|


بدر السعيد
أوقفوا المزيد من الخسائر
2020-07-25
منذ أكثر من سبعة أعوام استطعت التحكم في متابعتي للكثير مما يطرح في الإعلام الرياضي، حتى وصلت إلى حالة متقدمة من “الانتقائية” في الاختيار وتقليص دقائق وساعات المشاهدة والاستماع والقراءة، واقتصارها على أسماء وبرامج وصحف محددة في أضيق نطاق ممكن، لدرجة أصبحت معها أشعر بالهدوء والتركيز أكثر مما مضى..
بل إني عاتبت نفسي كثيراً على التأخر في ذلك القرار، وأصبحت أغبط كل من سبقوني في هذا القرار “الشخصي”، الكفيل بإبعاد المزاج عن ما يضايقه وإراحة العقل والعين والسمع من “ضجيج” فارغ، ساهم ـ ولا يزال ـ في تشويه الصورة النمطية لمجتمع يستحق إعلاماً رياضياً أفضل مما يطرح بكثير ..
أعلم أن حالتي “الانتقائية” الخاصة سبقني فيها كثيرون حتى وصل الحال ببعضهم للتوقف تماماً عن متابعة كل ما يقع تحت تصنيف “إعلام رياضي”.. وحتى إن كان حكماً إقصائياً لكني ألتمس لصاحبه ألف عذر وعذر نتيجة ما وصل إليه حال “بعض” البرامج التي انحدر فيها مستوى النقاش والطرح.. وأهينت فيها المعلومة.. وشوهت من خلالها ذمم وأمانات أفراد وكيانات.. وابتعدت عنها أدبيات الاحترام والمنطق.. وسكنها الكذب والإهانات حتى باتت “ضجيجاَ” تافهاً يشاهده ويسمعه الملايين خارج حدودنا، فيعتقدون أن ما يحدث هو صورة نمطية عن مجتمعنا وفكره السائد وكيفية معالجته ومنافشته لأموره وأحداثه.. ومجتمعنا بريء من ذلك يا كرام.. مجتمعنا أرقى وأجمل صدقوني..
أعلم يقيناً أن هناك حالات إعلامية لا تشبه ما سبق وصفه.. وأدرك أن الفضاء لا يخلو من قامات إعلامية جديرة بالاحترام والاهتمام والمتابعة.. لكن تلك النماذج الإيجابية لا تمثل سوى نسبة بسيطة أمام ساعات وبرامج البث السطحية.. والأدهى من ذلك أن تلك النماذج الناجحة لم تسلم من محاولات العرقلة في سبيل تحجيمها قدر الإمكان، بل السعي نحو إيقافها وإيقاف رموزها الإيجابية، فأشباه الإعلاميين لا يكتفون بفرض وجودهم على الساحة، بل إن أذهانهم مشغولة بالبحث عن إيقاف المتميزين المثمرين النافعين حتى يخلو لهم المقام والمقال..
أيها الكرام.. متى سنوقف هذا النزيف الهائل من ساعات “الهراء” التي تبث على “الهواء”..؟
أيها الكرام.. أمعنوا النظر في سنوات مضت اكتظت فيها الفضائيات والإذاعات والصحف بالكثير من الإسفاف والسطحية والطرح الساذج ثم اسألوا أنفسكم: هل سنستمر على ذات النمط فنخسر المزيد والمزيد من فرص ومساحات توظيف “القوة الناعمة” خير توظيف، وتقديم الصورة النمطية الإيجابية التي نستحقها وتستحقنا؟
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..