|


دعمت خزينة الإفريقي بـ 5 ملايين

حوار - عبد الغني عوض 2017.02.13 | 05:17 am

أكد التونسي أنيس بن ميم، وكيل أحمد العكايشي لاعب الاتحاد، والقانوني في القضايا الدولية، أن السماسرة هم أهم أسباب أزمات الأندية السعودية، بتعاقدهم مع اللاعبين المحترفين بالدوري السعودي، مشيراً إلى أن قلة خبرة القانونيين الرياضيين بالأندية يعد من أبرز أسباب خسارة القضايا الرياضية، معترفاً بأن هناك بعض العروض السعودية التي تنادي بحمله الحقيبة القانونية لها لدى الاتحاد الدولي، موضحاً الجانب الآخر لموكله أحمد العكايشي لاعب الاتحاد بأنه شخص حساس مثل الأطفال، يفرح بأقل كلمة توجه له ما دامت عن حب، معرباً عن سعادته البالغة بالمستوى الطيب الذي ظهر به العكايشي مع فريقه في دوري جميل، متوقعاً أن يتوهج نجمه في الدوري السعودي في الجولات الثماني المتبقية.

ـ كنـت بمثابة الصندوق الأسود في الأزمة السابقة لأحمد العكايشي مع الاتحاد؟
طبيعي أن تكون كل تفاصيل رحلة العكايشي الاحترافية في يدي، بصفتي المحامي الخاص له ووكيل أعماله في نفس الوقت، ومن الطبيعي أيضاً أن أكون لسان اللاعب عند حدوث أي أزمة أو مشكلة قد تواجهه ليس مع ناديه السعودي فقط، بل مع أي ناد آخر لعب له أو يمكن أن يلعب له، لاسيما وأن اللاعب ممن يعشقون الصمت وقليل الكلام ولا يهتم بأي شيء آخر غير التدريبات والمباريات وناديه ومنتخب بلاده، لذلك أقوم أنا بدور كبير في تسيير أموره الاحترافية بشكل قانوني حتى يتفرغ تماماً لعمله كلاعب محترف في صفوف نادي الاتحاد السعودي الذي بالفعل يعشقه العكايشي حباً في جماهيره رغم أنه لاعب جماهيري في تونس.
ـ وما حجم جماهيرية العكايشي في تونس؟
أحمد العكايشي أحد أبرز مهاجمي المنتخب التونسي أصحاب الجماهيرية الكبيرة خلال السنوات الأخيرة والتي اكتسبها من انضمامه إلى 4 أندية تونسية كبيرة هي (النجم الساحلي والترجي والإفريقي والبنزرتي) الذي شهد بداياته الكروية، بالإضافة إلى خوضه تجربة احترافية في الدوري الألماني (البوندسليجا) مع نادي "إنجولشتات 4" منحته ثقة كبيرة في نفسه انعكست على مستواه وتطور أداؤه التهديفي بشكل لافت حتى صار من نجوم الكرة التونسية في الوقت الحاضر رغم اختلاف شخصيته داخل الملعب عن حياته الخاصة.
ـ وما الذي لا تعرفه الجماهير الاتحادية عن العكايشي؟
يظهر أحمد العكايشي أمام جماهير الاتحاد كلاعب تونسي محترف في صفوف ناديهم، ولكن الجماهير الاتحادية لا تعرف عنه أنه شخص حساس للغاية، وسهل التعامل معه بشرط أن تكون هذه المعاملة مفعمة بالحب والبساطــة والإنسانية، لأنه يبدو في الملعب كالمارد، إلا أنه في الحقيقة هو يبدو كالطفل الذي يمكن أن يكون سعيداً جداً إذا ما أحس بحب الآخريــن وتقديرهـــم له بغض النظر عن شهرته.
ـ شــــــارك العكايشي في مباراة التعاون الأخيرة ولم يسجل.. فما السر في ذلك؟
العكـايشــي سواء سجل أم لم يسجل لاعب كبير ومهم في فريقه وفي صفوف منتخب بلاده، وإن كان لم يسجل في مباراة التعاون الأخيرة فهو بلا شك يشكل خطورة كبيرة على مرمى المنافسين، وأعتقد أن المباريات المقبلة ستشهد طفرة في مستواه التهديفي في ظل التفاهم الكبير الذي يجمعه بالثلاثي محمود كهربا وفهد المولد وفهد الأنصاري، وأعتقد أن الثلاثي كهربا والعكايشي والمولد هو الأخطر في الدوري السعودي هذا الموسم.
ـ وماذا عـن شهرتــك الكبيرة التـي اكتسبتهــا بسبب انتصاراتك المتلاحقــة فــي النزاعات الرياضية في تونس؟
الحمد لله كان لي بُعد نظر في جميع القضايـا التي تكفلت بها مع الأندية السعودية والحمد لله لم أخسر أي قضية وكلت لي، واستطعت بعون الله من خلال عملي طيلة 10 سنوات في قانون النزاعات الرياضية أن أفوز بها جميعا، وكانت أشهرها قضية النادي الإفريقي والتي ربح من خلالها 5 ملايين يورو، وكذلك قضية نادي الملعب التي كسبها على حساب الإفريقي والتي أنعشت خزينة نادي الملعب بـ 650 ألف دولار، بعد أن أغفل المسؤولون في الإفريقي بنداً في القضية لم يفطن إليه أحد، استثمرته في صالح الملعب بالإضافة إلى العديد من القضايا التي نجحت في الفوز بها لصالح أندية تونسية عديدة.
ـ ترى ما سبب خســارة الأنديـة السعودية لغالبية قضاياها الرياضية في الخارج؟
مــن خلــال قربــي للدوري السعودي وأنديته منذ انضمام أحمد العكايشي لنادي الاتحاد أستطيع تلخيص سبب النتائج السلبية للقضايا العربية لدى "فيفا" في أن الأندية السعودية ليس لها مختصون في القانون الرياضي والنزاعات المختلفة وطرق وخبايا تلك النزاعات، وبالتالي فأسلوب التعامل مع تلك القضايا يلزمه كثير من الخبرات السابقة في نفس المجال وهو ما تفتقده الأندية السعودية التي هي في أشد الحاجة إلى كوادر قانونية خبيرة بكل خبايا ومشاكل أنديتها والتعرف عن قرب عن طرق الحل وضرورة وجود من يطلع على أكبر قدر من القضايا الأخرى ليكتسب خبــرة المعرفة والاستغراق في الفهـم الصحيح لخبايا كرة القدم خاصة أمام محاكم "فيفا" التي غالباً ما تصدر أحكاماً إلزامية أضرت كثيراً بالأنديــة السعوديـــــة التي تعاني من مشكلات كبيرة في هذا الصدد.
ـ وما أبرز المشكلات التي تواجهها الأندية السعودية؟
أكثر ما يؤرق الأندية السعودية ويغرقها في قضايا خاسرة هو سيطرة السماسرة على بعض المسؤولين، ما يقودهم إلى مبالغ فلكية مبالغ فيها للتعاقد مع اللاعبين المحترفين الأجانب، في نفس الوقت الذي لا تتعدى فيه أسعار هؤلاء اللاعبين ربع المبالغ المطروحة من قبل السماسرة، لذلك لابد من وقفة حازمة لرؤساء الأندية السعودية أمام جشع الغالبية العظمى من السماسرة الذين يورطون الأندية في النهاية ويدفعون بها إلى سجون الديون والأزمات المالية التي تعصف بالفرق وتولد فشلاً ذريعاً في دفع قيمة مستحقات اللاعبين أو رواتبهم أو مقدماتهم، وفي النهاية يدفع النادي الثمن غالياً وهنا مشكلة كبيرة أيضاً تطل برأسها لتورط الأندية وهى قلة الخبرة في إنهاء عقود اللاعبين أو المدربين، فلا توجد كاريزما التفاوض والإنهاء الصحيحة لكي تخلص النادي من اللاعبين المنتقلين للأندية الأخرى، أو الراحلين تماماً عن النادي بتكاليف بسيطة غير مبالغ فيها.
ـ وهل يمكن أن تتكرر مشكلة العكايشي السابقة مع لاعبين محترفين آخرين؟
أزمة العكايشي التي انتهت منذ أكثر من شهر ليس له ذنب فيها، ولم يفتعلها ولم يكن طرفاً في النزاع ولكن الأزمة سببها الأندية السعودية التي تعاني من الأزمات الماليــة الطاحنة، واهتزاز كبير في الموارد والاستثمارات التي أثرت سلباً على معظم اللاعبين المحترفيــن فــي الدوري السعودي، لذلك وارد جداً أن تتكرر أزمة العكايشي مرة واثنتين وثلاثاً، إلى أن تستقر ميزانيات الأندية وتكون قادرة على مواجهة أعباء المحترفين الأجانب الذين تتعاقد معهم.
ـ ماذا عن أنباء تلقيك بعض العروض لحمل ملفات بعض الأندية السعودية لدى "فيفا"؟
بالفعل تلقيت عروضاً كثيرة من بعض الأندية السعودية للتعامل معها كمحام وخبير في القانون والمنازعات الرياضية لدى الاتحادات القارية و"فيفا" أيضاً، إلا أنني ما زلت في مرحلة التفكير في الأمر، وعلى الرغم من ذلك أرى أن المنظومة القضائية الرياضية في السعودية متطورة وتعمل بشكل جيد، لكن أهل الاختصاص في الميدان الرياضي قليلون، وأمام الأندية فرصة كبيرة حتى تجيد التعامل مع القضايا بقليل من الحنكة لتتجنب المبالغ الخيالية التي تتكبدها.