|


خالد الشايع
أخيرا استوعب الهلاليون الحقيقة
2023-04-13
احتاج لاعبو فريق الهلال الأول لكرة القدم وجهازه الفني وإدارته وقتًا أطول من اللازم لاستيعاب استحالة الفوز بلقب دوري المحترفين للمرة الرابعة على التوالي، كان لا بد من الخسارة أمام الشباب والتعادل أمام الطائي، بغض النظر عن الأخطاء التحكيمية التي صاحبت المباراتين، واللتان تصلان لمستوى الجريمة في حق قانون كرة القدم، سواء من الحكم المحلي أو الأجنبي، وكأن الهلال في حاجة لمثل هذه الأخطاء، لا يكفيه سلسلة الإصابات التي نخرت جسده.
حتى ولو فاز الهلال في تلك المباراتين، فالتعثر سيكون ورادًا في أي لحظة، جراء الجدولة اللا إنسانية، هذه الجدولة تجبر الهلال على خوض مباراة كل ثلاثة أيام طوال شهر رمضان المبارك، جراءها لا بد أن يصل اللاعبون في مرحلة ما لمرحلة الانهيار العضلي، وسيكون تأثير ذلك كارثيًا على مباراة الهلال الأهم في نهائي دوري أبطال آسيا التي يستعد لأن يحقق إنجزًا جديدًا باسم الوطن.
من المفارقات أنه بعد نهاية الجولة قبل الماضية، كان على الهلال مواجهة الطائي، والباطن، والنصر، والاتحاد على التوالي، والأخيرة في نصف نهائي الملك، المفارقة غير العادلة، أن أول مباراة للطائي كانت ستكون أمام الهلال، بعدها أول مباراة للباطن بعد الفراغ من الجولة ستكون أمام الهلال، نحن نتحدث عن العاشر من أبريل، أيضًا أول مباراة للنصر ستكون مع الهلال، وأول مباراة للاتحاد ستكون أمام الهلال، هذا يعني أن الهلال سيلعب مباراة كل ثلاثة أيام، فيما سيكون النصر مرتاحًا تسعة أيام، والاتحاد 15 يومًا، أي عدل هذا الذي تنشده الجدولة؟ لا يوجد فريق في العالم يلعب بهذا المعدل الصعب في شهر واحد، حدث هذا فقط للهلال في موسم 2019، وكانت النتيجة أن خسر كل البطولات، لأنه وصل للمرحلة الحاسمة منهك القوى ومثخن بالإصابات.
مشكلة الهلاليين أنهم طماعون، يريدون كل شيء، ويعز عليهم ترك أي شيء حتى ولو كان لهدف أكبر منه، يريدون الفوز بكل البطولات، ولهذا يضغطون على أنفسهم ويلعبون بكل قوة، حتى تصل عضلاتهم لمرحلة تتمزق فيها مجبرة، تكون النتيجة خسارة كل شيء، هذه المرة ربما كان من حسن حظ الهلال أن ماجد الشمراني قرر تجاهل دعس جوانكا لقدم ميشيل، لأنه لو احتسب ركلة الجزاء التي جزم الجميع بما فيها دائرة التحكيم بصحتها، لو احتسبها لربما فاز الهلال وأكملوا السعي الدؤوب نحو اللقب، ولكن الخسارة جعلت دياز يزج بالفريق الثالث في مباراة الطائي، ليركز على النهائي الحلم، لهذا رب ضارة نافعة يا هلاليين.