تعهد خالد التميرك عضو مجلس الإدارة ومسؤول الاستثمار بنادي الاتحاد بتطوير العلامة التجارية للنادي وجعلها ذات قيمة، وأشار في حواره مع "الرياضية" إلى أن عائد الشركات التي وقعوا معها عقوداً استثمارية في الفترة الأخيرة، كان يمكن أن يسهم في دفع عجلة النادي، ويطور في كثير من مناحيه، لولا أنه يعاني من الديون، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من هذه العوائد سيذهب إلى تغطية المطالب المالية الكبيرة، خاصة المستعجلة.
وكشف التميرك عن أسباب عزوف الشركات الكبيرة، للدخول كراعٍ رئيسي في الأندية الجماهيرية، مرجعاً ذلك إلى أن الشركات مرت بأوضاع اقتصادية صعبة في السنوات الماضية، لكنه أوضح أن هذا لا يلغي رغبتها في الرعاية.
وشدد على أن هناك 4 مصادر لو تم تفعيلها بشكل جيد ستدر على النادي أموالاً كبيرة وهي: الاشتراك في بطاقات العضوية، وتطبيق النادي، والشراء من المتاجر وحضور المباريات.
ـ خالد التميرك اسم أصبح متداولاً لدى أغلب الجماهير الاتحادية في الفترة الأخيرة، من هو خالد؟
أولاً، أرحب بكم وأتمنى أن يصل الحوار لأكبر شريحة اتحادية لكي تصل رسالتنا لهم على أكمل وجه، ثانياً خالد التميرك هو مشجع اتحادي في المقام الأول، أتى من المدرجات كأي عاشق وحالياً وباختصار هو عشق.
ـ كيف دخلت النادي وأصبحت عضو مجلس إدارة ومسؤولاً عن الاستثمار؟
تلقيت اتصالاً من الراحل أحمد مسعود رئيس النادي السابق (يرحمه الله)، وبالمناسبة لا تربطني به علاقة شخصية، ولكن التقينا عدة مرات في أماكن عامة، وكان هذا الاتصال في شهر رمضان المبارك بعد أن استشارة عدد من الناس.
ـ وماذا دار في ذلك الاتصال؟
قال لي: نحن عرفنا أنك اتحادي صميم وتعمل في مجال الاستثمار، والحمد لله أني ألاقي هذه المواصفات في شخص شاب مثلك وأتمنى أن تكون الشخص المناسب، ومن ثم قال لي: أود مقابلتك.
ـ وهل أبديت موافقتك فوراً، أم ترددت كعادة الشباب في مثل هذه المواقف؟
حقيقة ترددت كثيراً، ورفضت فكرة أن أكون عضو مجلس إدارة لأسباب عديدة تخصني.
ـ وكيف وافقت بعد ذلك؟
اتصل علي مرة أخرى وطلب الاجتماع معي بحضور الرئيس الحالي المهندس حاتم باعشن، وشرح لي الأمور كلها، وكنت وقتها أظن أنهم يريدون مساعدتي بأفكار خلف الكواليس أو شيء من هذا القبيل.
ـ وماذا حصل بعد ذلك؟
أصر المرحوم أن أكون عضو مجلس إدارة، ورفضت طلبه لأسباب كثيرة تخص أعمالي الخاصة بالإضافة إلى أنني لا أريد الأضواء، وبعدها جاءني أبو عمر في مقر عملي في الشركة، وقال لي: أنا مصر، أن تكون معنا في مجلس الإدارة ولن أقبل أي عذر، لقد أخجلني بمجيئه إلي في مكان عملي، وكان لا بد من الاستجابة لطلبه بعد أن استخرت الله.
ـ ماذا كنت تتمنى من الراحل؟
كنت أتمنى أن أجلس معه أكثر وأكثر واقترب منه وأستفيد؛ لأنه إداري محنك وكبير، خاصة أنني لم أر شخصاً بمواصفاته الإدارية بالرغم من أنني عملت مع خبراء وإداريين كثيرين، ولكن مثل هذا الرجل لم أر مثله إطلاقاً، بالإضافة إلى أنه قائد بمعنى القائد، رحمه الله وغفر له، فقد كان لديه فكر استثماري كبير، وكان ملماً بجميع مجالات النادي، ويفهم كثيراً في الأمور الفنية، كيف لا وهو من كان لاعباً في الاتحاد، وهو من راهن على نجاح الأجانب وبالأخص فيلانويفا الذي لاقى انتقادات واسعة في بدايته مع الفريق.
ـ ماذا تعني بالقائد؟
أعني أن أبا عمر مدرسة لوحده، لا تستطيع أن تتعلمها في الكتب أو المدارس، خاصة في طريقة تعامله واحتوائه للأزمات والأمور، فضلاً عن أنه يتميز بالدقة في كل صغيرة وكبيرة بالنادي، وكان حريصاً جداً ويتواصل معنا لساعات طويلة لتجهيز معسكر تركيا وباختصار الرياضة السعودية فقدت رجلاً إدارياً ومدرسة كبيرة.
ـ هل ترى أنك تملك القدرة على تولي ملف مهم في نادٍ كبير كالاتحاد يملك شعبية جماهيرية كبيرة؟
أحاول جاهداً لأقدم كل ما بوسعي للكيان الاتحادي الكبير، خاصة أنني لست غريباً في هذا المجال، أو هذه المسؤولية لأنني طوال عمري أعمل في مجال الاستثمار والإدارة والتسويق وإدارة المنتجات بشكل عام عبر شركات أمريكية كبيرة تختص بتطوير العلامة التجارية وهو ما يحتاج إليه الاتحاد الآن، وبحكم دراستي في أمريكا، هندسة وإدارة تسويق، إن شاء الله نقدم الشيء الكثير لعميد الأندية السعودية.
ـ ماذا تقصد؟
أقصد أي منتج كبير وكيان عظيم كالاتحاد يجب أن تكون له علامة تجارية عظيمة كاسمه وكجماهيريته مثله مثل باقي الشركات العالمية والأندية العالمية.
ـ عادة ما تعقد المؤتمرات الصحفية بعد توقيع عقود الرعاية، لماذا لم نر هذا الشيء في الاتحاد بالرغم من توقيعكم مع شركتين هما بريجستون، ويونيوي إير؟
ارتأينا أن نتميز في حفلنا بمرور 90 سنة على تأسيس نادينا العريق، واتفقنا مع الشركات على أن يكون التوقيع بحضور الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة والمهندس حاتم باعشن رئيس النادي، وهذا يعد بمثابة مؤتمر صحفي و(لايف)، وبالتالي تعتبر أولوية لنا في هذا الخصوص، وبحضور 60 ألف متفرج في مدينة الملك عبدالله، أليس هذا تميزاً؟!.
ـ وهل دوركم ينتهي بالتوقيع فقط ولا يوجد تفعيل لهذه الرعايات مستقبلاً؟
هذا سؤال مهم جداً، لا بالعكس يجب علينا كإدارة واستثمار وجماهير أن نجعل الراعي يستفيد وطالما أنه اختار النادي العظيم فيجب أن نجعله يستفيد ونحببه بالنادي، وفي مستقبل الأيام ستكون هناك لقاءات واجتماعات بهذا الخصوص ولدينا النية ليكون هناك تفاعل أكبر مع الشركتين.
ـ تتناقل الجماهير الاتحادية بأن الإدارة تشتكي من الديون، رغم أن لديها عقود رعاية مثل بريجستون ويونيون إير.. لماذا لم تسددوا من مبالغ هذه الرعايات؟
هذا سؤال مهم أيضاً، ويجب علينا أن نوضحه للجماهير الاتحادية، أولاً نحن أتينا في فترة ضيقة جداً ولم نأت على أرض خصبة حتى نعمل بشكل مريح وجديد من ناحية التأسيس، واجهنا مشاكل مالية كبيرة جداً، وأحب أن أوضح أن عقود الرعاية في العالم هي أحد المداخيل وليست مدخلاً رئيسياً.
ـ نريد توضيح أكثر؟
ـ مثلاً لو أتينا لنادي الاتحاد ولم تكن عليه مشاكل مالية، فمن الطبيعي أن تكون عقود الرعاية للأمور التشغيلية بالنادي من رواتب وغيرها، ولكن نحن أتينا بوضع لا يحسد عليه، بدأنا بعمق ومشاكل مالية وكما يقول المثل، الشق أكبر من الرقعة، ويجب على الجماهير الاتحادية أن تعي ذلك جيداً، وبالتالي فإن هذه العقود نحاول أن نغطي فيها جزءاً من المتطلبات المالية الكبيرة خاصة أن لدينا مطالبات مالية مستعجلة قديمة، يجب أن نغطيها ونسددها وهكذا.
ـ نفهم من كلامك أن عقود الرعاية لا تكفي؟
أبداً ومن الطبيعي أنها لا تكفي طالما أنك تعيش في مشاكل مالية كبيرة.
ـ وما الحل؟
يجب أن يعيش كل نادٍ بنظام (الاستدامة) بمعنى أن يعمل ويجتهد كل نادٍ بمداخيل ثابتة ومعروفة سنوياً للنادي ليستفيد منها، يجب علينا أن نخلق مصادر دخل ثابتة أو نوعاً من هذا القبيل، لأن التخصيص قادم ولا يستطيع أي نادٍ أن يعيش بدعم أعضاء الشرف أو عقود الرعاية فقط.
ـ وهل عقود الرعاية تعتبر مداخيل غير ثابتة؟
نعم، غير ثابتة إطلاقاً لأن الراعي يمكن أن يستمر أو لا يستمر من ناحية تجديد عقده، وهذا ما عانته بعض الأندية الكبيرة عندما خرج الراعي منها ومن ضمنها الاتحاد والجميع يعرف هذه الشركات العملاقة.
ـ وهل الأندية العالمية لا تعتمد على الراعي؟
لا تعتمد على الراعي وهناك أندية عالمية ليس لها راعٍ أساساً، ولكن لها مصادر دخل ثابتة ومتنوعة.
ـ ما مصادر الدخول الثابتة التي يحتاج إليها الاتحاد وكيف يقوم المشجع بدعمها؟
أغلب الأندية العالمية مثل ريال مدريد وهو أكثر نادٍ يستفيد من مداخيله ثم برشلونة، فهذان الناديان يعتمدان بشكل رئيس على منتجات النادي من أطقم ومنتجات تجارية وغيرها بعلامتهما التجارية، وثانياً على تذاكر المباريات بالإضافة إلى النقل التلفزيوني، فهذه المداخيل الثلاثة هي التي تعتمد عليها الأندية الكبيرة، وأتمنى أن يقوم أي شخص بعمل بحث ويتأكد، فإذاً عقود الرعاية تعتبر ثانوية بالنسبة إلى مصادر الدخل لأي نادٍ.. ولذلك ينبغي علينا أن نتفهم هذا الشيء.
ـ ما هي مصادر الدخل التي تنوون العمل عليها بخلاف عقود الرعاية؟
كنت أتمنى أن يعمل الاتحاد منذ زمن بعيد على تحقيق هذا السؤال، لكي يستفيد النادي حالياً، ويعمل إستراتيجية لمداخيله، وبالتالي فالعمل على هذه المداخيل يحتاج إلى وقت وجهد وصبر ولن تأتي بهذه السهولة ولكننا نعمل عليها بكل جهد وإخلاص، ويجب علينا أن نهتم بنقطة مهمة جداً جداً وهي كيف نحسّن من العلامة التجارية مثل الشركات الكبيرة ونجعلها علامة مهمة ذات قيمة عالية جداً، وهذا ما سنعمل عليه بإذن الله.
ـ كيف يستطيع المشجع الاتحادي أن يدعم ناديه؟ وما المصادر التي يتجهون إليها؟
هناك 4 مصادر دخل للنادي وهي كالتالي:
أولاً: الاشتراك في بطاقات العضوية: وهذا أهم مصدر حالياً؛ لأن هذا المبلغ يعتبر (كاشاً) مباشراً إلى حساب النادي مباشرة، وكل ما زاد الاشتراك زادت الحلول الأسرع لدعم النادي بمبالغ كبيرة، فمثلاً إذا اشترك 10 آلاف من بطاقة عضوية 2500، فإن النادي سيجني في حدود 25 مليون ريال، وإذا اشتركوا ببطاقة 1000 فسيجني 10 ملايين، وبالتالي تكون قد دعمت النادي بمبلغ 35 مليوناً في وقت قياسي، خاصة أن جماهير الاتحاد عددها تقريباً 3 ملايين، ونحن ذكرنا فقط 10 آلاف فما بالك لو زاد العدد.
ثانياً: تطبيق نادي الاتحاد: وهذا يستفيد منه النادي بنسبة مع شركة موبايلي، ولا نزال نعمل على تطوير هذا التطبيق لكنه يحتاج إلى وقت، وهو يأتي بالتدرج ويعتبر دخلاً ثابتاً.
ثالثاً: الشراء من المتاجر: ونسعى جاهدين لإيجاد فروع أكثر في السعودية.
رابعاً: حضور المباريات: شراء الجماهير للتذاكر يدعم النادي مادياً ومعنوياً.
ـ وهل هناك خطة لتسويق المصادر الأربعة؟
نعم، نحن مستمرون ومواصلون في العمل على هذا التوسع سواء في النادي أو المتاجر أو في الملاعب الرياضية وفي جميع مدن السعودية.
ـ هناك من يردد بأن الدخل الآتي من هذه المصادر يذهب إلى شركة صلة؟
صلة هي شركة مسوقة في النادي وتحتاج إلى شريك ومتعاون وهو ما يقوم به نادي الاتحاد، فلا يمكن أن يستغني أحد عن الآخر، وغير صحيح أن يكون الدخل جميعه يذهب إلى شركة صلة، فكل يجني على حسب عمله وتخصصه.
ـ هناك اتهامات تقول إن شركة صلة هي التي جلبت الرعاة وأنه لا دور لكم؟
ـ نحن وصلة مكملان لبعض، ونعمل مع بعضنا البعض كفريق عمل واحد بتناغم، والدليل على ذلك هو جلب 3 رعايات في 6 أشهر فقط.
ـ لماذا تأخر الراعي الرئيس على صدور قمصان اللاعبين؟
يجب على جماهير الاتحاد أن تعي أننا أول ما استلمنا النادي ظللنا نعمل ليل نهار على هذا الموضوع تحديداً، وهناك أسباب عديدة أدت لهذا التأخير؛ لأن الشركات مرت بأوضاع اقتصادية معروفة وهذا لا يلغي رغبة الشركات في الرعاية ونحن تحديداً بذلنا 80 % من جهدنا على العمل لإنجاز هذا الموضوع.
ـ حاتم باعشن رئيس النادي يثني عليك دائماً، وآخرها تقديمك للجماهير في مباراة أتلتيكو بمناسبة مرور 90 عاماً على تأسيس النادي؟
في الحقيقة أنا محظوظ جداً بالعمل مع هذا الشخص، خاصة وهو من مدرسة الراحل أبي عمر، ويعطي كل عضو من أعضاء مجلس الإدارة حقه وحريته بالعمل في تخصصه، بالإضافة إلى اهتمامه بسير العمل على أكمل وجه، وكذلك نستفيد منه في التحفيز والثقة، أما بالنسبة لتقديمه لي للجماهير في الحفل، فقد فاجأني به بصراحة وأشكره على دعمه المتواصل وتحفيزه لي.
ـ لماذا عزفت الشركات من رعاية نادي الاتحاد كراعٍ رئيس؟
لا نستطيع أن نقول عزوفاً، بالعكس تماماً فكل شركة لها طريقتها، وأعتقد أن بعض الشركات ترى أن الوقت غير مناسب الآن، ولكن كل الشركات التي تفاوضنا معها معجبة بجماهيرية العميد والقوة الشرائية للنادي ومقتنعة بتوفير العائد المالي من هذه الجماهيرية والقوة الشرائية.
ـ ما نسبة نجاح الاستثمار بقيادتك في نادي الاتحاد إلى هذه اللحظة؟
هذه الإجابة أتركها للجماهير وللقائمين على النادي ولا أستطيع أن أقيم هذا العمل، ولكننا نسابق الزمن على تغيير مفهوم الاستثمار في النادي التسعيني، وصعب جداً أن تغير كل شيء في ظرف 6 أشهر.
ـ متحف النادي غير مفعل بشكل كبير، هل من رؤية مستقبلية حول هذا الموضوع؟
نعمل على استغلال المتحف وهو من ضمن خطط العمل المستقبلية لتفعيل مصادر الدخل للنادي.
ـ وهل يوجد أي جديد للجماهير الاتحادية في المقبل من الأيام؟
هناك منتج تفاعلي جديد سيظهر على السطح قريباً ستراه الجماهير الاتحادية.
ـ نخرج من مجال الاستثمار ونسأل.. هل الاتحاد قادر على هزيمة الأهلي في ديربي الجمعة؟
الفريقان قادران على الفوز وهما جاهزان فنياً لهذه المواجهة، والديربي ليس مجرد 3 نقاط.