|


وحيد بغدادي
كابوس.. (أمم) إفريقـيا
2017-01-24

لا يكاد المتابع البسيط العاشق للبرشا أن يتخيل فريقه يلعب بدون ثلاثي الرعب (اللاتيني) سواريز، ميسي، ونيمار.. ولا يصدق العاقل أن تقام بطولة كوبا أمريكا (لدول أمريكا الجنوبية) منتصف الموسم.. وهو ذات الحال مع نادي الاتحاد الذي خسر ثلاثي الرعب في المقدمة (عكايشي، وكهربا لمشاركتهما أفريقياً، وفهد المولد للإصابة) فبات النمر حملاً وديعاً وفريسة سهلة.. وهذا ما يحدث هذه الأيام بانطلاقة بطولة كأس أمم إفريقيا 2017 بالجابون، والتي بدأت 14 يناير 2017 والتي تستمر منافساتها حتى يوم الخامس من فبراير، وكانت معظم المنتخبات المشاركة قد بدأت الاستعداد قبل أكثر من 10 أيام لانطلاق البطولة، وهذا يعني احتمالية غياب بعض اللاعبين للمنتخبات المتأهلة للمراحل المتقدمة ما يقارب الأربعين يوماً عن أنديتهم.. ويشارك في البطولة الـ(31) لأمم إفريقيا (16) منتخباً، تم تقسيمهم على 4 مجموعات وتضم: الجابون (المستضيف) وغينيا وبوركينافاسو والكاميرون (بالمجموعة الأولى)، والجزائر وزيمبابوي وتونس والسنغال (بالثانية)، وساحل العاج وتوجو والكنغو والمغرب (بالثالثة)، وفي الرابعة منتخبات غانا ومصر ومالي وأوغندا. 

 

قبل أيام هاجم مدرب نابولي البطولة: ووصفها بالمهزلة التي يجب وقفها فوراً، بسبب تأثيرها السلبي على فريقه، وقال: "أمم إفريقيا بالنسبة لي هي أمر سخيف، ومن العبث أن يتم لعب بطولة قارية بشهر يناير منتصف الموسم، لقد حرمنا من ثلاثة لاعبين بسبب البطولة، (السنغالي كاليدو كوليبالي، الجزائري فوزي غلام، والمغربي عمر القادوري)، وهذا أمر كارثي، ولو كنت رئيساً للنادي لقمت بخوض جميع المعارك القضائية اللازمة لوقف هذه المهزلة".. ولذلك فإن معظم الأندية الأوروبية التي تضم في صفوفها أفضل النجوم الإفريقية لديها عداء كامل للقارة السمراء و"للكاف"، تحديداً بسبب توقيت هذه البطولة، والتي تشكل مصدر إزعاج شديد لمدربي الأندية، خصوصاً بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على إقامة البطولة في موعدها في يناير كل عامين. 

 

ويمثل 232 لاعباً من 28 دولة أوروبية مختلفة، أي ثلثي لاعبي البطولة البالغ عددهم 368 لاعباً، مع وجود مجموعة قليلة ستأتي من كندا والصين والشرق الأوسط والولايات المتحدة وفيتنام. 

 

ويعتبر الليجا الإسباني الأقل تضرراً من بطولة هذا العام باحتلال الدوري الإسباني للمرتبة الخامسة في قائمة المسابقات المُتضررة برصيد 16 لاعباً فقط، أما المسابقة الأكثر تضرراً فكانت الدوري الفرنسي، باحتلاله للمركز الأول برصيد 69 لاعباً.. ويأتي الدوري الإنجليزي الممتاز في المرتبة الثانية بـ39 لاعباً من 13 نادياً، وسيعاني حامل اللقب (ليستر سيتي) الذي يُنافس على البقاء هذا الموسم بغياب أربعة من أهم لاعبيه هم: (إسلام سليماني، ورياض محرز، وجيف شيلوب، ودانيل آمارتي)، ويأتي من بعده سندرلاند بثلاثة لاعبين هم (ديديه ندونج، ووهبي الخزري، ولامينا كوني)، ثم ستوك سيتي بالثلاثي (مامي بيرام ضيوف، وويلفريد بوني، ورمضان صبحي).. وخطف الدوري البرتغالي الأنظار بتقدمه على دوريات ألمانيا وإيطاليا واحتلاله للمرتبة الثالثة في هذه القائمة بمشاركة 25 لاعباً في أمم إفريقيا، وتبعه الدوري التركي في المرتبة الرابعة برصيد 20 لاعباً.. ويبقى السؤال هل تواصل الأندية الأوروبية والدوريات الأخرى في العالم اعتمادها على اللاعبين الأفارقة؟.. أم سيسيرون على خطى رئيس نادي مونبلييه الفرنسي "لويس نيكولان" الذي استبعد التوقيع مع أي لاعب إفريقي عام 2015؟! أم ستقف الاتحادات القارية ضد الـ(CAF) لتعديل موعد البطولة لتقام صيفاً أو إقامتها كل (4) سنوات أسوة بباقي القارات.