|


سامي القرشي
حرب العيّنات
2023-01-24
في علم الجيولوجيا هناك عصور تُميز كل حقبة من الزمن عن غيرها، وفي كرة القدم هناك أيضًا عصور شبيهة بتلك، حتى أن بعضها يكتب بالمعادن الراسخة الثمينة، وعصور أخرى غير ثابتة تطير كالطباشير.
في (الاتحاد) غضب الجميع عندما خرج حمزة إدريس ذات لقاء، وهو نجم الفريق، ليؤكد أن كل تاريخ الاتحاد كتبه جيل واحد، ابتداءً من العام (1417) وما قبل هذا فلا وجود للتاريخ بل هو جود من الموجود.
ما قاله حمزة إدريس أكد أن الاتحاد لا تاريخ بطولي له، وأنه حديث عهد بالمنجزات، الأمر الذي أثار حفيظة الاتحاديين في حينه حتى وهو يتحدث بمعلومات رقمية، لأن الأندية ومشجعيها لا يهمهم الحصيل بل التجميل.
واليوم تدور الأيام ليخرج (صالح الصقري) ويقول للوسط الرياضي إنه حتى تلك الحقبة والتي وصفها حمزة بأنها كل تاريخ الاتحاد هي أيضًا مشوهة بالمنشطات حينما أكد أن جل زملائه يهربون جماعات من الفحوصات.
ردود الفعل لهذا التصريح كانت متباينة في الأوساط الإعلامية، في الاتحاد رفض وثورة عارمة وطلبات محاسبات واعتذارات، مع أن القاعدة تقول الاعتذار لا يمنع صدق ما ورد في المحتوى، بل إن الاعتذار ميت قد اكتوى.
الإعلام الهلالي يعتقد أنه معني بالاعتراف، كونه منافس الاتحاد في تلك الفترة، ولذلك لم تشفع حالة الوفاق من استغلال الموقف، بل أنهم قرعوا الاتحاد على هذا السلوك وسط صمت اتحادي صرف كما هو العرف.
أعود للفايروس الذي يضرب المعتزلين بين فترة وأخرى، لنتذكر اعترافات معتزلي أندية أخرى تحدثوا بما هو أسوأ من العينات، ثم أسأل هل يحق لمن أقر لاعبه بـ(الدنبوشي) والخزعبلات أن يحاضر هو عن المنشطات.
كثر الذين يلومون الصقري على ما أدلى به للإعلام، وهناك من يرى أنه صحح المفهوم العام للبطولات في توقيت يتوافق مع اتحاد القدم ونيته بجمع البطولات، ولم لا؟ ابتكار تصنيف جديد بين (مرصوص ومفحوص!).
ثم اختم أن الثقافة لها بالغ الأثر فيما يطرح، وهو ما نردده سابقًا، من أن ثقافة اللاعب أهم بكثير من مهاراته، الأمر الذي ينطبق على الرؤساء، فبعد تصريح الجاليات ها هو تصريح المنشطات وربما مستقبلًا القات!.