|


خالد الشايع
البليهي بين راموس وبيكيه وميسي
2022-11-02
من حق أي لاعب أن يبحث عن العرض الأفضل والأعلى، خاصة وأن مسيرته الرياضية قاربت من النهاية، من حق وكيل الأعمال أن يسعى بكل جهد للعرض الأفضل لموكله، وأيضًا من حق النادي أن يوازن بين ما يمكن دفعه، وما يعتبر مبالغًا فيه، هذه المعادلة التي ليس من السهل التعاطي معها هي لب مشاكل اللاعبين السعوديين، الذين يسعون جاهدين للعرض الأفضل، طالما أن هناك أندية تدفع دون أن تفكر في الفقرة الثالثة من المعادلة.
الأندية تحت مقصلة لا ترحم، بين جماهير لا يهمها سوى الحفاظ على لاعبيها، والتعاقد مع آخرين، وبين لاعبين مدفوعين بوكلاء أعمال لا يهمهم سوى المال، فطبيعي أن تكون النتيجة ديونًا يصعب سدادها، وقضايا متكدسة في فيفا وكاس.
المثال الأكثر قربًا، مفاوضات الهلال مع مدافعه علي البليهي، عرض النادي ستة ملايين في الموسم الواحد، ولكن اللاعب يريد المزيد، ويعتقد أن هناك أندية يمكن أن تدفع، في داخل كل مدافع من يعتقد أنه بكنباور زمانه، تمامًا كما يعتقد كل مهاجم أنه كريستيانو، ولكن الحظ رماه في دورينا.
في تصوري أن الإشكالية تكمن في غياب الواقعية لدى الأندية ووكلاء اللاعبين الذين يعلمون جيدًا أن المزيد من الضغوط على الأندية قد تتسبب في نهاية المطاف في سقوط النادي وحل الديون، ولكنهم لا يبالون.
في كل مكان في العالم، في أي دوري، عدا الإنجليزي الذين يدفعون فيه بلا حساب، هناك فوارق كبيرة بين ما تدفعه الأندية لمهاجم، وما تدفعه لمدافع، على سبيل المثال يدفع برشلونة ستة ملايين يورو لبيكيه سنويًّا، مقابل 45 مليونًا لليفاندوفسكي، يتكرر الأمر في أحد أغنى الأندية في العالم، باريس سان جيرمان الذي يدفع لعملاق مثل راموس سبعة ملايين يورو، ولكنه يدفع 80 مليونًا لميسي، و120 مليونًا لمبابي، في كل مكان في العالم لا يتساوى راتب من يسجل الأهداف مع من يمنعها، من يصنع المتعة ومن يحبطها، هناك فوارق كبيرة، وهذا طبيعي، لكي يستطيع النادي أن يوائم ملاءمته المالية بين مبالغ كبيرة وأخرى متوسطة، وثالثة معقولة، ولكن قومنا لا يفهمون.
مفاوضات البليهي توحي بأن أنديتنا لن تتعلم هذه المعادلة أبدًا، ولهذا هي في أزمات مالية مستمرة، ولن تخرج منها، فهي دائمًا ما ترضخ لمطالبات اللاعبين غير المنطقية، خوفًا من سخط الجمهور، الأمل في أن ينجح نظام الملاءمة المالية في الحد من هذه المشاكل، بعد أن فشل نظام الكفاءة المالية في ذلك، بشرط ألا يتكرر مبدأ “ارتأينا ذلك”.