|


سعد المهدي
مطلوب حكام أجانب في البطولة العربية
2017-08-06

الأخطاء التي ارتكبها حكام مباريات البطولة العربية، وصف بعضها بالبدائية، وذلك لأسباب تتعلق إما بالتقديرات غير الموفقة، وإما لعدم الجاهزية البدنية، والذي يتبعه بالضرورة عدم التركيز أو نقص الخبرة أو انعدام الأهلية، وهي التي لا يمكن قبولها.

 

ترشيح أطقم التحكيم من قبل الاتحادات الأهلية يحرج لجنة التحكيم المعنية بالبطولة، أو على الأقل عدم التنسيق معها في الاختيار يجعلها تقف مكتوفة الأيدي حين لا تجد الكفاءات التي يمكنها الاختيار الأنسب لكل مباراة، حيث ستضطر للقبول بأحسن السيئين، وكان يمكن لتفادي هذا لو منحت فرصة جلب حكام أجانب للمباريات التي ترى أنها تستوجب ذلك.

 

عربية البطولة لا يعيبها أن يقود بعض مبارياتها حكام أجانب، فكما الفرق تشرك لاعبين ومدربين أجانب سيكون الأمر طبيعيًّا أن يكون هناك أيضًا حكام أجانب، هذا سيكون في صالح البطولة ومساعدًا في ألا تتعرض لانتقادات في صلب العملية التنافسية التي يقاس عليها النجاح، مع إشاعة الثقة والرضا، هذا يحدث في المنافسات المحلية والإقليمية والقارية.

 

خروج الحكم السعودي تركي الخضير وسط دائرة حماية أمنية يمكن أن يحدث حتى لو لم يرتكب أخطاء استفزت لاعبي الفريق الخاسر، لكن إدارة مباراة نصف نهائية بين غريمين من مدرسة كروية واحدة كان يحتاج إلى شجاعة إقناع اللاعبين بسلامة القرارات أثناءوبعد اتخاذها، وتلك لم تتوفر في الحكم أكثر من اتخاذه ثلاثة قرارات طرد وضربة جزاء، ربما تكون تقديراته فيها صحيحة، لكن بدت الشجاعة ناقصة.

الحكام الأجانب وفي مقدمتهم الأوربيون ارتكبوا كوارث تحكيمية في مناسبات مختلفة، ومنها في الدوري السعودي، وحتى على مستوى منافسات المونديال، إلا أن أسلوب الإدارة المعتمد على الشخصية النافذة الواثقة وليست المصطنعة، سيرت المباريات بشكل طبيعي وتركت الشجار حول الأخطاء للخوض فيها بعد انتهاء المباراة دون أن تشعر بأهميتها خلال سيرها.

 

ليس صحيحًا أن اللاعبين يختلف تعاملهم مع الحكم الأجنبي عنه مع الحكم المحلي، هكذا دون سبب، بل لأن اللاعبين أولاً لا يتسرب داخلهم شك في كفاءة الحكم، وهذا مهم جدًّا.. وثانيًا لأن أسلوب الإدارة يقنعهم جبرًا بأن قراراته صحيحة، وقد لا يفيد معه كثرة اعتراضاتهم، وهو شعور يعززه تحفظ دكة البدلاء وسكون المدرج الذي لا تساوره ذات الشكوك التي تلاحق بها كل قرارات الحكم المحلي لذات السبب.

 

رئيس لجنة الحكام في البطولة العربية، قال معترفًا بأن مباريات الدور الأول صاحبتها أخطاء أثرت في النتائج، لكن الحظ الطيب لم يحرم الفرق المتضررة من التأهل للدور النهائي، وأن النسخة المقبلة ستشهد تحضيرات مناسبة تساهم في اختيار حكام نخبة بالتنسيق بين اللجنة والاتحادات الأهلية، هذا حسن، ولكن لا يمنع ذلك أيضًا من تجهيز أطقم من النخبة الأجانب سيكون ذلك مهمًّا جدًّا بأهمية استمرار هذه البطولة، وجعل صورتها مشرقة ومضيئة وبعيدة عن الشبهات.. لا أعتقد أن أحدًا لا يتمنى ذلك؟.