|


خالد الشايع
لا تقزمونا من أجل رونالدو
2023-04-06
‏لا شك أن قدوم البرتغالي كريستيانو رونالدو للدوري السعودي، وهو واحد من أفضل عشرة لاعبين في العقد الحالي، أمر مهم ولفت الأنظار للدوري المحلي، وجعل كثيرًا ‏من الحسابات والمواقع الإخبارية العالمية تتناقل خبر مبارياته وأهدافه، بعد أن فاجأتها هذه الصفقة التي جاءت بدعم ‏ كبير وتأكيدات رسمية بأنه ستتبعها صفقات مماثلة لأندية أخرى.
كل هذا أمر مفهوم ومتوقع، ولكن غير المفهوم أن يصاب بعض المهتمين بالشأن النصراوي من لاعبين سابقين وإعلاميين بمتلازمة الدون، فلأجله يجب أن يكون كل شيء للنصر، وما انتهت أسطوانة “يجب إبعاد الهلال على كأس العالم لأن النصر يملك رونالدو”، حتى ظهرت أسطوانة جديدة تزعم أنه من مصلحة الدوري السعودي وانتشاره أن يرفع كريستيانو رونالدو كأس الدوري، لكي يتم تداول الصورة وأخبار الدوري، منطق غريب وسخيف في وقت بات يروج له أنصاف الإعلاميين، ولاعبون يلهثون خلف المناصب.
البطولات تؤخذ في أرض الملعب، الفوز بالمباريات هو ما يجلب الكؤوس لا التعاقد مع اللاعبين الكبار، إذا فاز الاتحاد ‏أو الهلال بالدوري فلأنهم يستحقون ذلك، لا لأنهم تعاقدوا مع لاعبين عالميين، هؤلاء دون أن يدروا يسيئون للنصر ويفتحون بابًا ‏واسعًا للتشكيك بفوزه بالدوري إن حدث، وهو يستحق ذلك دون هذه المطالبات السخيفة.
الهلال الاتحاد النصر وحتى الشباب قادرون على الفوز بلقب الدوري بلاعبيهم الحاليين دون الحاجة للتعاقد مع صفقات ‏عالمية.
كريستيانو رونالدو ميزة كبيرة للنصر، ولكنها ميزة داخل أرض الملعب فقط، ولا تجعل له أفضلية على خارجه، مثل هذه المطالبات والأفكار بقدر ما هي تثير الضحك والسخرية، لها من يروجها للأسف.
حسنًا مِنْ هذا المنطلق لنأخذه من زاوية أخرى، ‏ قد يكون فوز الاتحاد أو الهلال بالدوري أكثر إثارة للجدل وينال صدى عالميًّا أكبر، وستقول الصحافة العالمية، “يا له من دوري قوي ومثير لدرجة أنه حتى رونالدو عاجز عن ‏الفوز به”. هذا المنطق غير المقبول وغير السليم، الهدف منه إثارة الجدل وتناقل الفيديوهات لا أكثر، وللأسف هو يصدر من لاعبين يفترض أن تكون لديهم خبرة كبيرة في الملاعب، ويعرفون أن البطولات لا يجب أن تُسير خارج الملعب، وإلا ما فائدة رفع مستوى التنافس.
النصر قادر على الفوز باللقب، دون هذه الأصوات، وإن حققه فلأن رونالدو قاده لذلك، وبقيه رفاقه، لو كان رونالدو وحده يحقق البطولات، لما فاز ميسي بـ18 بطولة إسبانية من أمامه، ولما فقد مانشستر يونايتد فرصة اللعب في دوري أبطال أوربا وهو يقود هجومه، رجاء دورينا قوي فلا تقزموه.