|


بيليه الروسي.. المحروم من اللعب في كأس العالم

2018.06.04 | 01:36 pm

"لم يٌشبهه أحد، لقد كان لاعب خارقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، هذا هو أفضل وصف على الإطلاق لموهبة إدوارد ستريلتسوف، أعظم لاعب كرة قدم عرفته روسيا ، ونظرا لمستواه الاستثنائي وموهبته الخارقة، نادته الصحف الأوروبية والعالمية باسم "بيليه الروسي"، للتشابه الكبير بين الثنائي في الإبداع والشخصية الكروية رفيعة المقام.



حصل إدوارد على شهرة كبيرة، بعد قيادته منتخب الاتحاد السوفيتي إلى المركز الأول في أولمبياد ملبورن 56، ورشح الكثيرون هذا الفريق للفوز بكأس العالم لعام 1958، بسبب تواجد ستريلتسوف بين صفوفه، لكن حدثت مجموعة من القصص الغريبة قبل بداية تلك البطولة، ليتم حرمان بيليه الروسي من اللعب مع زملائه، بعد اتهامه باغتصاب فتاة، خلال إحدى الحفلات التي أقيمت قبل بداية كأس العالم.
أصر ستريلتسوف على البراءة، لكنه في النهاية استسلم لضغوطات الإعلام والسلطة الروسية، ليدخل السجن ويغيب عن صفوف منتخب الاتحاد السوفيتي في كأس العالم، ورغم أن قصة الاغتصاب لم يتم إثباتها أو نفيها بشكل قاطع حتى يومنا هذا، إلا أن هناك معطيات قد ترجح فرضية البراءة، لأن اللاعب كان نجمًا لفريق توربيدو موسكو، نادي الشعب في روسيا، والذي يمثل الخصم اللدود لفرق النظام الشيوعي بقيادة سيسكا ودينامو.



إدوارد نفسه كان معروفاً بالشغب والتمرد على القوانين الشيوعية الصارمة في بلاده، ودخل في حروب إعلامية مع مسؤولين كبار في أكثر من مناسبة، لذلك لم يقف أحد بجواره أثناء اتهامه، ودخل السجن لفترة، قبل أن يخرج منه ويعود لممارسة كرة القدم، والتألق مع فريق توربيدو عام 1963، ليستعيد بريقه سريعًا ويعود كنجم أسطوري لا مثيل له.
خرجت أصوات عديدة تطالب بمشاركة اللاعب الكبير في مونديال 66 بإنجلترا، واحتشد أنصار اللعبة في المملكة المتحدة لمشاهدة نجوم السوفيت، يعرفون ياشين وفورونين جيدًا، وكانوا يريدون رؤية إدوارد ستريلتسوف، لكن لم يسمح للأخير بالسفر، حيث كانت السلطات الروسية تخشى ألا يعود إلى الديار، لقد حرموا أحد أفضل اللاعبين في التاريخ من اللعب في كأس العالم مرتين.