|


وحيد بغدادي
التخصيص.. والاحتراف (المبتور)!!
2017-01-17

عندما صدرت لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، وانتقالاتهم، وقواعدها التفسيرية، تفاءل اللاعبون كثيراً بهذه اللوائح.. خصوصاً عندما رافق هذه اللائحة العمل الجاد من لجنة الاحتراف ومتابعة حقوق اللاعبين، وفرض عقوبات قد تصل لمنع الأندية التي تتأخر في سداد حقوق ومستحقات اللاعبين (المحترفين) من التسجيل خلال فترات الانتقالات الرسمية.. ولكن!!

 

هل فعلاً ضمنا بذلك تطبيق درجة عالية من الاحترافية؟! ونحن مقبلون على التخصيص.. هل فعلاً وصلنا للجاهزية ودرجة الاحترافية المطلوبة للتحول لشركات قائمة ومستقلة بذاتها؟. 

 

ويبقى الجواب حائراً أمام عدة تساؤلات هنا وهناك، أمام بعض الحقوق المالية الضائعة للعاملين والإداريين بالأندية.. وما هو دور لجنة الاحتراف، ورابطة دوري المحترفين، والتي تعتبر رابطة مستقلة تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد أن كانت تسمى سابقاً بهيئة دوري المحترفين، وأصبحت تدار بطاقم إداري مستقل، وفقاً لنظام هيئات دوري المحترفين في الاتحادات القارية والدولية، وتشرف على تنظيم دوري المحترفين السعودي، وتضم في عضويتها حاليا ممثلي الأندية في دوري المحترفين.. كما أنها تشرف على أندية الدرجة الممتازة في الدوري السعودي لكرة القدم، وذلك بموجب نظام الهيئة الصادر عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتدار هذه الهيئة وفق الصبغة التجارية، بحيث يكون لها مصادر دخل مستقلة عن الاتحاد.

 

 العشرات بل المئات من العاملين في الأندية يعملون منذ سنوات، دفعهم العشق لخدمة الرياضة، وحب أنديتهم للتواجد داخل أسوار النادي، كما دفعتهم الحاجة للقبول بالزهيد من المال في ظل ارتفاع مصروفات المعيشة ليتقاضوا القليل من المال مقابل ساعات طويلة جداً من العمل، قد تتجاوز حتى الساعات المسموحة من وزارتي العمل والخدمة المدنية.. فباتوا لا يخضعون لأي أنظمة!!.

 

فلا هم تحت مظلة (مكتب العمل، ووزارة العمل والتأمينات الاجتماعية)، والتي تشرف على متابعة حقوق ومستحقات العاملين بالقطاع الخاص.. ولا هم يندرجون تحت مظلة وزارة الخدمة المدنية كموظفين حكوميين.. ولا هم تحت مظلة هيئة الرياضة أو حتى اتحاد كرة القدم أو أياً من الاتحادات الرياضية المعنية بمختلف الألعاب.. فضاعت حقوقهم وتأخرت مرتباتهم داخل أسوار الأندية ولم يجدوا أمام الصعاب والضيقة المالية الخانقة التي يعاني منها جميع الأندية إلا الصبر، حتى تأخرت بعض رواتب العاملين في بعض الأندية لأكثر من (19) شهراً.

 

علماً بأن لديهم أسراً واحتياجات ومطالبات، وبيوت تعاني بسبب هذه الضيقه الخانقة.. ولم يجدوا ملجأ قانونياً وباباً قضائياً يطرقونه أمام ضياع وتأخير هذه المستحقات، إلا اللجوء لرب العالمين، والتضرع بالدعاء لرب العباد، لعل وعسى أن ترق لهم قلوب رحيمة، ويتم النظر لهم ولو بصرف جزء يسير من مستحقاتهم المتأخرة.

 

والتي غالباً ما تضيع وتتقلص بسبب تتابع الإدارات في الأندية. وكما لا نرضى أن تتأخر رواتبنا الشهرية يوماً واحداً، فكيف نرضى بتأخير رواتب هؤلاء وعدم إعطائهم حقوهم؟! وقد تغرب بعضهم عن دياره وأهله وخرج بحثاً عن رزقه.. قال ـ صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".. وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه".

 

وقد تكون هذه الحقوق هي سبب في انعدام البركة من بعض الأندية، وبسببها فارقهم التوفيق في تحقيق البطولات رغم الجاهزية الفنية لذلك.. إذا ما أردنا تطبيق (التخصيص).. ينبغي ألا يكون نظام الاحتراف لدينا (مبتوراً) وناقصاً، ويجب أن تكون هناك لجنة أو رابطة للمطالبة بحقوق العاملين في الأندية، وأن تطبق ذات الأنظمة على اللاعبين المحترفين لضمان حقوقهم.