|


خالد الشايع
الوصفة الاتحادية للفوز باللقب
2023-05-31
أرسلت إدارة نادي الاتحاد رسالة لجميع أندية دوري المحترفين، مفادها إن أردتم تحقيق اللقب، عليكم الاستعانة بالحكم الأجنبي، في معظم مباريات الاتحاد هذا الموسم كان الحكم الأجنبي حاضرًا، فنجا من أخطاء الحكم المحلي، الذي أثبت غير مرة أنه يتأثر بالضغوط الجماهيرية، وما يقال قبل وبعد المباريات، فأراحوا رؤوسهم واستراحوا، وبات اللاعبون يلعبون كرة قدم بعيدًا عن القلق الذي تسببه الصافرة المحلية.
صحيح أن الفريق عانى من بعض الأخطاء، واستفاد من مثلها، ولكنه مع وجود الحكم الأجنبي، جنبت الإدارة لاعبيها الضغوط، وأبعدتهم عن اجتهادات الحكم المحلي.
القول بأن الاتحاد هو أكثر فريق استفاد من أخطاء التحكيم، قول لا يعتد به، حتى وإن كان مبنيًا على تحليلات دائرة التحكيم، الشهرية، لأنه ببساطة لا يمكن الركون لمثل هذه التحليلات القاصرة وبرأي لجنة يقول رئيسها إن تطبيق القانون يختلف من دولة لأخرى، سبق وأن قلت إن رئيس لجنة التحكيم بات جزءًا من المشكلة وليس حلًا لها، ومازلت مصرًا على ذلك.
صحيح أن الاتحاد استفاد مثل غيره من ركلة جزاء هنا، وركلة هناك، ولكن من لم يستفد؟ الكل فعل ذلك دون استثناء.
الأمر الثاني الذي نجحت الإدارة فيه، هو تجنيب لاعبيها كل ما يثار خارج الملعب، سواءً الاحتجاجات أو القضايا، أو حتى دوشة الإعلام، فتركت الفريق يركز على هدفه الأسمى، العودة للبطولات، بعيدًا عن كل أصوات التشكيك، ومحاولة إخراج اللاعبين من الملعب، حتى بعد خسارة كأس الملك، لم يتأثر الفريق، حتى وهو يسمع تهديدات رؤساء أندية ضدهم، أو لاعبين سابقين، الكل كان يركز على أرض الملعب، وتحقيق الفوز.
حاولت أصوات كثيرة التشكيك في قدرة اللاعبين على الفوز وفي مدربهم، بعد كل هزة، بيد أن هذا كله لم يزدهم إلا إصرارًا على الفوز، والتشبث بالصدارة
فوزًا تلو آخر، تمسك اللاعبين بالأمل هذه المرة لا ينافسهم الهلال الذي كبدهم خسارة لا تنسى الموسم الماضي، هذه المرة الخصم أهون، وأقل شراسة، فنجحوا في الفوز باللقب قبل جولة من نهايته، لم ينتظروا حتى اللحظات الأخيرة ليعرفوا من سيكون البطل، وتركوا مباراة الطائي للاحتفال غير عابئين أين ستتجه بوصله المباراة بعد نهايتها، وإن كنت أتوقع أن تكون احتفالية تليق بالنمور.
وصل الاتحاديون للقمة، المفارقة أن هذه هي الخطوة الأسهل، الآن عليهم التمسك بها، وهذا هو الأصعب، من المهم أن لا يطول غياب الفريق عن الدوري مجددًا.