|


التلاعب بالنتائج موجود في الخليج

حوار - عبدالرحمن مشبب 2017.01.04 | 06:46 am

كشف القطري محمد حنزاب رئيس مركز الأمن الرياضي الدولي عن وجود شبهات وتلاعب في نتائج المباريات الكروية لدول الخليج. وأوضح أن اللاعبين أكثر استهدافا من الحكام والمدربين ومسؤولي الفرق. وذكر أن قضية تهبيط نادي المجزل تعطي مؤشرا إلى أهمية وجود متخصصين في مجال التحقيقات الرياضية. وأوضح أن هناك تطبيقاً عبر الأجهزة الذكية سيصدره المركز لمساعدة اللاعبين على تمييز الأدوية المحظورة، بحيث يستطيع اللاعب معرفة العلاج إذا كان محظوراً أم لا، كما يقترح التطبيق، العلاج البديل الخالي من المحظورات.
ـ التقيت الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة الأسبوع الماضي .. ما أبرز مادار بينكما؟
كان هناك نقاش لتعزيز التعاون في الفترة المقبلة بين الهيئة العامة للرياضة ومركز الأمن الرياضي الدولي، والأمير عبدالله بن مساعد يقود الرياضة السعودية نحو تطور سريع، والخطوات التي اتخذتها الهيئة من نشر للبيانات المالية للأندية ومشروع التخصيص الذي يتفق مع المعايير الدولية والشفافية في الطرح وغيرها تعتبر نقلة نوعية ستعود بالفائدة على الرياضة السعودية ولكنها تحتاج إلى وقت.
ـ حدثنا عن الدور الرئيسي للمركز الدولي للأمن الرياضي؟
المركز هو جهة دولية مستقلة تعمل على دعم الاتحادات والمؤسسات الرياضية في مجالات الأمن والسلامة والنزاهة الرياضية من خلال برامج ومبادرات مباشرة لهذه الاتحادات تساهم في تحصين مسابقاتها، بالإضافة لمساعي وجهود المركز في خلق تشريعات دولية والدفع بالسياسات العامة للرياضة لتتواكب مع المستجدات والمخاطر التي تواجهها الرياضة اليوم سواء على صعيد أمن الأحداث الرياضية من مخاطر الإرهاب والشغب الجماهيري أو على صعيد تحصين الرياضة من مخاطر التلاعب في نتائج المباريات وغسيل الأموال وفساد المسؤولين الرياضيين.
ـ ظاهرة التلاعب بالنتائج منتشرة على مستوى العالم .. كيف تراها في السعودية والخليج؟
من خلال اطلاع المركز على تقارير وتحقيقات في هذا الشأن، أستطيع القول بأنه لاتوجد مسابقة رياضية محصنة 100% من هذا الخطر، يساهم في ذلك تطور وانتشار التقنية.
ولكن تتفاوت نسبة هذه المخاطر من بلد إلى آخر ومن لعبة إلى أخرى، وفي الخليج تحديدا هناك عدد كبير من البطولات والمباريات تحديدا في كرة القدم طالتها التحقيقات وشبهات التلاعب سواء كان ذلك بغرض المراهنات أم لتحقيق مكاسب رياضية من صعود وهبوط.
ـ بماذا خرجتم بعد ورشة العمل التي أقيمت في الرياض بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم في أكتوبر الماضي ؟
الورشة كانت موجهة للحكام، وقد حضرها ما يزيد على١٠٠ حكم من مختلف الدرجات بالإضافة إلى مسؤولي التحكيم، ونحن سعداء بالنتائج التي خلصت إليها الورشة والرضا الذي أبداه المشاركون فيها ومسؤولو الاتحاد كذلك.
ونستطيع القول بأن مثل هذه الورش الموجهة مفيدة ليس فقط للشريحة المستهدفة ولكنها تفيد أيضا الخبراء الدوليين العاملين في المركز من خلال استماعهم واطلاعهم على المشكلات والمعوقات التي تواجه الرياضة والرياضيين في بلدان مختلفة تحكمها ثقافات مختلفة، وبالتالي تزيد من قدرتهم على توجيه العمل ومحاولة الدفع بالسياسات العامة للرياضة في المؤسسات الرياضية الدولية بما يمكن من حل هذه المشكلات ومجابهة المعوقات.
ـ ما الخطوات المقبلة في السعودية بعد ورشة العمل؟.
فيما يخص الاتحاد السعودي لكرة القدم، علاقتنا به انطلقت منذ بضعة أشهر وتحديدا في شهر أغسطس لعام ٢٠١٦، ومنذ ذلك الوقت وضعنا كافة إمكانيات وخبرات المركز متاحه للاتحاد، وبالفعل بدأنا في بعض البرامج الساعية لتفعيل الشراكة ومن ذلك ورشة العمل المشار إليها سابقا.
ـ ما أكثر الأطراف استهدافا للتلاعب في النتائج.. الحكام أم اللاعبون أم الجهاز الفني؟
بلا شك إن اللاعبين يأتون في المرتبة الأولى، كونهم الأكثر قدرة على التأثير المباشر، ومن ثم يأتي بعدهم الحكام والمدربون ومسؤولو الفرق.
ـ هل اطلعتم على قضية نادي المجزل في السعودية لدراسة أسباب وقوعها؟
نعم اطلعنا على القضية وكل ما نستطيع قوله بشأنها إنها تعطي مؤشراً إلى حاجة ملحة لوجود متخصصين في مجال التحقيقات الرياضية وإلى وضع نظام داخلي بالإضافة إلى تحديث الأنظمة واللوائح لتكون قادرة على التفاعل الإيجابي والسريع مع مثل هذا النوع من الأحداث.
ـ نلاحظ دخول مباريات الدوري السعودي في مواقع أوروبية ومكاتب للرهان.. ما دوركم في ذلك ؟
المركز الدولي للأمن الرياضي يسعى إلى المساهمة وحشد الجهود الدولية إلى أن تكون مثل هذه المواقع ومكاتب المراهنات مراقبة بدرجة عالية وإلى إيجاد تشريعات تفضي إلى مراقبة عملها في الدول التي تنطلق منها حتى يتم الحد من تأثيرها السلبي على الرياضة.
ـ كرة القدم السعودية تبدأ عهداً جديداً مع اتحاد منتخب قبل أربعة أيام ..هل هناك لقاء أو استراتيجية جديدة معه؟
شراكتنا هي مع الاتحاد السعودي لكرة القدم كمؤسسة، وبالتالي فأيا كان مجلس الإدارة الجديد سنعمل معه ودعم جهوده في توفير بيئة رياضية آمنة سليمة ونزيهة.
ـ هل هناك مراقبة على الدوريات الخليجية ومنها السعودية؟
نعم لدينا عدد من المسابقات التي نشرف على مراقبتها حاليا، ومركز الأمن الرياضي يقدم خبراته في وضع نظام رقابي يحمي المسابقات من عمليات التلاعب ويكشف عنها حال وقوعها، وهو الجهة الوحيدة في العالم التي لديها إدارة متخصصة في التحقيقات الرياضية بكفاءة عالية ومن ضمن اختصاصاتها مراقبة عمليات المراهنات الرياضية ذات التغير المشبوه.
ـ إلى أين وصلتم في متابعة الأمن والسلامة في الملاعب الإيرانية ؟
تربطنا علاقة جيدة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وسبق أن قمنا بتقديم عدة تقارير في شؤون مختلفة، كان أحدها تقرير مستقل يقيم الوضع في الملاعب الإيرانية والسعودية، وبناء على ذلك خرج قرار لجنة المسابقات الآسيوية في مطلع العام الماضي بإقامة مواجهات أندية ومنتخبات البلدين في أراض محايدة.
ـ وماذا عن الأمن والسلامة في الملاعب السعودية؟
الأمن والسلامة في الملاعب أصبحا علما سريع التطور نظرا للمخاطر المتزايدة، وبالتالي فإن هناك حاجة دائمة للتطوير. وبشكل عام فإن إجراءات الأمن والسلامة في الملاعب السعودية تعتبر جيدة مقارنة بدول الشرق الأوسط.
ـ هل هناك علاقة بين المركز الدولي للأمن الرياضي وضابط نزاهة بدوري المحترفين في الاتحادات الأهلية بالقارة الآسيوية؟
ليس هناك علاقة مباشرة، ولكن سبق أن قدم خبراؤنا عددا من ورش العمل والندوات المتعلقة بالنزاهة للاتحاد الآسيوي.
ـ ما الجديد الذي سيقدمه مركز الأمن الرياضي الدولي؟
المركز يعمل على تطبيق عبر الأجهزة الذكية لمساعدة اللاعبين على تمييز الأدوية المحظورة، وهو تطبيق عالمي بحيث يستطيع اللاعب معرفة العلاج إذا كان محظور أم لا ويوجد له التطبيق العلاج البديل الحالي من المحظورات، إضافة إلى إمكانية الإبلاغ عن حالة المنشطات على اللاعبين سواء للميز أو الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات.
ـ وقعتم اتفاقية مع الاتحاد السعودي للرياضات الجوية بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي السبت الماضي .. حدثنا بتفاصيل أكثر عن هذه الاتفاقية؟
الاتفاقية تأتي كخطوة أولى نحو مشوار طويل من العمل لدعم توجهات الاتحاد الآسيوي للرياضات الجوية في تأسيس بيئة رياضية آمنة ودعم الاتحاد في وضع معايير متقدمة تضمن أمن وسلامة بطولاته.
ـ لماذا اخترتم الاتحادين السعودي والآسيوي للرياضات الجوية تحديدا؟
المركز يعمل مع جميع الاتحادات والمؤسسات الرياضية ووجد لخدمة جميع الألعاب، ونحن سعداء بالتعاون مع الاتحادين السعودي والآسيوي للرياضات الجوية.
ـ أطلق المركز الدولي للأمن الرياضي برنامج "سيف ذَا دريم" لتعزيز النزاهة في الرياضة..أين وصل هذا البرنامج دوليا وتقييمك له في دول الخليج والدول العربية؟
مبادرة "سيف ذا دريم" تسعى لتكريس القيم الرياضية لدى النشء وتدعم استخدام الرياضة كوسيلة لعملية الإندماج الاجتماعي.
ومؤخرا كان للمبادرة شراكة وعمل كبير في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى شراكته في أسبوع الرياضة في أوروبا بالتعاون مع المفوضية الأوروبية. كما انطلقت عدة برامج في الهند وهاييتي وإيطاليا وأذربيجان وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وستسعى المبادرة إلى تقديم عمل مميز في دول الخليج أيضا.
ـ أطاح رجال الأمن السعودي بخلية إرهابية كانت تستهدف الجماهير في مباراة السعودية والإمارات بملعب الجوهرة بجدة .. كيف رأيت هذا الإنجاز.؟
بيان وزارة الداخلية السعودية يعني أنه كان هناك عملاً جيداً على صعيد التخطيط والعمليات والمتابعات الأمنية قبل إقامة هذه المباراة، والمركز من جانبه يدعم ويشيد بهذه التوجهات الاحترافية في عمل الأجهزة الأمنية السعودية، وهذا العمل في الواقع شكل من أشكال الثقافة التي نسعى لتكريسها.