|


تركي السهلي
المحتوى السعودي
2024-04-22
يُقدّم أكثر من 12 برنامجًا ما بين تلفزيون، وإذاعة، و«وبودكاست»، المحتوى الرياضي السعودي، وعلى نحوٍ يومي، ناهيك عن الصحف، والمجلات، والمواقع الإلكترونية. ويُمثّل الجانب الحواري الغالب على المحتوى مع رواج كبير للأخبار على المنصات وبين الجماهير. وبنظرة سريعة على الوسوم المُتداولة في منصّة «X»، سترى بوضوح تصدّر كُرة القدم بكل تفاصيلها للتفاعل، ويكتب الناس عن اللاعب، والمدرب، والحكم، والصحافي والمذيع، والملعب، والنقل، والأنوار، والأصوات، وشكل القميص، والتاريخ، والأرشيف، ومستقبل اللعبة.
ويواجه الصحافي السعودي سيلًا هائلًا من «التنمّر» من المتفاعلين، مع تغييب له من الجهات ذات العلاقة في المؤتمرات، والزيارات، والمشاريع العملاقة، وهو في كل حالاته يصمد لتبيان الرسالة. والسوق الإعلامي السعودي ضخم وهو الرائد في منطقة الشرق الأوسط، والصحافي المحلّي مُعادلة ضعيفة وسط الأجواء بالرغم من تمكّنه وتأثيره الكبير. والمردود المادّي للسعودي المُتخصّص في الطرح لا يكاد يُذكر مع ضخامة العوائد المادية للقنوات، وميزانيات الإنتاج الهائلة، وهو لا يجد حتى مع التغييرات الكبرى للاقتصاد الرياضي أي موقع يستحقه. ووفق الرأي الشخصي، فإن المُقدّم السعودي النجم الخبير يجب ألاّ يقل دخله السنوي عن ثلاثة ملايين ريال، ومنحه مداره الخاص من الوهج والقوّة. كما أن المُحلل المُعلّق على الأحداث المُتمكّن لابد وأن يكون عائده السنوي من الظهور لا يقلّ عن نصف مليون ريال، والأمر يشمل دخول الفنيين والمحررين من أبناء الوطن. إنّ صناعة الرياضة تتطلّب صناعة رأي عام واسع ومؤثر، وأدوات إعلاميه مؤمنة بذاتها وبالمشروع الذي تنتمي إليه، كما أن المفكرين وأصحاب الرأي يسبقون عادةً القرار قبل صناعته. لقد كان الإعلامي الرياضي السعودي رأس حربة في كثير من المواقف وهو في ذات المكانة حتى الآن. ومع المحتوى الجديد المنتشر، ظلّ في مكانته رغم التنميط. إنّ النداء الذي علينا إطلاقه في هذه المرحلة يكمن في أن المهنة تتراجع بتراجع صنّاعها، وأنّ الصحافة لا تستمر بلا محتوى، وأن المناخ الإعلامي لا يكتمل بدون منتسب، وأن الممارس الذي يظهر اليوم في الشاشة الرئيسية، سيظهر غداً في وسيلة مجهولة.