|


خالد الشايع
انتخابات الصوت الواحد
2023-03-22
باتت انتخابات كثير من الأندية السعودية على الأبواب بعد أن أوشكت فترات مجالس إداراتها على الانتهاء.
حالة من الترقب تنتاب جماهير أندية الهلال والشباب والأهلي والرائد للأسماء التي ستقود دفة أنديتها، ولكن هل يمكن أن نطلق على ما سيحدث في شهر يونيو المقبل انتخابات؟ هل الجمعيات العمومية فيها هي فعلًا من يختار الرئيس القادم؟ الواقع يقول غير ذلك، نظام الأندية، والذي دخل حيز العمل قبل أربع سنوات، سلبها هذا الحق، وترك الأندية السعودية في يد أشخاص محدودين، في بعض الأندية عضو واحد هو من يقرر، في الهلال الأمير الوليد بن طلال هو من يقرر من سيكون الرئيس القادم، وفي الشباب خالد البلطان، وفي الاتفاق خالد الدبل الذي يملك أفضلية على كبار أعضاء الشرف التاريخيين للنادي، كذلك الحال في النصر والأهلي وبقية الأندية، واحد أو اثنان في أحسن الحالات هو من يملك معظم الأصوات، وبالتالي بقية الأصوات لا قيمة لها في الحقيقة، لا يكفي صوت أو مئة حتى في التصدي لمن يملك آلاف الأصوات.
قد يكون لنظام الأعضاء الذهبيين إيجابيات كبيرة، حفزت الأعضاء على الدفع أكثر ليكون له قيمة أكبر، ولكن في المقابل حيدت العملية الانتخابات، سلبتها لبها، وجعلت العضو الذهبي الأكبر هو من يقرر في نهاية المطاف من يرأس النادي، حتى ولو كان هناك أفضل منه، وأكثر قدرة على النجاح، المهم أن يكون على علاقة جيدة بالعضو الأكبر.
يعامل نظام الأندية الحالي، الأندية معاملة الشركات التجارية، من يدفع أكثر يكون له أصوات أكبر في الجمعية العمومية، ولكن قد يكون فات على من وضع النظام، أن في الشركات، العضو الأكثر مالًا هو الشريك الأكبر فيها، ومسؤول عن خسائرها وتعويضها، ويملك القدرة على حل مجلس الإدارة في حال فشله، ولكن في الأندية، لا يملك هذا الحق، وهو غير ملزم بالدفع وتعويض خسائر النادي، ومقابل عدة ملايين يدفعها مرة واحدة، يتحكم في ناد، هو في الأصل ملكية عامة، في تصوري لا تستقيم هذه المعادلة، أما أن يحصل العضو الذهبي على كل الحقوق والواجبات، أو لا.
ربما حان الوقت لتحسين النظام وإدخال بعض التعديلات فيه، يبقي على أحقية العضو الذهبي والداعم الأكبر ويمنحه مميزات مستحقه مقابل ما دفع من دعم، وفي الوقت ذاته يبقي على جوهر العملية الانتخابية، ويعيد الجماهير لعضويات أنديتها، كثير منهم فضل عدم دفع العضوية لأنه يعلم أن صوته لن يكون له قيمة.