|


عدنان جستنية
ماذا لو؟
2018-06-15
ـ أكتب هذا الهمس وأنا لا أعلم ما آلت إليه مباراة منتخبنا السعودي أمام المنتخب الروسي التي جرت أمس، وإن كنّا في الأيام الماضية "متفائلين" بفوز أو بتعادل وفقاً لطموحات وأماني من حقنا كسعوديين أن نعبر عنها، بعدما منحنا بيتزي واللاعبين بصيصًا "من الأمل المشروع" الذي أتمنى أن يكون قد تحقق في ليلة خميس.

ـ من المعلوم والمعروف أن الدولة "المستضيفة" على مدى تاريخ بطولة كأس العالم لم يحدث أن هُزم على أرضه وبين جمهوره الذي سوف يغطي جزءًا كبيرًا من الملعب، وإن حدث ذلك فلعمري تلك واحدة من "المعجزات" التي من الصعب أن تحدث لعدة أسباب، منها:

ـ إن أي منتخب يستضيف أهم وأقوى بطولة في العالم من المؤكد أنه وضع كل تجهيزاته على كافة المستويات من أجل "الظفر" بلقب من "أغلى" الألقاب في مسيرته التاريخية، والمباراة الأولى حتماً لها استعدادات "خاصة" بحكم أن التفريط فيها لها انعكاسات "سلبية" كبيرة على "نجاح" البطولة.

ـ ربما يفهم من كلامي آنف الذكر أنها محاولة لأقدم "المبرر" وألتمس العذر للمدرب واللاعبين في حالة تعرض منتخبنا بالأمس إلى خسارة سواء كانت ثقيلة أو نتيجة منطقية، بينما "الحقيقة" المتعارف عليها هي من تتحدث عن نفسها وفق حقائق وأرقام، وإن كان بعض الجماهير سوف يتساءل: "ما دام تعرفون هذه الحقيقة لماذا "صجتونا" بنغمة الفوز وسقف عال من "التفاؤل"، وللإجابة عن هذا السؤال فقد ذكرته سابقاً بأنه حق مشروع ما دام لدينا ذرة أمل.

ـ ولو نظرنا إلى نتيجة مباراة الأمس في حالة الخسارة بمنظار "التشاؤم" وآراء انفعالية تهتم بمباراة واحدة أو بتقييم مرتبط بخروج مبكّر للأخضر، فأحسب أنها نظرة "قاصرة" جداً جداً؛ فوجود منتخبنا في نهائيات كأس العالم وبهذا "الحجم" الهائل من التغطية الإعلامية ومقاييس أخرى لها علاقة بـ"مكتسبات" كبيرة تحققت لسمعة وطننا وللكرة السعودية بصفة خاصة، ولعل تواجد الأخضر في مباراة الافتتاح من أهم وأبرز "المكتسبات" على المستويين الجماهيري والإعلامي معاً، وبالذات إن ظهر منتخبنا بصورة "مشرفة" مثل الصورة المشرفة التي شاهدنا فيها لاعبينا أمام المنتخب الألماني.

ـ وماذا لو حدثت "المعجزة" التاريخية فلنا حديث آخر عن منتخب من حقنا أن نتباهى ونفتخر به وبما يسمح لنا أن نرفع سقف "طموحاتنا" بنسبة يجب ألا نبالغ فيها هذه المرة؛ فالأوروجواي ليست روسيا ومواجهتنا لمصر لن ولن تكون "سهلة"، وفِي جميع الأحوال "الحذر" واجب، وإن سلمت الجرة مرة فلن تسلم كل مرة.