|


الوحدة عميد الأندية

حوار - هاشم العبدلي 2017.01.30 | 06:51 am

اعتبر محمد يماني الغزالي عضو شرف نادي الوحدة النتائج التي خلصت إليها لجنة توثيق تاريخ الرياضة السعودية مجرد اجتهادات قابلة للخطأ والصواب، رافضاً أن يكون تركي الخليوي أحد المؤرخين.
ورأى يماني الذي اختير مؤخراً ضمن لجنة توثيق تاريخ وبطولات النادي الأهلي مع عدد من المؤرخين، أن لجنة التوثيق ضمت شباباً مجتهدين، لكنهم لا يملكون سجلاً تاريخياً يؤهلهم لحصر ورصد بطولات الأندية السعودية.
واحتج الغزالي خلال حواره مع "الرياضية" على الإهمال والتجاهل الذي لقيته بطولات المناطق، لافتاً إلى أنها تحسب كبطولات دوري؛ وهو ما يفرض تصنيفها وفق معايير واضحة وجلية للعيان.



ـ هل تم التواصل معك كمؤرخ من قبل لجنة توثيق الرياضة السعودية؟
نعم.. تم التواصل معي لطلب الإفادة في بعض الحقائق التاريخية بواسطـة تركي الخـلـيوي رئـيس اللجنة، وقمت بتزويده بكل ما طلبه مني دون تأخير أو تردد.
ـ كيف تم التواصل بينكما؟
راسلني الأخ تركي عبر الإيمـيل وكان ردي عليه بنـفس الطـريقة، ولم يتواصل معي عبر الهاتـف. وهذا التواصل يحسب لتركي الخليوي الذي كان منفتحاً على الجميع، ويبحث عن الحقائق حول بعض البطـولات. ونعتقد أننا كنا مفيدين ومتعاونين.
ـ حـدثـنا عن البـطولات التى تم الاستعانة برأيك فيها؟
معظم استفسارات رئيس اللجنة دارت حول بطولات المناطق التي أخذت حيزًا كبيرًا من المناقشات، وقدمت وجهة نظري حول الأمر بكل وضوح وشفافية.
ـ وكيف تنظر لبطولات المناطق؟
أعتبرها بطولات رسميـة عـقب عدولي عن رأيي السابق بعد اطلاعي على كتاب القدادي، حيث أقنعـني طرحه الذي استند إلى أن مباريات بطولات المناطق تقام في المنطقة الغربية والوسطى والشرقية، ومن ثم يذهب بطل كل منطقة لملاقاة نظيره في المنطقة الأخرى؛ وهو ما يعني أن البطولة تحسب لبطـل حقيقي بحسب الأنظمة السائدة في تلك الأيام.
شيء آخر يؤكد صواب وجهة النظر هذه، وهـو أن كأس الملك حينها كانت تقام بين أبطال المناطق؛ ما يعني احتسابها بطـولات معتمدة ورسميـة، وهو ما كان يتوجب على اللجنة الأخذ به.
ـ وماذا عن بطولات كأس الملك؟
هي بطولات كأس تم تنفيذها من خلال نظام الدوري، ولكني أصنفها بطولات كأس تخليداً للراحل الملك سعود ـ ـ رحمه الله ـ.
ـ ما الذي فشلت فيه لجنة توثيق البطولات؟
بديهي أن يقود الحـديث حول توثيق البطولات إلى ممثلين ومؤرخين حقيقيين، وكان الأولى باللجنة أن تطلب مـمـثلاً لكل نادٍ، وتـتــواصـل مــع الأخ محمد القدادي وغيره من المؤرخين المعروفين، ويتبع هذا توزيع العمل على ثلاث لجان: واحدة للمؤرخين، والثانية لممثلي الأندية، بـالإضـافة إلى لجنة توثيق الـريـاضة السعوديـة، ولكن هذا لم يحدث واقتصر العمل على شباب مجتهدين لا يوجد بيـنـهم مؤرخ ريـاضـي مـعروف.. وصـحـيح أن تركي الخليوي صاحب فكر مستنير ورجل ناجح ولديه تاريخ في التربية والتعليم وكذلك في الأندية الرياضية، من خلال نادي الشباب، لكنه ليس مؤرخًا رياضيًّا محترفًا، وليس لديه أبحاث في مجال التاريخ الرياضي، وكذلك الشباب الذين عملوا معه؛ وهو ما يجعلنا نعيب على هذه اللجنة غياب الرؤية والشفافية.
ـ تعترف بقدرات الخليوي وتنتقد عمله في ذات الوقت؟
نعم الرجل كما قلت صاحب فكر، لكني لا أعرف المنهج العلمي الذي اتبعه وتجاوبت معه حول استفساراته دون أن يطلعني على الآلية التي تعمل بها مجموعته. وبالنسبة لي فالبطـولات الرسمية تنشأ عن المؤسسة الرياضية وكذلك البطولات الدولية يجب أن تحسب للأندية؛ لأنها من خلال المؤسسة الرياضية، ولذلك يجب أن يكون العمل من خلال خطة ومنهج علمي وأن توضع المعايير بدقة.
ـ ومتى بدأت بطولات الدوري برأيك؟
عام 1377هـ، لم يكن هناك دوري يقام في السعودية، وبالتالي يجب وضع المعايير بشكل رسمي واحتساب بطولات كأس الملك، وأنا أتفق مع لجنة التوثيق في تصنيف تلك البطولات ببطولات كأس الملك.
ـ ألا يعتبر هذا تناقضاً في نقل وقائع التاريخ؟
بطـولة كأس الملك كـانت تـقام بنظام دوري، وبطـولة كأس ولي العهد بخروج المغلوب، وقد أقيمت أول بطولة بين 5 فرق هي: الوحدة والاتحاد والثغر والشبيبـة والشاطئ، وكأس الملك كان فقط مقتصراً على الغربية، وهذه أول بطولة ولكن يجب تقييمها كبطولة دوري تخليداً لاسم الملك سعود ـ رحمه الله ـ.
ـ وهل نصنف البطولات وفق عواطفنا أم حسب الأنظمة؟
المعـايـير تـتـفق مع كون هـذه البطولات (دوري وكأس).
ـ إذاً أنت تختلف مع التوثيق وتتفق مع محمد القدادي؟
نعم أنا أتفق مع المؤرخ المعروف محمد القدادي وأختلف مع لجنة التوثيق، وفي ذات الوقت أحترم وأقدر جهود القدادي والخليوي.
ـ تختلف وتتفق مع الخليوي أليس هذا تناقضاً؟
تركي الـخلـيوي رجل محـترم ومهذب، وكان عليه أن يوضح للناس عبر مؤتمر صحفي آلية وتفاصيل عمل لجنته، لكنه لم يقم بذلك ووجدنا غمـوضاً في العمل، ومع أنه كان منفتحاً في بعض الأمور لكنه تكتم في أمـور أخـرى، وهذا يصنف ضمن الإيجـابيات والسلبيات التي لا يخلـو منها أحد.
ـ ولكن تركي الخليـوي استعان بـأمين ساعـاتي ومؤرخين آخرين؟
أمين ساعـاتـي وثق التاريخ منذ1381هـ، وقد كتب كل الأحداث ونقـلها بشكل صحيح منذ هذا العام، أما قبل هذا الوقت فتوثيقه به أخطاء، وكذلك الحال مع حمد الراشد وعبدالله جارالله المالكي فتاريخ بدايتهما خطأ.
ـ إذاً أنت تختلف مع أمين ساعاتي فيما قبل 1381هـ؟
نعم وكل ما نقله عن نادي الاتحاد بوصفه عميد أندية الوطن يتضمن معلومات خاطـئة، الوحدة عـمـيد الأندية، فالاتحاد الرياضي الذي تم تأسيسه تلك الأيام يختلف عن الاتحاد العربي السعـودي الذي تـأسـس بعد نادي الوحدة، وهو قائم بذاته حتى تاريخ اليوم، وهذه قصص لا يريد الاتحاديون فتحها، ويرويها الساعاتي بمغالطات واستنادهم إلى غرفة اللاسلكي استناد غير سليم، فقد ذكروا أن اجتماعهم كان عام 1347هـ، وتم تأسيس الاتحاد من تلك الغرفة، وهذا منافٍ للأحداث التاريخية التي تؤكد أن غرفة اللاسلكي لا وجود لها والدليل أن الإسمنت دخل مدينة جدة عام 1370، فمن أين جاءت الغرفة؟ وبالتالي كل معلومات أمين ساعاتي عن تأسيس الاتحاد مغلوطة.
ـ أنتم كشرفيين لنادي الوحدة لماذا لا تنهضون به؟
الوحدة سقط بعد رحيل عبداللـه عريف ولم يعد له شأن، وكان النادي ينافس ويحقق البطولات في عهده، ولكن بعد أن انتهت علاقته به لم يعد في حيز المنافسة، وعلى الرغم من الظلم التاريخي الذي تعرض له النادي إلا أن فريق الكرة كان قوياً ومنافساً بقوة على البطولات السعودية، وفي حقيقة الأمر، لا كبار مكة ولا شبابها الصغار مهتمون حالياً بالوحدة، وكل ولائهم موجه خارج مكة، فهم يذهبون إلى جدة لتشجيع الاتحاد والأهلي ولا يدعمون ناديهم، وهذا ساهم في مزيد من الغياب عن المنافسة ومقارعة الكبار.
- وكيف ترى السبيل لعودة الوحدة لمـنـصات التتويج؟
عودة الوحدة ترتبط بـوقوف رجـالات مـكـة المكرمة مع هذا الكيان العريق ودعـمه بـالمال والفكر للنهوض بإرثه التاريخي؛ كونه أول من نقل وصدر كرة القدم في السعودية من خلال أبناء الجاليات، ومن ثم انتقلت اللعبة الشعبـيـة المحببة للجميع لمدينة جدة والطائف والرياض وبقية المناطق.