|


هيا الغامدي
«باي باي» عرب!
2018-06-22
تتساقط أوراق التوت العربية الواحدة تلو الأخرى بروسيا، المونديال الوحيد الذي شهد أكبر مشاركة عربية بتاريخ كؤوس العالم، تذوق العرب الخروج والطرد عن رحمة الأدوار المتقدمة لأسباب متعددة غير أن الموت واحد!

تنافس العرب على الشماتة ببعضهم ونسوا الميدان، تنافسوا على مبدأ "من يخسر أقل" لا من يكسب أكثر!! ويشرف الأمة العربية من المحيط للخليج! كل شيء يتغير بالعرب إلا فكرهم الحجري الضيق المحدود؛ لهذا اتفقوا على ألا "يتفوقوا" فتساقطوا الواحد تلو الآخر كورق التوت!

منتخبنا افتتح أول الجراح الغائرة بالجسد الكروي بخمس طعنات غائرة ببطن الجرح العربي، تلته المغرب وتونس بخدوش ظنناها تمر مرور الكرام وأتمه الفرعون المصري بكسر لا يجبر بالثلاث، وأكدته السعودية والمغرب بتأكيد موعد وداع حزين ومؤسف للعرب بمونديال أصحابه نهمون يأكلون الأخضر واليابس دون كلل وملل!

المغاربة أفضل السيئين لكن خانتهم الحظوظ والنيران الصديقة ورأسية رونالدو، كرات هذا اللاعب تأتي مسمومة مركزة؛ لاعب تجمعه بالشباك مجالات مغناطيسية متعددة توجع وتمرض، تحرج وتخرج!

سواريز هو الآخر بهدفه الذي أنهى معه آخر الأنفاس "الخضراء" للتأهل للدور التالي بموقعة النفس الأخير، أنهى معه أي مجال لأي معجزة فرعونية!

المصريون انشغلوا بهدم أسطورة مجدي عبد الغني فهدموا آخر هرم لهم بالمونديال، وودعوا بدم بارد وتارة بنيران صديقة، حتى مشاركة صلاح غير المؤثرة وهدفه "المُعلب" جاء خاليًا من القيمة الفنية وبمادة حافظة قابلة للتلف!

الدقيقة 90 طاردت الفرق العربية جميعًا، وكانت نذير شؤم عليها، ولم يتبق للعرب من آمال غير بمنتخب تونس الذي سيواجه شبح الشياطين الحمر "بلجيكا"، يحدونا الأمل لبصيص منه بأن نسور قرطاج يستطيعون فعل شيء خاصة مع نجاحهم بتطبيق أسلوب لعب "الدفاع المتقدم" الدفاع الصارم! فهل سيحفظ لنا نبيل معلول وفرقته ماء وجه الكرة العربية بهذا المونديال؟!

ورغم اختلاف المستويات والفوارق الاحترافية والبدنية بين المنتخبات العربية.. إلا أنها اتفقت بأغلبها على الفقر الهجومي والدفاع المرتبك والاحتياطي المتواضع وغياب التركيز الذهني وضعف اللياقة البدنية!

إضافة إلى أن اللاعب السعودي "المزاجي" يفتقد الثقة أمام الشباك؛ كيف يحافظ على هدوئه وثباته وهو يواجه المرمى؟! كيف يتخلص من مشاعر الأنانية وهو يمتلك الكرة ويحاور بها ويبحث عن أقرب زميل للخطورة؟! وكيف يضبط إيقاع الكرة بين أقدامه وهو بثبات كامل ويقين بأنه يستطيع فعل شيء!