|


إبراهيم بكري
سنبكي فرحًا أم حزنًا.. يا منتخبنا؟!
2017-09-05

هل دخلت يومًا إلى استاد يبكي؟!.

 

أنت اليوم بملعب الجوهرة في مباراة المصير، سترى أمامك جماهير من كل جزء من الوطن سافروا إلى ملعب بأحلامهم، تحملوا معاناة السفر وألم الانتظار عند بوابة الملعب؛ من أجل شيء واحد لا أكثر، أن يفوز المنتخب السعودي ويهزم خصمه الياباني.

 

لا مفر من بكاء الجماهير السعودية اليوم فرحًا بالفوز أو حزنًا بالخسارة، وكم هي الفوارق ما بين دموع الفرح والحزن، في الأولى دموع تروي الجسد والأخرى تقتل الروح بالألم.

 

لم تشهد الجوهرة في تاريخها مباراة كهذه التي تحبس الأنفاس وتجعل نبضات القلب تتحكم بها مجريات المباراة، وكأن صافرة الحكم فيها إعلان حياة أو موت لأحلام الجماهير!!.

 

الكثير يعتقد أن الملاعب المصنوعة من الحجر لا تشعر بالجماهير ولا تحس بهم، هذه ليس حقيقة بالعكس كل استاد له قلب ينبض وروح تنطق تعيش مع الجماهير لحظات السعادة والمعاناة، وفي التاريخ الرياضي قصة ملاعب بكت فرحًا أو حزنًا مع الجماهير.

 

حتى اليوم بعد مرور 67 عامًا ما زال ملعب ماراكانا أرض نهائي كأس العالم 1950 بين البرازيل والأوروجواي يبكي ألمًا على خسارة المنتخب البرازيلي للقب في أرضه في مشهد حزين أمام 210 ألف متفرج في كل جزء في الملعب، والمدرجات وأرض الملعب وأسواره، كان مشجع قلبه ينبض لمنتخب بلده، خسرت البرازيل وملعب ماراكانا بكى مع البشر.

 

حتى استاد ويمبلي تجرد من كل هيبته التاريخية وبكى كالأطفال في مونديال 1966 الذي كسبه منتخب إنجلترا ليشارك جماهير وطنه الفرح بعد الحزن في مونديال 1953 الذي خسرته إنجلترا أمام الهنغاريين.

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

استاد الجوهرة اليوم يعيش لحظة استثنائية لم يعشها من قبل في تاريخه، سوف نشعر به وكأنه أحد المشجعين له قلب وروح يهتف للمنتخب السعودي.

 

أمام اللاعبين فرصة لا تعوض بأن يسجلوا أسماءهم في تاريخ بكاء الجوهرة فرحًا والعودة للمونديال من أرضه.

 

نريد من لاعبين منتخبنا أن يجعلوا الجوهرة كملعب ويمبلي يبكي فرحًا وليس مثل ملعب ماراكانا يبكي حزنًا؛ لأن التاريخ الرياضي يسجل بكاء الملاعب.

 

قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:

 

هل ملعب الجوهرة سيبكي فرحًا أم حزنًا؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك...