|


نبيه ساعاتي
الأخضر بمن حضر
2024-01-17
أجواء ضبابية أحاطت بمنتخبنا الوطني قبل انطلاقة مشاركته الآسيوية بساعات إثر التصريح الخطير الذي أطلقه الإيطالي مانشيني مدرب المنتخب، الذي أوضح فيه أن استبعاد سلمان الفرج كان بسبب رفضه خوض المباريات الودية، بينما نواف العقيدي وسلطان الغنام اشترطا اللعب كأساسيين، أما خالد الغنام ومحمد مران وعلي هزازي فغير سعيدين في المنتخب.
والحقيقة أنني لست بصدد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع، فهناك إجراءات نظامية أتوقع أنها أُتبعت من قبل الجهاز الإداري للمنتخب، فعندما يستبعد لاعب من المنتخب لأسباب مثل هذه من المفترض أن يتم استدعاء اللاعب قبل مغادرته وأخذ أقواله، ومن ثم عمل محضر وتحويله للجهات المعنية لاتخاذ القرار المناسب وفق الأنظمة واللوائح، أو تبرئة ساحته.
عمومًا خاض منتخبنا مباراته الأولى أمام عمان وسط هذه الأحداث الدراماتيكية ليس ذلك فحسب، بل ويتلقى الهدف الأول في الدقائق الأولى، هكذا المصائب لا تأتي فرادى، فبعد تصريحات مانشيني وانعكاساتها، أنهى منتخبنا الشوط الأول متأخرًا بهدف، ولكن لا خوف على الأخضر طالما أن هناك رجالًا يقدرون شعار الوطن ويقدمون التضحيات من أجله، فمع انطلاقة الشوط الثاني سيطر المنتخب السعودي كليًّا، وكانت نقطة التحوّل نزول غريب الذي تلاعب بمدافعي المنتخب العماني وأسكن الكرة في المرمى كهدف تعادل مهم جدًّا في توقيته، بعده كثف الأخضر من ضغطه حتى سجَّل نجم المباراة البليهي هدف الفوز التاريخي، هو تاريخي ليس لأننا فزنا، بل لأنه جاء بعد أحداث خطيرة لم يسبق أن مرت على المنتخب السعودي، ولأنها كانت المباراة الافتتاحية، ولأن الأخضر كان متأخرًا وهو أحد المرشحين ليقلب النتيجة إلى فوز مستحق على منتخب عنيد، بفضل رجالات كانوا في الموعد.
وفي ضوء أحداث المباراة أعتقد أن من الأهمية بمكان مشاركة غريب كأساسي بديلًا للنجعي، والأهم من ذلك إعطاء شارة الكابتنية لعلي البليهي، الذي يتمتع بروح القيادة مع احترامي لسالم الدوسري، فالقيادة موهبة وتتجلى أهميتها في المواقف التي تصدى لها البليهي بكفاءة عالية من حيث النقاش مع الحكم وتهدئة زملائه، بل وحتى الأداء والقتالية.