|


د.تركي العواد
جزيرة الشيطان
2017-07-13

درست حرية الصحافة، وسخرت رسالة الدكتوراه بالكامل لمناقشة هذا الموضوع الحيوي، وتوصلت لكون حرية التعبير التي هي المظلة التي تندرج تحتها حرية الصحافة حق أصيل لوسائل الإعلام، ولكن بشرط ألا يستخدم هذا الحق للإضرار بالآخرين. فليس من حق أي شخص أن يصرخ في قاعة مزدحمة "حريق" ويدعي أنه يمارس حقه في التعبير. 

 

قناة الجزيرة مثل حي للصراخ غير المسؤول الذي تسبب ويتسبب في أضرار لا تحصى لقطر وجيرانها. فقناة الجزيرة استمدت شهرتها أصلا من كونها الوعاء الذي استخدمه الإرهاب لإيصال صوته للعالم. فأسامة بن لادن اختار الجزيرة وبقي مخلصا لها إلى آخر أيامه يخصها دون غيرها برسائله. 

 

المشكلة ليست فقط في خدمة قناة الجزيرة للإرهاب ولكن في تحولها للمحرك الأول للسياسة الخارجية لقطر. فقطر الدولة ليس لديها أجندة واضحة ولا سياسة خارجية واضحة تحكمها المصالح الوطنية والعلاقات الدولية مثل بقية الدول، بل إن سياسة قطر الخارجية تتحكم بها قناة الجزيرة بشكل واضح. فالتعاطف مع الأخوان هو توجه قناة الجزيرة وليس دولة قطر. دعم حماس يحكمه فكر الجزيرة وليس قطر. ودعم القاعدة وإيصال فكرها وصوتها للعالم هو مشروع قناة الجزيرة وليس قطر. 

 

قطر اليوم تحولت إلى أداة في يد قناة الجزيرة تحركها كما تشاء، وهو وضع مقلوب يتنافى مع كل أبحاث تأثير الملكية على وسائل الإعلام. فأي دولة تمتلك وسيلة إعلامية تهدف من خلالها لإيصال وجهة نظرها للعالم، ولكن أن تقوم القناة بتشكيل وتحريك السياسة الخارجية لمالكها، فهذا عمل شيطاني لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.