|


عبدالرحمن الجماز
83 + 27 = أحلام
2022-01-13
ميركاتو شتوي يشعل الحرائق والصراعات بين أندية الدوري، مشهد تكرر كثيرًا خلال الأيام الماضية، والحبل على الجرار كما يقولون.
وبالتأكيد أن توقيع المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله مع الاتحاد كان بمثابة تدشين الفعلي لحفلة الميركاتو، التي لن تنتهي فصولها بتوقيع كنو لعقدين مع النصر والهلال، ولا بانتقال المدافع أحمد شراحيلي للاتحاد، وما أثاره من ردة فعل قوية لدى رئيس نادي الشباب في مؤتمره الصحفي، والذي أعاد خالد البلطان من جديد، بعد أن ظن الجميع أنه اختفى من مسرح الأحداث وترك المهمة لغيره في ناديه.
ولم يكن النصر هو المتضرر الوحيد في ميركاتو الشتاء، حتى وإن أدعى مناصروه غير ذلك، ولكنهم سجلوا سابقة في تاريخ الشروط الجزائية، وزعموا مطالبة عبد الرزاق حمد الله بـ 83 مليونًا، رغم أن النصر هو من قام بفسخ العقد من طرف واحد.
ولم تتوقف المطالبات النصراوية عند هذا الحد فحسب، بل تبعها تهديد ووعيد للاعب محمد إبراهيم كنو بدفع الشرط الجزائي بـ 27 مليونًا، بعد أن وقع للهلال بعد يومين من توقيعه للنصر، بحسب الرواية النصراوية في البيان الصادر فجرًا.
وهذه مبالغ مالية كبيرة، يصعب جدًا التصديق على كون النصر سيكون قادرًا على تحصيلها، والأقرب أنها بمثابة المسكنات لجماهير الأصفر الغاضبة، من تلقي ضربتين متتاليتين من الاتحاد والهلال.
التجاذبات لم تكن حصرًا على الإعلام في مناقشة وتحليل هذه القضايا، بل شهدت دخولًا مكثفًا للقانونيين، الذين لم يختلفوا كثيرًا في أطروحاتهم التي لم تسلم من الهوى والميول، وسجلوا فشلًا ذريعًا في هذه المرحلة كالعادة.
اللافت في الأمر، ماقاله رئيس نادي الشباب الذي شن هجومًا لاذعًا على اتحاد القدم، مشككًا في وقوع الأندية في المحظور خلال مفاوضاتها مع اللاعبين في الفترة المحمية، وهو حديث يستحق التوقف عنده ومناقشة أبعاده وأثاره السلبية، وإن كان من المستحيل جدًا على اتحاد القدم إثبات مثل هذه التجاوزات الخطرة دون مساعدة مباشرة من جهات أخرى.
ويؤكد خالد البلطان أن شراحيلي أرسل رسائل صوتية وموثقة وأنه أبلغهم بأنه وقع لنادي آخر، و(الكلام هذا ما يمشي معي) بعد خبرة سنوات طويلة.
ويضيف: “شراحيلي (نام وصحي الساعة 12 بالليل وقال إنه متفق مع نادٍ آخر)، وفيفا أعطى اللاعب 6 أشهر وليس 6 ساعات”.
وأعتقد أن الكل على يقين بتجاوزات الأندية واختراقها للفترة المحمية للاعبين، ولكن المشكلة ستبقى ما دام أن لجنة الاحتراف ولجنة الانضباط لا تملكان القدرة على توثيق مثل هذه التجاوزات، فالشكوى لن تنتهي، والتجاوزات مستمرة.