|


"مش قادر أرفع رأسي عشان أرفع رؤوسكم"

الرياض ـ حسن أبو زينب 2016.10.23 | 08:22 am

بعد أسبوع من رحيل الملاكم الأسكتلندي مايك تاويل بالضربة القاضية تصاعدت النداءات بإيقاف المجازر البشرية، أشهرها صادرة من الملاكم البريطاني طوني بيللو الذي وصف الملاكمة بالموت المقنن .. الدعوة ليست جديدة ولكنها تقع دائماً على آذان صماء، كما تهاوت من قبل دعاوى منع حمل السلاح في أمريكا بعد مصرع الرئيس جون كيندي برصاص الجاسوس لي هارفي أوزوالد، وإفلات ريجان بأعجوبة من نيران المعتوه جون هينكلي. المعترضون على قرار المنع يذهبون إلى أنها ليست دائما شراً مستطيراً، بل نافذة للثراء كما حدث لطايسون الذي قبض 200 ألف دولار في الثانية مقابل قاضية خصمه سبنكس خلال مباراة لم تتجاوز 77 ثانية ولكن لأن الدنيا أرزاق فحظه ليس حظ الكاميروني باجنبورا. فمن باب استعداده لمباراة في بلاده كان يخرج من بيته صباحاً ويعود مع الغروب بشفاه مورمة وأنف دامية وعين شبه مطفية والمقابل 50 دولاراً يقتسمها مع المدرب والمدلك والسمسار ومسؤول العلاقات العامة وأربعة مشرفين. ولكنه قطعاً بدون شك أفضل حظاً من ملاكم سوداني سقط أرضاً خلال بطولة للمحافظات .. وبعد أن استرد وعيه من الدوخة تناهت إلى أسماعه هتافات أنصاره وهم يصرخون .. رفعت رأسنا عالية، فتحامل على نفسه وهو يرد عليهم قائلا " أنا قادر أرفع رأسي عشان أرفع رؤوسكم" .. ولكن كل هذا يهون أمام أم نفد صبرها وهي تشاهد ابنها يترنح على حبال الحلبة بضرب مبرح من خصمه، فأقدمت على ما لم يكن في الحسبان، فقد تسللت بخلسة وفي لمح البصر إلى الحلبة وانهالت بمسمار الكعب العالي على رأس الخصم .. فانهار مضرجاً بدمائه على أرضية الحلبة .. ووسط الهرج والمرج سارع البعض لإنقاذ حياة الملاكم، فيما أمسك البعض الآخر بالأم .. يقول ابن الأم الحنون "إنه وقف محرجاً ينتظر قرار عقوبة الإيقاف مدى الحياة ولكن شيئا من هذا لم يحدث فقد خاطبه رئيس اللجنة قائلا " رجاء لا تصطحب أمك في مباراتك المقبلة".