|


محمد السلوم
كراسة (المواعظ) للنقل التلفزيوني
2011-06-16
سينتهي الموسم الكروي السعودي خلال أيام وتنتهي علاقته بقنوات الجزيرة الرياضية ولم تتضح الصورة بعد عن الناقل الجديد للمواسم المقبلة وسط ضبابية تحيط بموضوع ترسية النقل التلفزيوني وعما إذا كان العطاء الأعلى هو الفيصل أو أن (الضوابط) هي من يحدد الترسية.
والتقرير الذي نشرته (الرياضية) السبت الماضي حول معالم كراسة شروط النقل التلفزيوني لا يبشر بجاذبية التسابق بين القنوات التلفزيونية المتنافسة لاحتواء الكراسة على شروط جزائية فضفاضة أشبه بـ (فخ) في العقد يوظف ربما (حسب الأحوال).
فقد فرضت الكراسة عقوبات بـ (عدم إجراء أي برامج حوارية أو تحليلية تسيىء إلى النظام العام السعودي أو القيادات الرياضية والعاملين في المجال الرياضي و عدم بث أي لقطات تسيىء للذوق العام وتشوه المسابقات أو تثير الوسط الرياضي وفي حالة إخلاله بذلك يدفع الشرط الجزائي المحدد لذلك في شروط العقد).
وعقوبات مثل تلك لا تحقق التوازن القانوني الجزائي المطلوب لحفظ حقوق الطرفين حتى لا يتكرر ما حصل لقناة أبوظبي وما حصل أيضا بين الإيه آر تي والجزيرة عندما باعت الأولى على الثانية كامل حقوقها الحصرية وهيئة دوري المحترفين آخر من يعلم ولو تم الاكتفاء بعبارة تفي بالغرض كالقول إن أي تجاوزات أو إخلال بالاتفاق تعطي (المتضرر) الحق في التقاضي أمام الجهة المختصة.
وشروط من هذا النوع حوتها الكراسة تفتقد إلى اللمسة الاحترافية الاستثمارية الذكية وتضعف من الجاذبية الاستثمارية الرياضية وتضر بمصالح الأندية وربما أنها بهذه الصيغة طاردة للاستثمار وبدت بصيغتها هذه وكأنها كراسة (مواعظ) للنقل التلفزيوني لا كراسة شروط فنية وعطاءات مالية.
كما أن الكراسة لا تخلو من الوصاية على مهنية الناقل الذي ينظر بعين استثمارية ومهنية تلبي متطلبات الجماهير من المعلومات والإثارة الإيجابية والطرح القوي و حريص على احترام عقلية الجماهير ربما أكثر من حرص أصحاب كراسة الشروط.
و تقييد الناقل بلاءات كثيرة تحد من طرح الآراء القوية والصريحة التي قد تزعج من لا يؤمن بحرية الآراء تضعف جاذبية وقوة برامجه الحوارية والتحليلية وهي التي تراهن عليها القنوات التلفزيونية لتكون جاذبة للمعلنين.
وحول المواصفات الفنية في كراسة الشروط فقد حوت كلاما عاما بدون تحديد المعايير من حيث تقنية ونوعية وجودة الآلات والكاميرات وهذا يعني أنه لم يتم الاستعانة بفنيين متخصصين ومن الشروط التي وردت في تقرير الرياضية وجاءت عامة (أن يتم نقل جميع مباريات المنافسات الكروية في كافة المسابقات بكافة درجاتها وفئاتها السنية وبمواصفات نقل احترافية عالية المستوى تؤهلها لنقل تلفزيوني متطور عبر التقنيات الحديثة).
وهنا فيه تحفظ على الدرجات السنية التي سيكون نقلها على حساب الجودة والدقة والوقت للقناة مع ملاحظة كبر مساحة البلاد وضغط النقل الجوي وتباعد المسافات البرية أيضا وعلى ما يبدو أنها (حشرت) في الكراسة على طريقة (فوق البيعة) ويفترض أن تكون خارج كراسة نقل دوري المحترفين ويتولاها التلفزيون الرسمي بقناتيه الرياضيتين من خلال مراكزه المنتشرة في البلاد.
يبقى القول إن التشدد في وضع الشروط الجزائية وتركها فضفاضة لا يخدم العملية الاستثمارية ولا يلتقي مع مقومات الاحتراف الفني والكروي والمالي والقانوني الجاذب للاستثمار مع ملاحظة أن المتقدمين للعطاء يعلمون أنهم سيعانون في نقل مسابقات كروية تفتقد إلى روزنامة محددة بالوقت تتيح للناقل برمجة نشاطه الفني والاستثماري على مدي سنوات عقده إضافة إلي إشكالات فنية في الملاعب تعيق أو تحول دون عمل الكاميرات العنكبوتية إن هي ضمن المواصفات الفنية.