|


غياب ابن النادي دمر النهضة

حوار - خالد الشايع 2017.01.24 | 06:30 am

أكد يوسف الغدير المدرب الوطني لفريق النهضة الأول لكرة القدم، أن الهدف الذي يسعون إليه هو الصعود لدوري جميل السعودي للمحترفين، خاصة أن الفريق يسير بشكل جيد في دوري الدرجة الأولى.
وكشف الغدير في حواره مع "الرياضية" أن المدرب الوطني يستحق الثقة التي تمنحها الأندية للمدربين العرب الذين لا يملكون أيه مؤهلات أو خبرة، مشددا على أن المدربين الوطنيين يحظون بتدريب على مستوى عال، لا يمكن لأي مدرب عربي الوصول إليه:



بعد البداية القوية مع النهضة، هل تعتقد أن الطموح بات أكبر لتحقيق حلم الصعود لدوري المحترفين؟
وضع النهضة لم يكن سيئاً، وأنا أكملت عملاً سابقاً جيداً، الفريق كان يحتل المركز الثالث، ومع ذلك قررت الإدارة تغيير المدرب، وأنا أعمل حاليا ليكون العمل أفضل.
ما الذي تغير في النهضة هذا الموسم عن الموسم الماضي الذي نجا فيه من الهبوط بمعجزة.. بعد تهبيط المجزل بدلا عنه؟
أنا كنت في الفريق منذ بدايته مع سمير هلال، واستلمت الفريق بعده لفترة وجيزة.. ثم استقلت لأن الوضع لم يكن جيدا، وأكمل المشــوار التونســي الخطوي، ولم يوفق وكاد الفريق أن يهبط.
ولكن أليس غريبا أن ينهار فريق من منافس قوي علـى الصعــود، لفريـق يحتـل ذيـل الترتيب؟
هذه مشكلة دوري الدرجة الأولى، كل موسم هناك فريق جديد تماما، أكثر ما أثر على النهضة هو غياب ابن النادي، فكل اللاعبين هم من خارج النادي، وبتعاقدات قصيرة لموسم واحد، في الموسم الماضي لم نوفق في التعاقدات، ولم يسر المدرب بالفريق بشكل جيد، وعانى من سوء الطالع.
بشكل عام، هذه مشكلة أندية الدرجة الأولى، في كل موسم تبحث عن ٢٣ لاعباً جديداً، لأنها لا تملك قدرة مالية على التعاقد مع لاعبين لأكثر من موسم؟
إن لم يكن هناك اهتمام بالفئات السنية، ستتواصل المشكلة، الاهتمام معدوم في النهضة بهذه الفئات، عدا هذا الموسم الذي بدأ فيه الاهتمام قليلا بهم، ولكن عدا ذلك لا يوجد اهتمام، بل إهمال كبير، ولو كان هناك اهتمام لظهر لاعبان أو ثلاثة في كل موسم من أبناء النادي، ويكون الاستقطاب محدوداً في المراكز التي تحتاج لها فقط، ويكون الاختيار أكثر دقة، بدلا من استقطاب كامل الفريق، ولكن المشكلة عندما تهمل الفئات السنية، ثم تقرر التعاقد مع فريق كامل، قد لا يحالفك التوفيق في التعاقدات، ويحدث ماحدث في الموسم الماضي.
في القادسية والاتفاق، اهتمام كبير بهذه الفئات، وهي تستفيد من ذلك ببيع النجوم، ولكن النهضة غائب تماما عن هذا المشهد؟
عدم الاهتمام هو السبب، بقاؤه كثيرا في الدرجـة الأولى جعل المواهب لا تذهب إليه، خاصة مع انعدام الكشافين أمثال عبدالعزيز الخضر “رحمه الله” الذي أحضر غالبية نجوم الفريق التاريخيين، ولكن الفريق كان في الدرجة الممتازة حينها، كما أن المشرفين على هذه الفئات لم يكن لهم طموح لإبراز النجوم.
في ظل هذا الوضع، هل هناك أمل في عودة مارد الدمام؟
النهضة يملك كفاءات إدارية ورجالاً قادرين على إعادة الفريق لأمجاده بشكل سهل، فيصل الشهيل لم يمل من الدعم المالي والمعنوي للفريق في أي وقت من الأوقات، حتى في أسوأ الظروف والأوقات العصيبة، وعندما حدث الاختلاف عاد ليتولى رئاسة النادي مؤقتا، ووفر معسكر vip في قطر، وتعاقد مع لاعبين جدد من حسابه الخاص.
اعتماد النادي على فيصل الشهيل لوحده أمر غير جيد للنادي، لأن الشهيل سيصاب بالملل من الدعم المستمر؟
في السابق كان هناك مبارك الدوسري، وموفق السنيد، وعصام المعيبد، وحسن القحطاني.. يساعدون، وساروا بالفريق، ولكن عندما نتكلم عن فيصل الشهيل، فهو قادر على أن يدعم أكثر من غيره، كما أن النادي لديه استثمار جيد.. ولكنه لا يكفي، النهضة يحتاج لمجلس شرفي يكون عونا للشهيل للدعم أكبر، أتوقع وجود هذا المجلس الذي يسعى الشهيل لتكوينه سيساعد أكثر، كما أن التخصيص سيفيد الفريق كثيرا.. خاصة أن موقع النهضة تجاري بالدرجة الأولى.
جيل للوطن
كمدرب وطني، هناك حضور جيد نوعا ما للمدربين الوطنيين في الدوري، ولكن هل تعتقد أن هذا الحضور كاف؟
لا مازال أقل من المطلوب، ولكن حسب علمي سيكون هناك توجه من الاتحاد السعودي لكرة القدم لفرض المدرب الوطني على أندية الدرجتين الثانية والثالثة، كما أن موقع الاتحاد السعودي للفئات السنية سيتيح للأندية الراغبة في التعاقد مع أي مدرب وطني معرفة كل المعلومات المطلوبة عنه، ويختار الأنسب.
الأندية ماتزال تتجاهل المدربين الوطنيين أصحاب الإمكانات والشهادات المهمة، وتتعاقد مع مدربين عرب لا يعرفون عنهم شيئاً، ألا يحبطكم هذا؟
بعض المدربين وبالعشرات من الوطنيين أفضل من معظم المدربين العاملين في دوري الدرجة الأولى، وأيضا في دوري المحترفين، المدرب الوطني قادر على النجاح متى ما أعطي الثقة وحرية العمل، ودعم الإدارة والاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن للأسف هذا غير موجود حاليا، ولكن نحن متفائلون بالاتحاد الجديد لفرض المدرب الوطني على الأندية وفق ترتيب معين، ودعم توجه عمل المدرب الوطني في الدرجتين الأولى والثانية، ففي الدرجة الأولى لا يوجد سوى ثلاثة مدربين فقط.
الفريقــان اللــذان ينافسان على الصعود أحد والنهضة يقودهما مدربان وطنيان؟
المــدرب الوطنـي يحمل شهادة معروفة، أنـا أدرس شهــادة “البرو لانسز”.. وهي أعلى شهادة هلى مستوى فيفا، وهي التي يحملها المدرب سامي الجابر أيضا، كما أن هناكم ٢١ مدربا سعوديا آخرين يدرسونها.. منهم خليل المصري وفيصل البدين وسعد الشهري وصالح المحمدي، وبندر الأحمدي، وأخرون كثيرون، وهؤلاء يملكون الكفاءة والعلم الذي لا يحمله كثير من مدربي الدرجة الأولى وحتى المحترفين، فكثير منهم يحمل شهادة تربية بدنية، ودورة مدربين من إفريقيا لا تتجاوز الخمسة أيام فقط، بينما السعوديون يحملون شهادات معتمدة من الآسيوي وفيفا، والعديد من الدورات الإضافية، فمثلا أنا جلست أتدرب في مانشستر سيتي لمدة شهرين في الصيف الماضي، وعايشت المدربين هناك لكي أطور من قدراتي، والمدربون العرب لا يفعلون ذلك، ولكن نحن مثل “عين عذاري، تسقي البعيد، وتترك القريب” (كما هو معروف في القصة الشعبية الشهيرة)، وأوكد للجميع أن المدرب الوطني قادر على قيادة أي فريق متى ماحصل على الثقة، لا أن تضعه تحت الاختبار في مباراة أو مباراتين، لأنه لابد أن يبدأ مع الفريق من بداية الإعداد، وأن يحصل على فرصته الكاملة، فأي مدرب مهما كان لا يحمل العصا السحرية، لذلك لابد أن يحظى بالفرصة والثقة الكاملة، ولوقت كاف، والدليل ناصر الجوهر وخليل الزياني، وسعد الشهري وخالد القروني وعلي كميخ.. وكثيــرون غيرهــم، ولكن للأسف نحن من نصنع التاريخ والسجل للمدربين الأجانب، وتصنع لهم اسماً، فيما نضغط كثيرا على المدربين الوطنيين، ولا نتركهم يعملون كما يجب.
ربما لأن المدرب الوطني لا يقبل بالتدخل في عمله؟
بالتأكيد هو لن يقبل، لأنه يريد النجاح لا مجرد جمع المال، عكس الأجنبي الذي يعتبرها مجرد وظيفة، فأي مدرب يقبل التدخل في عمله لن ينجح.