|


د. محمد باجنيد
إنها كرة ميسي يا رونالدو
2010-12-03
(ميسي) هذا الفتى العبقري.. مروض الكرة.. وساحرها الأول وربما الأخير.. جاء في ليلة الريال ليقدم سهرة ممتعة.. اتفق مع رفاقه الذين عشقوا فنه وباتوا يجيدون طريقته في العزف المنفرد.. اتفقوا على أن يعزفوا بنغمة راقية وإيقاع صاخب سيمفونية عنوانها (المتعة والحرمان).. السيمفونية أمتعتنا حتى الثمالة ولا ثمالة مع (برشلونة).. أما الحرمان فكان من نصيب الريال الذي ظل لاعبوه يدورون في الملعب وكأنهم مقيدون بحبل يسحبون به إلى كل الاتجاهات كلما حاولوا (لمس) الكرة أُبعدوا!
ترى هل كانت تلك الكرة لـ(ميسي) ليحرم منها نجوم الريال، ويذهب ليلعب بها مع رفاقه (الكاتالونيين) كما كان يفعل بعض الصبية في الحارة حين يشترون كرة جديدة ويتحكمون فيمن يلعب ومن لا يلعب.. صاحب الكرة في الحارة كان يذهب مع رفاقه بعيداً أما ميسي ورفاقه فقد أجبروا رونالدو ومن معه على الفرجة، والتحرك طوال A بدون كرة.. إنها سهرة غريبة تحول معها الريال إلى (خمسة بريال).. قيمة ضعيفة لفريق الملايين والمدرب الشهير.. قلت بعدها: (لا أظن أن فريقاً آخر سيكون أسوأ حالاً من ريال مدريد!).. وقلت أيضاً: (هذا درس لا بد أن يعرضه المدربون للاعبيهم ليتعلموا كيفية تناقل الكرة والاستحواذ عليها عبر صيغة تعتمد على السرعة وعدم التسرع.. صيغة تقول للاعب: في التمريرات القصيرة إذا لم تجد زميلاً أفضل لكي تمرر الكرة إليه أعدها إلى من مررها إليك.. لأنك تراه بوضوح وسيكون متأهباً وقادراً على التعامل معها بعد أن يكون قد تحرر من ضغط المراقبين. هذه الصيغة ليست كل شيء في (برشلونة)، ولن يستطيع من يتدرب كثيراً على تطبيقها أن يكون (برشلونة) آخر.. لأن تلك الفرق بالتأكيد لن يكون بها من هو من فصيلة (ميسي، وأنيستا، وتشافي، وديفيد فيا)!
كلامي هذا أعجب ابني (إبراهيم) فقال لي: ما دمت يا أبي تفهم في الكرة فلماذا لا تصبح مدرباً أو حتى محللاً في القنوات الفضائية؟.. قلت: المدربون مساكين.. يتعرضون دوماً للضغوط النفسية.. ناهيك عن تلك الضغوط التي يشنها عليهم معشر المحللين!.. قال: ولكنهم يجنون الملايين!.. قلت: هذا فقط للأجانب منهم وليس للمواطنين.. الذين لا يمنحون الفرصة أصلاً قبل أن يتم إنصافهم بمرتبات عالية.
قال: إذاً.. اترك عالم التدريب واذهب للتحليل.
قلت: التحليل أكثره صراخ ونيل من الناس، وهو يركز على الإثارة أكثر من الارتقاء بمستوى الرياضة، والدليل أننا لا نتطور كثيراً رغم كل الإمكانيات!.. مشكلة يا إبراهيم أن يستخدم منبر الرأي العام لتصفية الحسابات الشخصية!.. الإعلام الرياضي يا إبراهيم بحاجة إلى خبراء على درجة من التعليم وليس إلى من يحملون السلم بالعرض، ويعملون لأنفسهم ولا يقيمون اعتباراً لقيمة البلد التي يمثلونها!
أعود إلى خليجي عشرين وأتمنى أن يكون منتخبنا قد تأهل ليلاقي الكويتيين الذين أمتعونا مع العراقيين وقدموا لنا مباراة ممتعة وعالية المستوى.