|


وحيد بغدادي
صحوة.. العملاق النائم!
2017-03-27

 

بعد ثلاثية منتخبنا الأخيرة أمام منتخب تايلاند، ضمن التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018.. هاجمت الصحف التايلاندية صبيحة اليوم التالي للمباراة منتخب بلادها، وخرجت الجمعة بالعديد من العناوين عن المواجهة أمام "الأخضر"، التي ضمنت استمرار المنتخب السعودي في صدارة مجموعته بـ13 نقطة.. وصبت الصحافة التايلاندية جام غضبها على منتخب بلادها ولامت لاعبي منتخبهم على الخسارة الكبيرة التي أكدت الابتعاد الكامل عن المنافسة على التأهل لكأس العالم.. فيما أشادت صحيفة "بانكوك بوست" وهي أكبر صحيفة هناك بالمنتخب السعودي، ووصفت أداءه بالقوي، وقالت: "استطاع التغلب على كل الظروف من الأرض والجماهير الكبيرة التي حضرت وكسب المواجهة، واقترب من التأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018".. فيما وصفت بعض الصحف اليابانية منتخبنا بالعملاق النائم، والذي عاد من صحوته ليأكل الأخضر واليابس، وبات خطراً على منتخبات المجموعة.. الجميع بات مذهولاً من عودة الأخضر لموقعه الطبيعي آسيوياً، وإن كنا لا نزال نرى أننا نحتاج إلى المزيد من الثقة في لاعبينا مع بعض الوقت ليعود أخضر 94 من جديد.. فيما لا يزال بعض أبنائنا يهمزون ويلمزون في مكتسباتنا حتى الآن، ويشككون في قدرتنا على التأهل، بل بات بعضهم يتمنى الإخفاق ليثبت صحة نظريته، وأن رؤيته كانت على حق بسبب عدم استدعاء هذا اللاعب أو ذاك.

 

 

وسيكون المنتخب السعودي، غداً الثلاثاء في الجوهرة، أمام مفترق طرق، لمواصلة تقدمه نحو نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، حينما يستضيف منتخب أسود الرافدين المتتخب العراقي الشقيق، الذي سيحل ضيفاً ثقيلاً على منتخبنا، ضمن مواجهات الجولة السابعة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات.. ويتصدر الأخضر ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، وبفارق الأهداف عن المنتخب الياباني الوصيف، والذي سيخوض مواجهة سهلة أمام تايلاند، في حين سيستضيف المنتخب الأسترالي صاحب المركز الثالث برصيد 10 نقاط ضيفه المنتخب الإماراتي صاحب المركز الرابع بـ9 نقاط.. في لقاء الغد، التعادل غير مقبول على الإطلاق، حيث إن خسارة أي نقطة على أرضنا تعني صعوبة المهمة في الجولات القادمة المتبقية، التي ستكون أمام أستراليا ثم الإمارات، قبل أن نختتم التصفيات بلقاء اليابان في الجولة الأخيرة والحاسمة، التي نتمنى أن يكون التأهل والحسم قد بات مضموناً قبل ذلك اللقاء الصعب والمرتقب.. حسابياً سيقربنا فوزنا على العراق ـ إن شاء الله ـ إلى التأهل بنسبة 70%، حيث إن أقصى عدد نقاط يمكن أن يصل إليه المنتخب الإماراتي هو 21 نقطة، وأستراليا 22 نقطة، وبالتالي فإن تعطيل أي من المنافسين الثلاث بعد مباراة العراق يعني وصولنا إلى 19، وهي النقاط الكفيلة بضمان التأهل مباشرة للنهائيات.. كل الآمال على عاشقي كرة القدم في جدة، أن يملؤوا الجوهرة غداً "عددًا وعتادًا"، نريدها مباراة فوز وصدارة، فلتملؤوا الجوهرة ضجيجاً وتشجيعاً.. "من مكة ومن طيبة من كل أنحاء بلادي.. من أبها ومن صفوة والرملة والوادي".. بعيدًا عن الألوان والميول: "لا جاء وقت الهمة ونادانا المنادي .. وحدة كلمتنا ويعز قوتنا .. نجد وتهامة أهل الشهامة".. كم اشتقنا لأفراح الأخضر التي غابت، وسنغني غداً بإذن الله (الفرحة هلت والكل يقول الله)، وفي سماء روسيا سنحتفل: "رفرف بيرقنا الأخضر فوق محلاه .. غالية رايتنا عالية هامتنا".. وبصحوة العملاق النائم سنروي (قصة بطولة كل يقوله .. وعاشت بلادي).