|


أحمد الحامد⁩
أمثال الحياة
2024-04-18
اندفاع الشباب لم يجعلني أهتم بالأمثال العربية أو العالمية، كنت أسمعها وأقرؤها دون اهتمام، كنت أعتبرها تصلح للماضي، لا للحاضر الجديد والتطور الحاصل. هكذا اعتقدت حتى بدأت أتقدم في السن، ومع مرور الوقت صارت الأمثال تلمع أمامي كحقائق ذهبية، مع شعور بالندم لعدم الاستفادة منها في السابق، مشكلة الكثير من الشباب أنهم يريدون أن يجربوا بأنفسهم ليكتشفوا النتائج، مع أن النتائج معروفة ومكتوبة ومقدمة للجميع بالمجان. اليوم لا أقرأ الأمثال محاولًا الاستفادة من حكم الشعوب فقط، بل للمتعة التي أجدها في قراءتها، ربما هذا هو السبب الوحيد، فقد قرأت مئات الأمثال ولا أظنني طبقت شيئًا مما توصي فيه.
اخترت لكم مجموعة من الأمثال العالمية أبدؤها بحكمة إسبانية «بيتي صغير لكنه ملكي»، لا يحث هذا المثل على امتلاك بيت مهما صغر فقط، بل يحث على أن نملك كل أشيائنا مهما صغرت أو قدمت، تذكرت أحد السائقين عندما كتب على سيارته القديمة «كامري مزيون ولا رنج مديون»، المؤكد أن البنوك لا تحب هذا المثل الإسباني.
الإنجليز لهم باع طويل في الأمثال، والملاحظ أن لديهم أمثال صناعية كونهم كانوا يتميزون بالصناعة «التكرار أبو المهارات». اخترت مثلًا إنجليزيًّا آخر مفيد، لكن العنيدين سيجدون صعوبة في تنفيذه «عندما تجد نفسك في حفرة توقف عن الحفر». تذكرت مثلًا روسيًّا يبدو شبيهًا له، لا أحفظه لكن معناه يقول إذا وجدت نفسك في القطار الخطأ فانزل عند أقرب محطة. مثل فرنسي صريح جدًّا، هو لا يشترط وجود الحب مع وجود المال حسب ما فهمته، لكنه يحذر من خطورة الفقر «يبقى الحب ما بقي المال». مثل فرنسي آخر عن الصبر «شيئًا فشيئًا يبني الطائر عشه».
الألمان حاربوا الكسل منذ زمن طويل، صناعاتهم دليل على ذلك «قطعة الأثاث المفضلة لدى الشيطان هي المقعد الطويل» يقصدون «الكنبة». أذكر أني نمت على كنبتين واحدة تلو الأخرى وكنت أتخلص من الواحدة بعد أن تبلى من كثرة نومي عليها، يا له من إنجاز رائع: الرجل الذي أبلى كنبتين! إليكم هذا المثل الأمريكي الحكيم «لا تحسب عدد الكتاكيت حتى تفقس» الحمد لله أني لست الوحيد الذي يعد الكتاكيت قبل أن تفقس، هناك أمريكان مثلي، أخيرًا هذا المثل الإيطالي «الحب والعطر لا يختبآن».