|


عدنان جستنية
يوميات لاعب منضبط (2)
2008-08-10
كما أن للصحافة الرياضية موقفاً من سلبيات خطيرة ترفضها ومن ثم تحاول معالجتها من خلال آراء (نقدية) تهدف إلى الإصلاح فإن صاحبة الجلالة من جهة أخرى تحتفل بأي عمل جاد فيه من (الايجابيات) التي تكشف سمو الفكر ورقي التعامل مع معطيات لها علاقة بالحكمة القائلة (العقل السليم في الجسم السليم) وأخلاقيات تدعو الرياضة إلى ترسيخها ونشرها.
بالأمس حرصت على (الاحتفاء) بالنجم الذهبي حسين عبد الغني تأكيدا على الدور الذي يقوم به الإعلام الرياضي في دعم مسيرة أي لاعب يسير في الاتجاه الصحيح لتنمية قدراته ورفع مستواه الكروي والثقافي وعلو يقوده إلى النجاح وإنجاز ينسب له ولوطنه.
وإذا كانت كلمتي المختصرة ركزت على عبارات الشكر والثناء والتهنئة لهذا النجم وللجهد الصحفي الذي أسعدني كثيرا من خلال تغطية صحفية متميزة نقلت لنا صورة جميلة ورائعة جدا عن لاعب سعودي يريد أن ينقل لنا تجربته برؤية إعلامية تستحق التأمل والمتابعة فإن أكثر ما جذبني وشدني ولفت انتباهي من خلال قراءتي لتلك التقارير الصحفية التي أعدها محمد العايض هي تلك (الانضباطية) في مواعيد الحضور للتدريبات ووجبات الأكل والنوم والقيام المبكر.
كأني بالفتى الذهبي يهدف من هذا الطرح الصحفي الذي يحكي تجربته إيضاح الفرق بين الاحتراف الموجود عندنا وما هو موجود عندهم بما فيه من تطبيق لعقوبات صارمة تفرض غرامات مالية لمن لا يلتزم بالأنظمة والتعليمات.
مثل هذه المعلومات الدقيقة جدا في ترتيب جدول حياة لاعب يخوض تجربة جديدة عليه قد لا تعني لبعض لاعبينا شيئا وذلك من منظور (الانفلات) الذي يمارسونه في طريقة تعاملهم مع الكرة واحتراف (أعوج) في أنديتنا يساعد على (التسيب) في ظل غياب وتعطيل أنظمة تحدد الثواب والعقاب.
كان بمقدور حسين عبدالغني الاكتفاء بأخبار صحفية تغطي مشاركاته في المباريات الودية والرسمية التي يلعبها مع ناديه الجديد (نيوشاتل) إلا أن مثل هذا العمل بكل ما فيه من هالة إعلامية تمجد حضوره وعطاءه تبقى الاستفادة المرجوة منه (محدودة) جدا تخصه هو شخصيا دون فائدة يجنيها غيره من لاعبين سعوديين يأملون أن يخوضوا تجربة احترافية صحيحة سواء في أنديتهم أو في الخارج.
ربما هناك من يرى أن حالة (الانبهار) التي وصل إليها اللاعب بما يشاهده من (تنظيمات) هي التي وضعته في أجواء صحية تفاعل معها لرغبة منه في تغيير (الصورة) المأخوذة عنه لصورة أفضل تنقل انطباعا جيدا عن مدى تمسكه بأنظمة الاحتراف بكل ما تعنيه من (انضباطية) نالت إعجابه.
هذا هو الانطباع الذي قد يتكون عن حسين عبدالغني عبر ما تنشره جريدة الشرق الأوسط من تقارير ولكن بمنتهى الأمانة والصدق الذي يعرف العلاقة التي كانت تربط اللاعب بناديه الأهلي من جانب اهتمامه بمواعيد التدريبات وسلوكياته خارج الملعب يجد أن سيرته كلاعب تتسم بالانضباط إذ إنه يقدر النظام ويحترم تعليمات النادي والمدرب كجزء مهم في برنامجه اليومي وذلك بناء على شهادة مدربيه وزملائه اللاعبين.
أخيرا .. إن نقطة اختلاف الصحافة مع حسين عبدالغني تكمن في (عصبيته) داخل الملعب في بعض الأحيان .. هذا هو (العيب) الوحيد الذي يعاني منه وربما يتغلب عليه و(يتخلص ) منه في تجربته الاحترافية التي يخوضها مع ناد أوروبي لنبارك له هذه النقلة حينذاك وبالتالي يكون قد (مسح) كل أخطائه وتجاوزاته السابقة.