اعترف التونسي ناصيف البياوي مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد، بتأثر فريقه جراء انتقال اللاعب سعيد المولد في الفترة الشتوية إلى النادي الأهلي، مشيرا إلى أن المولد سيترك فراغاً كبيراً في خط ظهر الرائد، لأنه كان لاعباً مهماً وركيزة أساسية في الخط الخلفي.
وتمنى البياوي من جماهير ناديه أن يتفهموا جيداً أن جميع العاملين في النادي يعملون في ظروف صعبة للغاية وإمكانيات بشرية ومادية قاسية، مطالبا في الوقت ذاته أن يعرفوا أن الفريق قادر على تخطي كل العقبات التي تواجهه.. بشرط أن تصبر تلك الجماهير عليه:
• هل أثر رحيل سعيد المولد إلى الأهلي على دفاع الرائد؟
بلا شك سعيد المولد من اللاعبين أصحاب الخبرة والجهد الوافر، وواحد من أفضل المدافعين الذين يجيدون القيام بالأدوار الهجومية على أكمل وجه، بدليل إحرازه هدفين مع الرائد في مرميي الوحدة والاتحاد، كما أنه لاعب تكتيكي من الطراز الأول، وانتقاله في الفترة الشتوية إلى النادي الأهلي بالتأكيد سيترك فراغاً كبيراً في خط ظهر الرائد، لأنه كان لاعباً مهماً وركيزة أساسية في الخط الخلفي، إلا أن البديل سيكون جاهزاً إن شاء الله بقدر المتاح لدينا من لاعبين في فترة التوقف الحالية.
• وكيف تستغلون فترة التوقف الحالية؟
سنقيم معسكراً إعدادياً في مدينة الشارقة بالإمارات، الغرض منه إعداد اللاعبين إعداداً بدنياً يتناسب مع خطورة المرحلة المقبلة، وكذلك معالجة الأخطاء التي وقعنا فيها خلال المباريات السابقة، التي يجب أن نضع حلولاً جذرياً لها باستغلال المعسكر حسب القدرات الفنية للعناصر الموجــــودة في قائمة الفريق، لأننا عانينا العديد من الأخطاء التي تسببت في هزائم كثيرة لم نكن نستحقها.
• الرائد ثاني أسوأ خط دفاع في الدوري بعد الوحدة برصيد 9 هزائم؟
بالفعل تلقينا 9 خسائر منذ بداية الموسم، لكني أعتبر لا أستحق هذا الكم من الهزائم، لأنني تلقيت 5 خسائر من الأندية الكبيرة الاتحاد (مباراتين) والنصر والهلال والأهلي، وفي جميع المباريات أمام تلك الفرق كنت أقرب إلى الفوز أو على الأقل حصد نقاط التعادل، بعد أن قدمنا مستويات طيبة للغاية وكنا الأفضل بالفعل، ثم تلقينا 4 هزائم من الباطن برباعية بسبب غياب 7 من اللاعبين الأساسيين وطرد البرازيلي جيلمار دا سيلفا في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، مع سوء حالة الأرضية الصناعية والإضاءة السيئة. والهزيمة الثانية كانت من التعاون بسبب غياب جفين البيشي قبل المباراة، وخروج إسماعيل بانجورا مصاباً في منتصف الشوط الأول أثر على الفريق، ثم الهزيمة الأخيرة من الوحدة جاءت بسبب طرد المدافع أحمد الحبيب في الثواني الأخيرة، وهو ما يعني أن الظروف اللا إرادية قهرتنا وتسببت في الهزائم التي رغم كثرتها إلا أن وجودنا في المركز الثامن منحنا الكثير من الثقة.
• هل الحصول على المركز الثامن بجميل مفاجأة، أم أمر توقعته؟
وجودنا في المركز الثامن ليس مفاجأة كما يعتقد البعض، وإنصافاً للحق لو صارت الأمور بشكل طبيعي كان من المفروض أن يكون ترتيب الفريق أفضل بكثير من المركز الثامن الذي يحتله الرائد في الترتيب الحالي، ولو أن هناك استقراراً في الرصيد البشري ووفرة اللاعبين ولم تحرمنا الإصابات من نصف الفريق في العديد من المباريات وإيقافات كثيرة، ولو استفدنا من المحترفين الأجانب الاستفادة المأمولة، لكنا قادرين بكل سهولة على احتلال أحد المراكز الخمسة الأولى في جدول الترتيب، عطفاً على المستويات التي قدمناها في معظم المباريات التي واجهنا فيها الفرق الكبيرة.
• وهل الرائد قادر على البقاء بالمركز الحالي في الفترة المقبلة؟
أعمل مع الجهاز الفني على تحقيق طموحات الإدارة والجماهير بالتواجد في المنطقة الدافئة في ظل المعطيات الفنية المتاحة كما قلت سابقاً، وإن كنت واثقاً من أن الرائد لن يعود إلى ما كان عليه في الماضي رغم الإمكانيات الصعبة وندرة الموارد المادية، إلا أن ثقتي باللاعبين وبقدرتهم على استيعاب الفكر الفني والخطط التكتيكية وثقتهم في أنفسهم، يجعلني أجزم أن الفريق سيحافظ على موقعه الحالي، بل ربما نتخطاه إذا لازمنا التوفيق لاسيما في ظل الجهد الرائع الذي يبذله مجلس الإدارة.
• هل صحيح أن علاقتك برئيس النادي من أهم أسباب تمسكك بالرائد رغم تلقيك بعض العروض التدريبية المغرية؟
إنصافاً للحق، فوجئت منذ اليوم الأول لي مع الرائد بشخصية عبد العزيز التويجري رئيس النادي التي أبهرتني بشكل لافت، لاسيما أنني تعاملت مع الكثير من رؤساء الأندية من خلال احترافي التدريب، لكنني وجدت نفسي أمام شخصية قيادية رياضية من طراز آخر، وأعترف أن التويجري سبب رئيسي من أسباب تمسكي بالرائد، لأنه صاحب خبرة كبيرة، وأشعر بالأمان في العمل معه، واستفدت منه كثيراً من خلال نصائحه المفيدة التي غالباً ما تكون صائبة، فضلاً عن أنه يتحمل عبئاً مضاعفاً في تسيير أمور النادي الذي يمر بظروف مادية صعبة، وأعتبر التويجري من الشخصيات الرياضية السعودية التي تستحق التكريم، ليس مجاملة مني لكنها الحقيقة التي يعرفها كل من يعمل مع هذا الرجل الذي يعشق كيان النادي بجماهيره الوفية، التي أدين لها بكل احترام وتقدير على مساندتها للاعبيها ودعمي أنا ناصيف البياوي بصفة خاصة خلال مشواري التدريبي مع الفريق.
• ما الرسالة التي تتمنى أن تصل لجماهير الرائد؟
أعرف عن قرب عشقهم لناديهم وحرصهم على تحقيق الانتصارات في كل مباراة، لكن أتمنى أن يتفهموا جيداً أننا نعمل في ظروف صعبة للغاية وفي ظل إمكانيات بشرية ومادية قاسية، ويجب أن يعرفوا أن الفريق قادر على تخطي كل العقبات التي تواجهه، بشرط أن تصبر تلك الجماهير على لاعبيها، فالخسارة في أية مباراة واردة وأمر طبيعي في عالم كرة القدم، لذلك أتوسم في جماهيـر الرائد خيراً في عدم التأثر بأية هزة ربما تصيب الفريق وضبط النفس، فالثورة لمجرد خسارة ربما تقودنا إلى نتائج عكسية، إلا أنني في الأخير واثق كل الثقة في مدى حب وإخلاص جماهير الفريق للاعبيها وللجهاز الفني الذي يبذل كل جهده من أجل إسعادها وتحقيق طموحاتها.