|


محمد فراج
متى قلبي يطمئن؟!
2018-06-16
لكل منا أمنيات وأحلام.. ربما يشيخ المرء وأحلامه لا تزال فتيةً يانعة.. لم تقو قواه على امتطاء صهوتها وقصد مسالكها.. فَحَفِظَهَا في ذاكرته.. وخبَّأَها تحت شيبه.. ـ أملاً منه ـ ربما ترى النور في فجر يغلب عجزه.. أو صبح يبلغ مأربه..!

قهر الظروف وضيق الحال وذل الدَّين.. أمور يعيشها خلْقٌ كثير.. تحتاج إلى مهارة بشرية لتجاوزها.. بعضهم تعرقل مسيرة حياته عقبة صغيرة.. تحبس سعادته وتأسر راحة باله خلف قضبانها، تمنعه مواصلة دوره في الحياة وتعلي جدرانها.. وصروف الدهر لهي أقصى من أن تحصى.. ولله في خلقه شؤون.. يختص سبحانه قومًا بأنواع من الابتلاء.. وبلطفه يسخر لهم من عباده أيضًا من يكون سببًا في زواله ونهايته..

قلبي اطمأن.. برنامج يقوده غيث ويسوقه غيث إلى من قصد ربَّ الغيث.. بسم الله نبدأ سعادةً جديدة.. هكذا يبدأ الفارس العربي برنامجه قبل لقاء ضيفه.. إدخال السعادة على من حُرِمَها هدفُه، وإلهام الآخرين سلوك الدرب غايتُه.. والإخلاص في إغاثة الملهوف رسالتُه.. شاب لم تأذن كاميرا البرنامج برؤية وجهه.. واكتفت بتتبع خطواته التي يخطها في بقاعٍ مختلفة، يلتقي أناسًا درس حالتهم بعناية، وجمع أخبارهم باهتمام.. يطرق بابهم.. أو يعترض طريقهم مستفسرًا أو باحثًا أو غريبًا، بعفويةٍ يستهل حواره.. وبذكاءٍ يصل إلى اعتراف الضيف ليفصح عن حالته بمحض إرادته.. دون فضول أو حرص على تقصي خصوصيته.. وبفراسة عجيبة ينتقي من زان سلوكهم ولان حديثهم.. يحاورهم ويسامرهم.. حتى يصل بهم إلى بغيته.. وعندها يكشف ما خبأته سريرته وأخفته حقيبته..

في مفاجأة لم تخطر لهم على بال.. ولم يحرك لسانهم في حضرتها مقال.. يقضون لحظاتٍ هي أقرب للخيال وأدنى للحلم.. فقد انتهت المسألة وزال الهم.. وعندها لا أحد يستطيع أن يصف حجم الفرحة التي وسعتهم.. ودموع الفرح التي غشيتهم.. يتمنى الرائي أن يكون سبب هذه الدموع، أو واحدًا من فريق العمل، في مشهد من أنقى صور الإعلام الهادف.

لكن.. أي إلهام قاد فريق الإعداد لإنتاج هذا العمل.. ومن أين لهم هذه البراعة في صناعة الأمل.. من قادهم لضيوفهم وهداهم إلى تلك السبل.. لا ريب عندي من أن ما ينفق على برامج خادعة وكاذبة في الشكل والمضمون والهدف مثل برنامج (رامز) الممل.. تغطي ألف برنامج ناجح كهذا.. لكنه التوفيق وحسن الهداية.. وإصابة الهدف وسمو الغاية.. وهذه أمور حتمًا ويقينًا لا وجود لها في أسواق الدجالين..

ونحن.. إن كنا نعجز عن عمل كهذا أو دعمه والمشاركة فيه، فلن نعجز ـ بإذن الله ـ عن النية الصادقة في اقتفاء الأثر.