|


بدر السعيد
86 دقيقة انتظار
2020-06-13
بعد ثلاثة عشر مقالاً ماضية خصصتها حول دروس “كورونا”، ها أنا اليوم أعود للحديث حول الشأن الرياضي تزامناً مع بيان وزارة الرياضة الذي صدر فجر يوم الجمعة الماضي، ليعلن عودة الحياة للملاعب من جديد.
وأعني ذلك عودة المنافسات وليس عودة الرياضة، إذ إن الرياضيين بمختلف فئاتهم كانوا أقوى وأكثر وعياً من أن أن يتوقفوا عن ممارسة الرياضة، بل لم يتوقفوا عن العمل الرياضي إدارياً وفنياً والشواهد على ذلك كثيرة ولله الحمد..
في فجر الجمعة الماضي جاء القول الفصل حول نقاش وجدل أقحم الكثيرون أنفسهم فيه دون مبرر، بل قدموا أنفسهم وكأنهم أصحاب الشأن والقرار والصلاحية في تحديد مستقبل منافسات رياضة الوطن، وقد نسوا أو تناسوا أنه قرار مرتبط بمعطيات كثيرة ومتشعبة ترتقي ليكون جزء منها قرارات سيادية لا تملك معها المؤسسة الرياضية إلا السمع والطاعة أسوة بباقي قطاعات الدولة كافة..
وعلى قدر فرحتي ببيان الوزارة ثم بيان اتحاد كرة القدم، إلا أني أحمل في صدري كثيراً من الشفقة على إعلام وجماهير سلموا عقولهم طوال الفترة الماضية لأشخاص ومجموعات كرست وقتها وجهدها واستماتت في سبيل توجيه الرأي العام نحو إيقاف الدوري السعودي للمحترفين وإلغاء جميع نتائجه.. والمزعج في الأمر لم يكن إلى أين سيكون مصير الدوري أو متى سيعود.. بل كان مصدر الإزعاج هو الربط العجيب بين الرغبات والظروف..
صدر بيان الوزارة لكنه أشار بوضوح إلى رفع تعليق النشاط الرياضي في المملكة ولم يشر إطلاقاً إلى تفاصيل عودة المسابقات ولا حول مستقبل نتائجها وذلك لإيمانها وإدراكها بأن تلك الأمور هي شأن اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية الوطنية التي تدير أمورها وفق ما تراه..
بعد بيان الوزارة لم يتوقف بعضهم عن التأويل، بل استمروا في تفسير البيان كما تريد رغباتهم سواء باستمرار المنافسات أو توقفها، على الرغم من وضوح بيان الوزارة الذي لم يحدد أي أمر يخص مستقبل منافسات الموسم الحالي..
كان الوقت الفاصل بين بيان وزارة الرياضة وبيان اتحاد الكرة 86 دقيقة، حملت معها امتداداً “مركزاً” لحالات “التمصدر”والتأويل والمراوغة.. تلك الدقائق كانت درساً جديداً للجميع حول كيفية متابعة المستجدات من مصادرها واحترام الجهات ذات القرار بعيداً عن رغبة فلان وتوجهات علّان..
هنيئاً لنا كرياضيين وجود تلك العقليات الرياضية القيادية التي استمعت لجميع الآراء، لكنها لم تستجب إلا لرأي الدولة الباحث أولاً وأخيراً عن المصلحة العامة ولا غيرها..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..