|


عدنان جستنية
شجاعة (مالك) والخبر اليقين
2008-09-16
اختلطت الأمور عندي عندما سمعت من مذيع قناة أبو ظبي الفضائية فارس عوض وهو يعلن للجمهور المشاهد الخبر (الثالث) القنبلة والمتعلق برغبة لاعب ونجم النادي الأهلي مالك معاذ انتقاله إلى صفوف فريق نادي الهلال على إثر تلقيه عرضا مغريا مؤكدا أن هذه وجهته القادمة عقب انتهاء عقده مع الحب (الثاني) له.
ـ لم أستوعب هذا النبأ ليس من ناحية مصداقيته إنما من ناحية خبر آخر نقلته قبل أسبوعين بعض الصحف والصفحات الرياضية على لسان نائب رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد وهو ينفي قيام نادي الهلال بمفاوضات مع اللاعب بأي حال من الأحوال والتأكيد على أن النادي في حالة لديه الرغبة سيتخذ المسالك النظامية والطرق الصحيحة.
ـ من (نصدق) .. الخبر الذي جاء عبر الأثير أم الخبر الذي نشر عبر ورق الصحافة؟! .. هذا هو مصدر حيرتي واستغرابي وسبب اختلاط الأمور عندي إلا إذا كانت إدارة الهلال قد أجرت مفاوضاتها في الآونة الأخيرة عقب تصريح الأمير نواف بن سعد بأيام أو أن نائب الرئيس لم يكن لديه علم بتلك التحركات (السرية) عنه وعن غيره حفاظا على إتمام الصفقة بكل هدوء.
ـ عموما في كلتا الحالتين أو من غيرهما لابد لنا كمتلقين للخبر الأخير الانتقال للخطوة التي سمعناها ومن ثم الاعتراف بأن اللاعب السعودي بدأ مرحلة من النضج الاحترافي وبلوغ فهم مصلحته ولهذا لم يماطل (مالك) الأهلي أو يراوغ إنما فجرها على الملأ رغبة منه بوضع النقاط على الحروف ولكي لا تلومه جماهير القلعة إن لم يحصل على العقد المقنع والمرضي له.
ـ بمقدوري أن أقف في صف النادي الأهلي وأوجه لوما شديدا لإدارة نادي الهلال على ما بدر منها من تحركات دون الرجوع إلى ناديه الأصلي عن طريق (طرق البيوت من أبوابها) مراعاة للعلاقات التي تربط الناديين أو القول بأن الوقت غير مناسب لإجراء هذه المفاوضات بحكم أن عقد اللاعب ما زال ساري المفعول ولكن من وجهة نظري لو فعلت ذلك أكون (مقلدا) لزملاء في صفحاتنا الرياضية اهتموا بـ(الجعجعة) من أجل النيل من الاتحاد ومن (منصور البلوي) الذي كان يبحث عن (مصلحة) ناديه متجاهلين الفكر (الاحترافي) الذي انطلق منه والقفزة التي وصلت إليها الكرة السعودية بما تحتاجه من دعم ومساعدة.
ـ لا أشك إطلاقا أن بعضا من الأقلام الأهلاوية وجماهير النادي ربما ستعلن عن غضبها الشديد لتلك المفاوضات (المخفية) وعلى مالك أيضا ولا أستبعد وصفه باللاعب (العاق) مثلما حصل لغيره ونال من نفس الألقاب فالذاكرة لا تنسى ما قيل عن انتقال عبد الله سليمان للزعيم وكيف كانت ردة فعل الأهلاويين في تلك الفترة.
ـ على كل حال لن أبارك لنادي الهلال إقدامه على هذه الخطوة ولن أهنئ مالك على ثقته في نفسه إنما أحييه على (شجاعته) الأدبية وفي نفس الوقت أقدم التهنئة للنادي الأهلي الذي كان (محظوظا) بمعرفة ما كان يجري ويدور من خلف الكواليس دون علمه وذلك من أجل أن يتحرك قبل فوات الأوان و(استثمار) تلك الشجاعة في الاتجاه السليم.
ـ من حق مالك أن يبحث عن العرض الأقوى والأفضل وهو يستحق التقييم الذي يتوافق مع نجوميته ولا أظن أن الأهلاويين سوف يفرطون في اللاعب بتلك السهولة إلا في حالة واحدة لن أتحدث عنها الآن فلا أريد استباق الأحداث فلكل حادث حديث.