|


خالد الشايع
التحكيم.. نافارو مشكلة وليس حلا
2023-05-24
‏يوشك الموسم الرياضي على الانتهاء بعيدًا عن ‏الصراع على اللقب الذي يتنافس عليه الاتحاد والنصر، بعيدًا عن كل ما تعرض له فريق الهلال من ضغوط ومشاركات تسببت في ابتعاده عن المنافسة، وبعيدًا عن المشاكل المادية التي يعاني منها نادي الشباب وتسببت في فشله في الحصول على الرخصة الآسيوية، وانهيار معنويات لاعبيه، بعيدًا عن كل هذا، يحتاج الاتحاد السعودي لكرة القدم للجلوس مع الأندية، ومناقشة القضية الأهم التي أثرت على مسار الدوري بشكل مزعج.
دعونا من لخبطة لجنة المسابقات، والتي فكرت في أن يلعب الهلال 7 مباريات في 17 يومًا، وكأنه فريق من حديد، دعونا من مشاكل لجنة الانضباط وتباين قراراتها من حالة لأخرى، حتى باتت مثار جدل كبير، وبعيدًا عن فض المنازعات التي تعمل طوال اليوم حتى في الأعياد، ودعونا من لجنة الاحتراف الضعيفة في فرض رقابتها على اللاعبين والأندية، دعونا من هذا كله، ولنركز على التحكيم، الكارثة التي حوّلت مسار مباريات وغيّرت نتائج، وحرمت فرقًا من أهداف مستحقة، ومنحت أخرى ركلات جزاء غير صحيحة كسبت بها المباريات.
لآخر مباراة لعبت في الدوري، الهلال والعدالة، مارس الحكام هوايتهم في تجاهل القانون، ولكن الأمر أكبر من مباراة، الجميع بلا استثناء، من الاتحاد المتربع على القمة، وحتى الباطن الذي ودع دوري المحترفين، الجميع عانى من الأخطاء، واستفاد منها أيضًا، حتى الحكام الذين يتم دفع ربع مليون لجلبهم، ارتكبوا أخطاء، وإن كان بدرجة لا تصل لما فعله الحكام المحليون.
نحن أمام أزمة حقيقية، التحكيم بات معول هدم، وكارثة، خاصة الحكام المحليين الذين صاروا يتجاهلون قانون كرة القدم، حتى بعد العودة للفيديو، ومشاهدة اللقطة، الحالة المعنوية والنفسية التي وصلوا لها لم تعد تؤهلهم لقيادة المباريات، الثقة فيهم باتت منزوعة إلا من الأندية التي لا تملك ما تجلب به حكامًا أجانب.
وللأسف بات رئيس لجنة الحكام، السويسري، مانويل نافارو واحدة من المشاكل، وبالتالي لا يمكن أن يكون الحل، ظهوره في كل فترة للحديث عن أخطاء منتقاة يزيد المشكلة، فهو لا يتحدث عن كل الحالات الجدلية، ولكنه يختار بانتقائية مريبة، جعلته يتجاهل الحديث عن استحقاق البرازيلي أندرسون تاليسكا للطرد أمام الهلال مرتين، وكأنها لا تستحق أن يتحدث عنها، ولكن كيف نلوم من يقول إن القانون يختلف تطبيقه من دولة لأخرى؟ فاقد الشيء لا يعطيه، وبات مشكلة وليس حلًا.
ما لم يتم تصحيح مسار التحكيم، سيكون الموسم المقبل أسوأ، والأخطاء أكبر.