|


60 مليوناً تبقي الشباب ضمن الكبار

حوار - علي الحدادي 2017.01.31 | 06:23 am

حمل خالد المشيقح أمين عام نادي الشباب عضو مجلس الإدارة سابقاً، الإدارة الحالية الوضع الذي وصل إليه الشباب من تدهور إداري ومالي، لعدم مقدرتها على تسيير أمور النادي، ومساهمتها في التفريط في نجوم الفريق.. دون أن يستفيد الكيان من موارد مالية مقابل مغادرتهم.
وأشار المشيقح إلى حال الشباب سابقا مع الإدارات السابقة، التي استطاعت تسيير أمور النادي بطرق تسويقية محترفة، ساهمت في دخول الملايين من بيع عقود اللاعبين، بعكس الإدارة الحالية التي وقفت وقوف المتفرج على رحيل لاعبي الليث، مبدياً تخوفه من مغادرة الجزائريين جمال بن العمري ومحمد بن يطو في ظل عدم تحرك الإدارة التي لم تعرف كيف تتعامل وتحافظ على أفضل حارسين في الدوري السعودي والقاري وليد عبدالله ومحمد العويس.
وطلب المشيقح في حواره مع "الرياضية" من الإدارة توفير كل السبل للوطني سامي الجابر المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، الذي يقدم عملا فنيا مميزا من أجل إعادة هيبة الشباب في ظل تغييب الصوت الإعلامي على المشهد الرياضي، في وقت كان الصوت الشبابي هو الأقوى في عهد خالد البلطان ، فلم يكن أحد يستطيع مفاوضة أي لاعب شبابي خلال إدارته عندما قال: "من يفاوض لاعبا شبابيا سأفاوض جميع لاعبيه".


ـ كيف ترى عمل الإدارة الحالية بقيادة عبدالله القريني؟
للأمانة العمل الذي قدمته ضعيف وظهر جلياً في الإعلام، وتكالبت عليها المشاكل الإدارية والمالية ولم تستطع إيجاد حلول لتجاوزها، والدليل عجزها في حل أول مشكلة مع قائد الفريق أحمد عطيف التي وصلت للمحاكم، بالإضافة إلى أن الفريق بدأ الموسم بدون مشاركة الأجانب رغم وجودهم مع الفريق، وعدم إيجاد موارد مالية لتسليم اللاعبين رواتبهم، واستطاعت قبل نهاية فترة التسجيل بساعات تسجيل البرازيلي هيبرتي والأوروجوياني سبستيان والجزائري جمال بن العمري بالإضافة إلى عدم حسم موضوع أفضل حارسين في الدوري الدوليين وليد عبدالله ومحمد العويس، ومغادرتهما الفريق دون أن يستفيد الشباب مالياً على أقل تقدير بدلاً من الإبقاء عليهما بشتى الطرق.
ـ لكن الفريق فنياً قدم مستوى جيدا مع سامي الجابر بداية الموسم فما سبب التغيير؟
فنيا صحيح، ولكن على الجانب الإداري كان العمل سيئا ولم يتوافق مع العمل داخل الملعب، بدليل استمرار المشاكل المالية والإدارية التي ظهرت على سطح مشكلة الأردني طارق خطاب، وكان سببها خطأ إداري نتيجة ضعف المتابعة التي حرمت الشباب من التسجيل في الفترة الشتوية، وبعدها ظهرت مشكلة هيبرتي ومطالبته برواتبه ومستحقاته المالية، والفريق بحاجته وكان يجب عليها توفير مستحقاته خاصة أنها تدرك أنها لن تستطيع التسجيل في الفترة الشتوية.
ـ هل يعتبر انتقال الحارس محمد العويس للأهلي مشكلة إدارية؟
بالتأكيد خطأ إداري (رقم واحد)، صحيح إن الشباب في السابق باع عقود لاعبين في عدة مواسم لكن كان هناك فن للتسويق وكسب الشباب مبالغ مالية كبيرة، مثلاً عندما باع الشباب عقد اللاعب عبداللطيف الغنام قامت الإدارة في عهد الأمير خالد بن سعد بتسليمه شارة القيادة عندما كانت هناك مفاوضات من الهلال كنوع من فن التســـويق لرفـــع قيمته التســـويقية، ولكن للأســف محمـد العويس كانـت لديــــه رغبة البقـــاء في الشـــباب والدليـــل سير المفاوضـات كما ظهر في الخطاب الشبابي الأول، لكن ضعف المفاوض الشبابي لم يمكنه من حسم الموضوع مبكراً.
ـ لكن كل الإدارات الشبابية في عهدها فرطت ببيع اللاعبين؟
صحيح الشباب ليست لديه مشكلة في بيع عقود اللاعبين وطوال تاريخه يفعل ذلك، لكن تكون هناك فوائد مالية مغرية للشباب واللاعب مما كان يساهم في تسديد مستحقات واستقطاب لاعبين منها، ففي عام 2002م كانت ميزانية الشباب 20 مليون ريال وكانت عقود اللاعبين لا تزيد عن مليون ريال في السنة، حيث كانت رواتب اللاعبين الأجانب معقولة.. فالمحترف السنغالي مانجا قيمته كانت 70 ألف دولار، لكن الأمور تغيرت في عام 2006م في عهد خالد البلطان، وتغيرت سياسة نادي الشباب فأصبح الشباب من الأندية التي تصرف وتستقطب اللاعبين، ووصلت ميزانية النادي إلى 80 مليون ريال وفرتها الإدارة من أعضاء الشرف وإدارة النادي والشريك الاستراتيجي الاتصالات، وحقق الشباب إنجازات كثيرة كبطولة الدوري وكأس الأبطال مرتين، وعاد الشباب مرة أخرى وحقق بطولة الدوري، وكان الشباب في قمة عافيته المالية والإدارية بعكس الوضع الحالي، فبعد 2012م قل الدعم المالي من قبل أعضاء الشرف، وافتقد الفريق للشريك الاستراتيجي، وبدأت الإدارة الشبابية تبحث عن حلول، وعادت إلى النظام القديم المتمثل في بيع عقود اللاعبين، ففرطت في ناصر الشمراني للهلال، والأرجنتيني تيجالي للوحدة الإماراتي بمبالغ كبيرة، وتحدث وقتها خالد البلطان، وأوضح أن العروض كانت مغرية وكان التسويق ممتازا رغم أنه كان هناك غضب من الجماهير الشبابية، وحقق الشباب كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي فـــي افتتــاح ملعب الجوهــــرة، وبعدها استقال البلطـان وعاد الأميـر خالد بن سعد للرئاسة بوعود شـرفية، لكن لـم يكن الدعم كافيــــا فقررت الإدارة بيع عقد نايف هزازي بملغ كبير ومفيد للشباب، لكن للأسف الأمير خالد بن سعد لم يستمر، وهنا بدأت مشاكل الشباب بعدم تقدم أحد لكرسي الرئاسة وأسندت المهمة للرئيس الحالي عبدالله القريني.
ـ بعد مرور 6 أشهر على إدارة عبدالله القريني، هل أنت راض كشبابي عن عملها؟
أكيـــــد لسـت راضيــا، وأعتقد أن أي محـــب للشـــباب أيضا غير راض .. فالمشاكل واضحة مروراً بخروج الشباب من جميع بطولات الموسم، وتبقى له المنافسة في دوري جميل، وللأسف وضعه غير جيد بسبب عدم مقدرة الإدارة على توفير الأجواء المناسبة للعمل بالنسبة للجهاز الفني، بالإضافة إلى مغادرة العويس ووليد عبدالله وهيبرتي ومشكلة طارق خطاب ورواتب متأخرة للاعبين والعاملين، فاليوم المشجع الشبابي كان الله في عونه لا يعرف مصير ناديه إلى أين.
ـ ما هو مصير الشباب في الوقت الراهن من وجهة نظرك؟
الله يكون في عون هذا الكيان العريق، فالإدارة الحالية تسير بالشباب في طريق مظلم، فالمشجع الشبابي يتساءل: هل أعضاء الشرف ينتظرون التخصيص وينظرون إلى أن يكون عملهم عملا إداريا واحترافيا حتى يعودوا لكي يدعموا؟ ولكن إذا لم يأت التخصيص في وقت قريب أعتقد أن الشباب سيعاني، وعلى محبيه وأعضاء شرفه إيجاد حلول سريعة لإعادته لوضعه الطبيعي، فالشباب يحتاج إلى 60 مليون ريال سنوياً ليبقى ضمن الأندية الكبيرة.
ـ هل تعتقد أن إدارة الشباب سقطت إدارياً في قضية العويس؟
سقطت سقوطاً ذريعاً، لأنها افتقدت للتخطيط، فالمفروض حسم تجديد عقده قبل سنة على أقل تقدير لو كانت للإدارة نظرة ثاقبة، وإذا كانت النية بيع عقده كان يفترض أن تجدد له وتعرضه على قائمة الانتقال أو تسوق له للاستفادة من قيمته المادية للنادي بدلاً من تخسره فنياً ومالياً.
ـ هـل تـرى أن العمل متكامل في نادي الشباب؟
كمتابع لا أرى عملاً متكاملاً مثل الإدارات السابقة، فماهو دور الرئيس ونائبه والأمين العام وباقي أعضاء مجلس الإدارة؟ والأهم من ذلك دور المركز الإعلامي، فالصوت الشبابي غائب، بعكس ما كان في عهد الرئيس الشبابي خالد البلطان عندما كان الصوت الشبابي قويا جداً في الوسط الرياضي، والجميع يذكر كلمته "من يفاوض لاعباً شبابياً سوف أفاوض لاعبيه".
ـ هل تخشى على الشباب من عمل الإدارة الحالية؟
أكيد لدي تخوف، فالأندية الكبيــــــرة أصبحـت تنظر إلى لاعبـــي الشباب بشكل قــوي وتريد الظفر بأفضلهم لتدعيـــــــم صفوفهـــــا، والدليل تعاقد الأهلي مــــع محمد العويس والنصـــــــر مع وليد عبدالله ورحيل بدر السليطين وعبدالرحمن الخيبري.. والعين الآن على المحترفين محمد بن يطو وجمال بن العمري، فهما العلامة الفارقة في الفريق وتسعي الأندية لخطفهما، وعند رحيلهما سيدفع الشباب الثمن غاليا.. وهذا متوقع في ظل صمت الإدارة وعدم تحركها والقيــــام بدورها.
ـ كيف رأيت الخطاب الشبابي في قضية العويس؟
كان هناك تناقض في الخطابين، ففي الأول لسنا بحاجة للعويس، وفي الثاني حاولنا التجديد معه حتى آخر رمق لكنه اختفى، وهذا يعيدنا لبداية الأمر، لا يوجد تخطيط أو هدف في موضوع العويس، كما أنني لم أكن راضياً عن تصريح المدرب سامي الجابر بداية الموسم بأن وليد عبدالله هو الحارس الأساسي، وهو ما قد يجعل العويس يفهم أنه غير مرغوب فيه، وإذا كان الخطاب الشبابي في بداية الموسم عند التوقيع مع سامي الجابر الهدف منه التأكيد على بناء فريق جديد، فكان من الأجدر إعطاء الفرصة للعويس كأول خطة في البناء.
ـ هل كان القريني موفقا في تصريحه عن العويس بأنه ابن عاق؟
لم يكن موفقا بالطبع، فالذي بين النادي والعويس عقد ممكن الاتفاق أو الاختلاف عليه، وأتوقع أن يكون القريني قد ندم على هذا الكلام، وكان يجب على الإدارة بعد هذا التصريح التسويق الجيد، لكن أيام العسل بينهما انتهت، حيث سمعنا خلال الفترة الماضية وعودا من الإدارة بأن العويس سيبقى شبابيا ولم يتم ذلك.
ـ ما رأيك في مستوى الشباب فنياً مع سامي الجابر؟
أولاً سامي الجابر مدرب طموح ويسعى دائما لتطوير نفسه، وشاهدنا كيف قدم الشباب معه مستويات ممتازة وتغير أداء الفريق تماماً عن الموسم الماضي، رغم أنه بدأ الموسم بدون لاعبين أجانب، وحقق نتائج مميزة بفوزه على الأهلي والاتحاد، لكن إصابة الجزائري محمد بن يطو وعدم وجود البديل الجاهز وتأخر الرواتب ومشكلة أحمد عطيف وابتعاد هيبرتي ساهمت في زعزعة الفريق وهبوطه فنياً.
ـ هناك مطالبات جماهيرية بإبعاد سامي الجابر فما ذا تقول؟
من وجهة نظري، أي مدرب يجب أن يعطى الفرصة، ويبقى على الأقل ثلاثة مواسم وفق سياسة الإدارة وأهدافها، وسامي الجابر يجب أن يبقى، فهو يقدم عملا ممتازا في ظل الظروف الحالية ومعه طاقم تدريبي على مستوى عال، ولو تم إحضار أي مـــدرب لـن يقدم أكثر ممـا قدمـــه سامي، وبدلا من مطالبة الجماهير بإبعاده يجب عليهـــــا دعمــــه، وحتى لو أقالت الإدارة ســــامي الجابر فمن ســـــيكون البديل؟ وماذا سيقدم أكثر مما قدمه سامي؟، فالجميع شاهد الشباب في آخر مباراة أمام الأهلي في دوري جميل، كيف فاجأ الشباب الأهلي وكان نداً قوياً رغم كل الظروف التي كان يعاني منها الشباب، وتفاقمت المشاكل بإصابة بن العمري في الشوط الأول وتحامل على إصابته، ولو استغل الشباب بعض الفرص السانحة لخرج متعادلاً على أقل احتمال، ويجب على الإدارة الجلوس معه وتوفير متطلباته لكي يواصل عمله الفني المميز، فهو يحتاج إلى أجنبيين على مستوى عال بجانب بن يطو وجمال بن العمري ودعم الفريق بلاعبين محليين وتجديد مع الوجوه الشابة.
ـ كيف ترى مباراة الشباب المقبلة أمام التعاون؟
المباراة المفروض أن يكسبها الشباب، لأنه يجب إيقاف التفريط في النقاط ليعود إلى وضعه الطبيعي، وهو قادر على تحقيق النقاط الثلاث، فالتعاون ليس صعباً، فهو من الفرق المنظمة داخل الملعب، لكن الشباب قدم مستوى مميزا أمام الأهلي، ويجب على الإدارة تحفيز اللاعبين قبل المباراة بدفع راتب شهرين.