|


نطحة نهائي المونديال.. زيدان لا يعتذر وماتيراتزي لا يهمه الأمر كثيراً

2018.06.09 | 08:47 pm

سيبقى اسم ماركو ماتيراتزي مرتبطا إلى الأبد باسم زين الدين زيدان، فآخر مشهد في المسيرة المظفرة للاعب الفرنسي كان نطحة عنيفة في صدر الإيطالي، ومتى ؟ في الوقت الإضافي لنهائي كأس العالم في ألمانيا عام 2006، ومنذ ذلك الحين وقصة العداوة بينهما اكتسبت سمات الأسطورة، وبعد نحو 12 عاما من تلك الليلة من يوليو في برلين، لا زيدان يريد الاعتذار ولا ماتيراتزي يبدو أن الأمر يهمه كثيرًا.



وأثيرت العديد من الروايات حول ما حدث بين اللاعبين في تلك الثواني العشر، بعضها كوميدية والأخرى جادة، ولكن حتى بعد عشرات المقابلات لم تتضح الواقعة بصورة كاملة، العالم كله يعرف المشهد، شاشات التلفاز بثته مرات لا حصر لها، لكن بالنسبة لمن لا يعرف، يمكن لموقع "يوتيوب" بثه من جميع الزوايا.
الدقيقة 110 من المباراة، زيدان وماتيراتزي يتبادلان الكلام، فيما يتواصل اللعب في جانب آخر من الملعب، وفجأة يتوقف الفرنسي، يعود إلى الخلف ويطرح الإيطالي أرضًا بنطحة من رأسه إلى صدر ماتيراتزي، لم ير الحكم الواقعة، لكن مساعديه نبهوه، ليقوم بإخراج بطاقة حمراء مباشرة إلى قائد منتخب الديوك، بذلك، تنتهي مسيرة البطل الأكبر للقب الفرنسي الذي تحقق عام 1998.
وكان زيدان أعلن أنه سيعتزل عقب كأس العالم في ألمانيا، ولم يعد من حينها إلى ممارسة كرة القدم على مستوى المحترفين، منذ اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1/1 قبل أن تحمل إيطاليا الكأس بالفوز 5/3 بضربات الترجيح.
وقال زيدان في مقابلة مع صحيفة "ال باييس" الإسبانية قبل سنوات: "أطلب الصفح من كرة القدم، من الجماهير، من الفريق، بعد المباراة دخلت إلى غرف الملابس وقلت: سامحوني، ذلك لا يغير شيئًا. لكنني أعتذر للكل".



وأضاف: "لكنني لا أستطيع الاعتذار له (ماتيراتسي) أبدا، مطلقا سيكون ذلك شأنًا لي، أفضل الموت".
وبطابع حاد ونظرة وحشية وابتسامة قاسية، يتعايش ماتيراتزي بصورة جيدة إلى حد بعيد مع شهرته كقاتل، وهو ليس بالرجل الذي قد يطلب اعتذارا لشرفه الملوث، فقد رد على موقعه الشخصي: "لا تعليق" بجوار صورة مركبة كتب عليها ساخرًا بالفرنسية: "شكرا جزيلا، سيدي"، للقطة التي ذاعت ذيوعًا كبيرًا لزيدان وهو يولي الملعب ظهره مطرودًا، وإلى جواره كأس العالم التي لن يكتب له لمسها.



ولكن ما الذي قاله ماتيراتزي لزيدان ليرد على هذا النحو؟، "زيدان، ماذا يحدث؟ لم تخسر بعد ومع ذلك سقط شعرك؟" لو كان الإيطالي قد قال ذلك، ربما كان الفرنسي قد ضحك، ولكن تلك لم تكن سوى واحدة من أكثر من مائتي جملة ساخرة أوردها المدافع في كتابه الذي حمل عنوان: "ما الشئ الذي قلته بالفعل لزيدان؟".
ويتعامل ماتيراتزي مع الأمر بسخرية، ويمنح عوائد الكتاب إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، لكنه يعرف أنه في هذه الحكاية، كما في كل مثيلاتها التي تورط فيها، ينتهي به الأمر بلعب دور الشرير، وبعد تحقيق تضمن استجوابًا، انتهى الأمر بالإيطالي بالإيقاف مباراتين، أقل مباراة من زيدان الذي لم يكن عليه قط الخضوع للعقوبة.



وبعد شهور من الواقعة، قدم المدافع الإيطالي روايته حول ما حدث، أوضح ماتيراتزي أن المواجهة جاءت بعد أن جذب زيدان من القميص، فقال له الفرنسي: "إذا كنت تريد القميص، سأعطيك إياه بعد المباراة"، وهو ما رد عليه الإيطالي بقوله: "أفضل شقيقتك".
وقال لاعب إنتر ميلان:"في ملاعب الكرة تقال العديد من الأشياء الخطيرة"، قبل أن يعترف بعدها بفترة أنه وضع بعد كلمة "شقيقتك" لفظة "العاهرة". ولكن زيدان أكد أن الإيطالي طال والدته في سبابه.
وكشف نجم ريال مدريد ومدرب الفريق سابقاً: "ليس عذرًا، لكن والدتي كانت مريضة، كانت في المستشفى، ذلك لم تكن الجماهير تعرفه، لكنها كانت في حالة حرجة"، وتابع: "سبوا والدتي في أكثر من مناسبة ولم أرد قط، لكن هناك" وصمت، وهناك صنعت واحدة من أشهر قصص العداوة في تاريخ كأس العالم.