|


عبدالرحمن الجماز
خصوم «تُخلط» وأرقام تكسر
2023-09-17
صحيح أن النجم الدولي سالم الدوسري مرّ بفترات عصيبة، شهدت معها مستوياته الفنية انحدارًا رهيبًا.
وصحيح أيضًا أن سالم كان غائبًا منذ هدفه الأسطوري في الأرجنين، الأعظم في تاريخ كرة القدم السعودية في مونديال كأس العالم، ولكنها أشياء لا تمنع من القول، وبكل ثقة، إن هذا النجم الكبير بات هو أفضل لاعب سعودي وآسيوي، رغم كل المتغيرات التي طرأت على مستوياته، التي يقدمها، الموسم الماضي، وقبل أن يستعيد، وبشكل كامل، نجوميته، فيما سبق من جولات، أو من خلال المبارايات الودية أمام كوستاريكا، وكوريا الجنوبية، بشهادة المتابعين والنقاد الرياضيين.
ولم يكن غريبًا، أو بدعًا من القول، حينما يتم وصف سالم الدوسري باللاعب الأجنبي التاسع في صفوف ناديه من قبيل الإشادة، فهو يستحق، حيث كان رقمًا ثابتًا في كل التشكيلات، مزاحمًا للاعبين الأجانب مهما بلغت نجوميتهم، ومهما تغيرت أسماء المدربين، واختلفت جنسياتهم.
أعرف مسبقًا، أن هناك من سولت له نفسه، الأمارة بالسوء، محاولة التأثير على اللاعب وجره إلى خارج العشب الأخضر، بافتعال سواليف [الاستراحات]، والأخبار المكذوبة، وكيف سيكون عليه وضع اللاعب بحضور النجم العالمي نيمار، وما هو حال شارة القيادة، وهي محاولات أحبطت في مهدها.
فنيمار لعب وأبدع، وسالم واصل نجوميته، ولم يغادر أرض الملعب، ولم تنزع شارة القيادة.
من يعرف سالم يعلم أنه لاعب يعشق التحدي، ولديه جينات اللاعبين العالميين الكبار، وهل هناك أحد يمكن أن ينسى أو يتناسى [حس يا سالم] مع ناديه، أو سالفة [العكاز] مع منتخب بلاده، ومع ذلك ظل سالم نجمًا كبيرًا يخلط الخصوم في كل مرة يواجههم في الملاعب.
أتذكر أنني انتقدت سالم كثيرًا، لأنني أعرف أنه من طينة الكبار، ربما يتراجع قليلًا، ولكنه يرفض السقوط، ويرفض أن يكون هامشيًا في حضرة النجوم، وكأن لسان حاله يقول “سالم موجود والخلط مستمر”.
ومن أراد أن يتعرف أكثر على شخصية سالم الدوسري عليه العودة لحديثه بعد مواجهة الرياض الدورية، ليكون متيقنًا بحجم الفوراق الهائلة، التي تفصل بين سالم وبقية أقرانة من اللاعبين المحليين، فهو ليس مجرد موهبة عابرة، ما تلبث أن تنتهي.