|


سعد المهدي
الأوروجواي أعادت الأمور إلى نقطة الصفر!
2018-06-20
الذين علقوا هزيمة المنتخب السعودي أمام روسيا على طريقة "أنطونيو خَوَّان بيتزي" واختياراته للعناصر التي بدأ بها المباراة، خسروا رهانهم أمس بأن المنتخب كان يحتاج إلى الخيبري كمحور دفاعي وأن المنتخب لا يمكن أن يلعب كأس عالم دون نهج دفاعي تقليدي!

أكمل "بيتزي" فكرته بلعب عطيف وتيسير والفرج وظهروا في حال ممتازة في مواجهة الأوروجواي واجتهدوا في لعب الدورين الدفاعي وصناعة اللعب من خلال التحكم بالكرة والتمرير الصحيح والمراقبة على قوس منطقة الجزاء، وظهرت تمريرات طولية وقطرية نفذها الفرج في اتجاه المولد وهتان والبريك وساهم سالم في ملء فراغات الوسط بالحركة الدائبة وتبادل الكرة مع زملائه في العمق والجنب.

خسر المنتخب مباراته الثانية، لكنه أعاد من انتقدوه من محللين ومسؤولين وجماهير إلى نقطة الصفر، لعب بنفس أدائه أمام إيطاليا وألمانيا في مرحلة الإعداد، وبرهن على أنه لم يكن في يومه في الافتتاح، وأن كل ما توصل له المحللون من أسباب للخسارة أو حلول لتغيير واقعه كانت في أحسن وصف لها متعجلة أو ردة فعل ولم تكن فنية حصيفة، ولولا أن "بيتزي" واثق للغاية من أنه فعل الصحيح في مواجهة روسيا في اختيار الطريقة والخطة والتشكيل، لما أعاد كل ذلك أمام الأوروجواي.

التغييرات الطفيفة على التشكيلة كان يمكن أن تحدث حتى لو كان المنتخب قد فاز في مباراته الأولى؛ فالحارس العويس وفهد المولد هما أساسيان في مباريات سابقة والبليهي قلب الدفاع الوحيد الذي يلعب بقدمه اليسرى وغير ذلك لم يغير "بيتزي" شيئا وبرهن على أنه يحمل في رأسه فكرة أداء بطريقة وخطة يرى أنهما الأصح، ويشرك لهما اللاعبين الأنسب وهذا لا يعني أن غيرها أو غيرهما أسوأ!

"بيتزي" لم يعالج أمام روسيا الأخطاء التي تداعت بعد الهدفين، لكنه مع المنتخب كان يومهم سيئا، حيث من النادر أن يحصل فريق على خمسة أهداف من سبع فرص متاحة وهو أمام الأوروجواي بخسارة الهدف الوحيد والعرض السعودي المقنع، قال للجميع: إن طريقتي وخطتي واختياراتي سليمة، وهو ما لم يجد من يعارضه على كل ذلك خلال فترة الإعداد، بل وجد التأييد وربما يعود بعض منتقديه عن معارضته متى نجح في المواجهة الأخيرة.. المنتخبات العربية مصر والمغرب والسعودية خرجت ضمنيا من المونديال، وسيلحق بهم التونسي، لكن مواجهة المنتخبين السعودي والمصري الاثنين المقبل ستفتح بعدها كل الملفات بأكثر من لغه إلا لغة العقل والحكمة.