد آخرين وأن يكون أكثر جرأة في تطبيق القانون، وليرمي خلفه مبدأ: “كل واحد يصلح سيارتة”!.
شخصيّاً أتوقع أن تغطي مساحات وجنبات ملعب المباراة جماهيرياً، وربما تكون هذه المواجهة الأكثر جماهيرياً وتسجل رقماً جديداً في دوري هذا العام من حيث نسبة الحضور، وإن كنت أشك في حضور جماهير الشمس التي غابت هذا العام عن جنونها بملاحقة (العالمي) حتي وهو يتلقى الخسارة تلو الأخرى، بدليل أن مواجهة فريقها ضد نجران لم تتجاوز الـ ٣٠٠٠ مشجع.. أما على الطرف الآخر فجماهير الزعيم عرف عنها أنها جماهير مناسبات حتى وفريقها يحقق الإنجازات الواحدة تلو الأخرى؛ إلا أن ما عرف عنها أنها تحضر للملعب وهي تفكر كيف تفرح وقلما تتفاجأ بالخسارة كما حدث في موقعة ذوب آهن في نصف نهائي دوري الأبطال ٢٠١٠.
الليلة المواجهة ربّما تهم أنصار الفريقين وإن كنت أرى أن أهم شخصية يفترض أن تكون حاضرة هو مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الهولندي فرانك ريكارد والذي ربما يغير قناعاته في بعض اختياراته على أمل أن يجد اللاعب المناسب الذي يستطيع أن يهز أركان الأستراليين في عقر دارهم نحو تأهل الأخضر للمرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل.
أخيراً من سيفرح الليلة؟.. هل تكون صفراء تسر النصراويين؟.. أم زرقاء تدفئ برد الهلاليين.

توقع خاص
اشتهر في سنوات ماضية الزميل خالد قاضي بتوقعات قمة الهلال والنصر بنظره فنيّة تدل على قراءته للمباراة قبل بدايتها، إلا أنه توقف عن هذه الخاصية بعدما وصفه أحد الذين لم ترق له أحد التوقعات الصائبة بالشعوذة.. وبما أنه جرى بيننا اتصال هاتفي قبل المواجهة بـ ٢٤ ساعة وسألته عن توقعه، فقال مازحاً إيجابية ربما (١-١) أو (٢-٢) بعدها أيقنت أنها ستكون قمةً “نار”.