|


د. محمد باجنيد
التحكيم ليس (ساهراً)
2010-12-24
كيف ترى قيادتي؟.. أضحوا يسألوننا ونحن نخوض غمار (الرالي) اليومي.. الذي بات جزءاً من حياتنا المليئة بالمنغصات!
عذراً سيداتي سادتي على هذه المقدمة ذات الملامح (المكشرة)!
لقد تعب حاجباي وغارت عيناي.. وكثرت الخطوط في (جبيني)!.. يقولون: (اللي مكتوب على الجبين، لا زم تشوفه العين)!.. وأنا أقول: (يا ساتر...).. حتى هذا الذي يسألنا عن قيادته للسيارة كاد يصدمني بعد أن انحرف شمالاً دون سابق إشارة!.. ماذا أقول له؟.. هل أوقفه وأقول له (على طريقة صديقي): قيادتك (دمار)؟!
لا أدري لماذا أزعجني هذا السؤال وهو لا يخرج عن إطار (التنظير) الذي أصبحنا من أكثر الشعوب إجادة له؟! لا أدري لماذا لا أتفاءل بوجود مثل هذه المظاهر الحضارية عندنا مع أنها تؤكد على أننا أصبحنا على درجة كبيرة من الوعي بما ينفعنا؟!.. نعم، هذا السؤال البليغ الأنيق ينبئ بظاهرة كلامية بلاغية وصلت إلى لاعبي كرة القدم وجماهيرها حتى باتوا أساتذة في فن الإلقاء والحديث بعد أن كانوا (لا يفكون الحرف)!
عفواً.. حتى نظام (ساهر) لا يكفي لتحقيق قيادة آمنة على الطرقات طالما أنه يركز فقط على متجاوزي السرعة وقاطعي الإشارات.. فيما الطريق يعج بالمخالفات والتعديات، وما زلنا ننتظر الحل!.. إن على (ساهر) أن يهاجم من (العمق) ولا يكتفي بـ (الأطراف).. إنها المهارة التي تتمتع بها أنظمة السير في البلدان الغربية.. فلا تندهش إذا أوقفتك الشرطة في الغرب - بل وفي بعض دول الشرق القريبة منا - وأنت تسير في الشارع، حينما ترتكب مخالفة هي خارج (منطقة الجزاء) عندنا!.. لن أستمر في ربط الأمور بالكرة - رغم محبتي لها - حتى وإن أفسد التحكيم (الدوري).. ربما من غير العدل أن نسقط تقصير ساهر في تطبيق كثير من المخالفات المرورية على ضعف أداء الحكام في المباريات، على اعتبار أن ما يحدث في المباريات من أخطاء تحكيمية غالباً ما يعود إلى سوء تقدير الحكم، ولا يجوز - كما تقول لجنة الحكام - أن تكون مقصودة.. يعني مع سبق الإصرار والترصد.. كما بات يعلنه صراحة المتضررون من تلك الأخطاء!
من يوقع المخالفات في الشوارع وفي الملاعب مواطن (منّا وفينا).. وسنصبر على ساهر حتى (يفتح عينيه على الآخر) خاصة بعد أن بدأنا نلمس الفارق.. ولكن هل ترى ستصبر الجماهير ومن قبلهم المسؤولون عن الأندية على الحكام الوطنيين؟!.. أم نراهم يصرون على أن يكون التحكيم أجنبياً بالكامل بعد أن ملوا سماع اسطوانة (سوء التقدير) أمام أخطاء باتت واضحة للأعمى والبصير؟!