|


محمد السلوم
إخفاقات الهلال باتت عادة سنوية
2011-05-26
أخفق الهلال للموسم الثالث على التوالي في عهد إدارته الحالية من كسر الإخفاقات الآسيوية المعتادة حتى باتت عادة سنوية بالخروج من مسابقة أبطال آسيا، وأبقى اتحاد جدة بفوزه على الهلال بثلاثية ليلة الأربعاء الفريق الأزرق رهن (المحلية) وتركه ينتظر العام التالي لتكرار المحاولة.
وذهب الاتحاد بقيادة نجمه محمد نور إلى دور الثمانية، وهو المتمرس الإيجابي في المسابقات الآسيوية لمواجهة فرق شرق القارة القوية في سبتمبر المقبل، وقد يمضي الاتحاد قدماً إذا استمر متماسكا إداريا وفنيا كتماسكه قبيل وأثناء لعبه أمام الهلال.
والمقال كتب قبيل لقاء النصر وذوب آهن الإيراني في أصفهان والشباب والسد في الدوحة (مساء أمس)، والأمل بأن يكونا لحقا بالاتحاد إلى دور الثمانية على الرغم من أن الأول يمر بظروف بالغة الصعوبة والثاني ربما أحسن حالا منه.
ويبدو أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال الذي صرح قبل لقاء الاتحاد أن فريقه إذا لم ينجح هذا العام سينجح في العام التالي، وهو قول ذكي لتخفيف الضغط على فريقه أو هو استباق لمخاوف قائمة طالما عشعشت في التفكير الهلالي وحدثت بالفعل.
لفد استفاد الاتحاد من الضغط الرهيب الجاثم في عقول اللاعبين الهلاليين بتحقيق إنجاز عالمي من جراء المحاولات المتكررة لبلوغ حلم منشود بالوصول للعالمية، وسهل للاتحاد مهمة ترحيله ليلة الأربعاء بثلاثية للعام التالي بما يتماشى وكلام رئيس الهلال قبل وعقب المباراة الذي كرر نفس التصريح السابق لتخفيف الضغط .
واللافت أن الرئيس كرره قاصدا ولكن هذه المرة للجماهير الهلالية الصابرة منذ مايقارب عقد والمتعطشة لبلوغ مجد رفيع لم يبلغه من الأندية السعودية سوى النصر والاتحاد، وليست في حاجة إلى فصاحة من التبرير لدغدغة مشاعرها ولوبتكرارالقول أيضا (إن إخفاقات الهلال إنجارات للآخرين).
ولم تشفع الإنجازات المحلية وقوة الفريق الهلالي المكتمل الصفوف هذا الموسم في تجاوز الإخفافات الخارجية التي باتت عادة وعقدة سنوية هلالية خلال العقد المنصرم وأوائل هذا العقد.
ويمكن تسمية الأعوام التي مرت على الإدارة الحالية الهلالية بعام (أم صلال) في الرياض وعام (ذوب آهن) في أصفهان وآخرها عام (الاتحاد) في جدة الذي أجل الحلم المنشود والمفقود إلى عام 2012 ، خاصة وهي الإدارة التي وضعت منذ تسلمها قيادة الهلال (العالمية) كهدف هام في محاولة للتمييز عن الإدارات السابقة.
يبقى القول إن خروج الهلال من المسابقة الأكبر والأهم في آسيا ضربة موجعة لإدارته وجماهيره الطامحة في حصاد إنجازات تتجاوز الحدود، لكن قدره جعله في مواجهة فريق يحسن التعامل مع المنافسات الآسيوية بدعم من طبيبه الروحي منصور البلوي الذي على مايبدو(أبطل مفعول اللاعب الخفي) الذي لوح به عضو الشرف الهلالي الذهبي الأمير بندر بن محمد قبل المباراة.
ولايمكن إرجاع خروج الزعيم المحلي أمام العميد المونديالي إلى عجز فني وهو الحائز على بطولتين محليتين هذا الموسم، وإنما لعوامل نفسية متراكمة لاتظهرعلى أداء الفريق سوى في المنافسات الخارجية، الأمر الذي يفرض البحث عن أسباب تراخي مفاصل اللاعبين خارجيا وصلابتها محليا.
ولعل النصر والشباب في لقاء البارحة قد لحقا بالاتحاد، ويمكن القول (لو) تأهل النصر تحديدا لظروفه ومعاناته بمدربه دراجان ومن أصفهان فهذا من مكارم الحظ وبمثابة الفرصة الذهبية لإدارته لترتيب أوراقها خلال أربعة أشهر وهي المدة الفاصلة بين دور الستة عشر والثمانية.