اعتبر الدكتور أحمد السقاف، عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد وأمين الصندوق، أن البطولة الحقيقية لمجلس إدارة حاتم باعشن هي إخراج النادي من ضائقته المالية التي يعيشها هذه الأيام، مبيناً أن حال الاتحاد كحال المريض الذي يظهر متعافياً من الناحية الظاهرية، ولكنه ينزف من الداخل، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى حجم الديون والقضايا التي تصلهم بشكل مستمر، وهي جرح عميق في جسد النادي يحتاج لتدخل جراحي عاجل قبل فوات الأوان. وبيّن السقاف في حواره مع "الرياضية" أن الإيرادات النقدية التي دخلت للاتحاد في هذا الموسم بلغت 82 مليون ريال، والمصروفات وصلت إلى 81 مليون ريال.
وكشف أمين الصندوق أسرار المعاناة التي عاشها الفريق في بداية الموسم وتحديداً في فترة تسجيل المحترفين وطريقة تعامل الراحل أحمد مسعود رئيس النادي بتجاوز عقبة الـ18 مليوناً، والتي ظهرت في آخر يومين قبل إقفال الفترة.



ـ كيف شرعت إدارتكم المالية في أعمالها بنادي الاتحاد؟
بدأنا أعمالنا يوم 22 يونيو 2016 ورتبنا كافة الأمور، بخلاف ما سبق، حيث تمكنا من عمل تنظيم معين من خلاله نستطيع إظهار المركز المالي بشكل شهري، ومن خلال حفظ المعلومات بشكل يومي في "سي دي" خـارجي وعلى (سيرفرات) إضافية، لضمان حفظ المعلومات، خاصة أن المعلومات السابقة كانت موجودة في جهاز شخصي ممكن أن يختفي في أي لحظة من اللحظات، وهذا ما حصل في أحد المواسم الماضية عندما اختفت المعلومات المحاسبـيـة، واضطر النادي أو الإدارات السابقة إلى البدء في تسجيل المعلومات أولاً بأول على ضوء ما يمـكن تحصيله من معلومات في النادي أو ممن يملك بعض المعلـومات المفقودة، ولكن في الوقت الحالي الأمور تغيرت تماماً، حيث تجرى مطابقات بنكية بشكل شهـري، ويتم حصر جميع الالتزامات أو الشيكات التي صدرت ولم يتم صرفها، بالإضافة إلى أن طريقة القيد المحاسبي أصبحت تتبع مبدأ الاستحقاق وليس المبدأ النقدي بمعنى أن عـقد اللاعب يسجـل بالكامل سواء كان خلال هذا العام أو الأعوام السابقة أو اللاحقة، وكل ما في العقد يرصد مالياً لمعرفة التزامات النادي قصيرة وطويلة الأجل، وكون أن المعلومة غائبة عن إدارة النادي الحالية فقد سجل على النادي قضايا لم تكن موجودة في السجلات المحاسبية، وظهرت بشكل قـضايا دون أن نجد لها أصولاً في النادي، مثل عقد اللاعب البرازيلي دي سوزا الاحترافي، والذي دفع من خلال اللجنة الثلاثية هو حق نادي فاسكو دي جاما، لأن عقد اللاعب لم يكن موجوداً حيث كان مفقوداً، ولم يتم سداده من قبل اللجنة الثلاثية، وكانت الإدارة السابقة لا تعلم عن هذه القضية إلا بعد أن رفعها اللاعب ضد النادي ومن ثم تم تسجيله، وهذا خلل في عملية التسجيل المحاسبي.
. كيف تتعاملون مع القضايا المرفوعة ضد النادي؟
نحن نعمل من خلال أشخاص أكفاء ونرصد بشكل يومي كل القضايا والأمور المتعلقة بالنادي ولدينا كوادر جيدة تملك قدرات عالية وبـإشراف مبـاشر مـني وبتوجيهات من رئيس النادي المهندس حاتم باعشن.
ـ هل هذه المشاكل التي يعاني منها فريق كرة القدم بالنادي أثرت على بقية الألعاب المختلفة؟
أبداً.. استطعنا إيجاد حالة رضى في كافة الألعاب وقطاعات النادي السنية بحسب ما لدينا من إمكانات وتسليم الرواتب والعهد والتزامات قدر الإمكان، وكانت الإدارة قد أوفت بالتزامات الألعاب المختلفة من خلال مجهـوداتها وكذلك اجتهادات عبداللـه بكر الذي يبذل مجهوداً جباراً، ويساند ويساعد ويقدم عملاً يذكر فيشكر عليه، كونه ساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في دعم النادي.
ـ حدثنا عن الموارد المالية والمداخيل التي وردت لإدارة النادي؟
بلغت موارد نادي الاتحاد المالية نقداً 82 مليون ريال، وتم صرف 81 مليون ريال، وكانت آلية الصرف الإجمالي بواقع 42 مليون ريال لميزانية العام الجاري، و39 مليون ريال تم صرفها في التزامات العام الماضي، وبالتالي وضع النادي مالياً يعتبر جيداً بجهد جميع أعضاء مجلس الإدارة من خلال قيامها بالتزامات اللاعبين.
ـ كيف وصلت الإدارة لهذا الرقم 82 مليوناً، وما هي تفاصيل الدعم المالي؟
الإدارة قدمت مبلغ 30 مليون ريال عند استلام النادي بشيك مصدق، بالإضافة إلى دعم شرفي بلغ 6 ملايين ريال، وبقية المبلغ من موارد النادي الخاصة بعقود الرعاية فقط، علماً أن العجز المالي المتراكم بلغ 227 مليون ريال، وهذا بعد تخفيض مبلغ الـ 30 مليون الذي قدمته الإدارة الحالية في بداية الموسم الجاري وهذا يعود لكون المصروفات تتجاوز الإيرادات في كل سنة حتى وصلنا لهذا الرقم طبعاً بعد استبعاد دعم الادارة الذي أودع قبل انتهاء السنة المالية الماضية 2016 لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ـ هل العجز الذي يعاني منه النادي حاليا ينذر بكارثة حقيقة قادمة؟
وضع النادي المالي حرج جداً، ولن يتنسى له مقابلة الالتزامات المتكررة وسدادها لأنها تفوق قدرتنا المالية، ومع ذلك فإننا في الإدارة نسدد ونقارب لتلافي القضايا العاجلة التي قد تؤذي الاتحاد كحل سريع، والخوف أن نصل لمرحلة لا يستطيع الاتحاد الوفاء بكل التزاماته، والمرحلة التي نعيشها الآن خطيرة وحال النادي اليوم كحال المريض الذي تم إنعاشه ومعالجته ظاهرياً وما زال ينزف ويحتاج لتدخل جراحي ونحن نؤمل في تخصيص النادي، وأن يُكلف أناس يحملون عن الاتحاد هذا الهم الثقيل.
ـ ما هي دوافع رحلة إسبانيا وانطباع كرسبو محامي النادي عن القضايا الخارجية؟
رافقت المهندس حاتم باعشن رئيس النادي إلى إسبانيا بمرافقة الدكتور ماهر عبدالفـتاح عضو مجــلس الإدارة، وكان الـهـدف من الرحلة بناء جسور التواصل والتعرف على القضايا عن كثب، وإعادة الثقة بالنادي مرة أخرى من خلال محامي النادي خوان كرسبو بعد أن نقل لنا المحامي عدم رضاه عن تعامل الإدارات السابقة مع قضايا النادي.
وحجم القضايا لا يتناسب مع الاهتمام الذي كان في السابق، وكانت القضية تأتي ولا ينظر فيها بشكل عاجل حتى يصدر فيها قرار، والاتحاد لديه قضايا كبيرة موجودة داخلياً وخارجياً ولابد من العمل عليها، والبطولة الحقيقة التي يجب أن يحققها النادي هي الخروج من الضائقة المالية والتي تعتبر الانطلاقة الحقيقة من جديد للنادي.
ـ لكن جمهور الاتحاد لا يرضى بغير البطولات والفريق مقبل على نهائي مهم أمام النصر في بطولة كأس ولي العهد؟
أتفق معك.. وكلنا نصبوا إلى تحقيق هذه البطولة الغالية والمهمة وغيرها من إنجازات ينافس فيها الفريق بشكل أكبر، ولكن ما أقصده هو أنه لا بد أن تكون هناك أسس سليمة حتى نستطيع أن نبـني علـيها، لأن ديدن الاتحاد هو المنـافسة على كل البطولات وتحقيق أكبر قدر منها، وبالتالي المنافسة على البطولات تحتاج إلى عمل وجهد مضاعفين من الجميع بالفريق بجانب الدعم المادي لأن المال هو الطريق الوحيد لحصد البطولات بعد الاختيار المناسب للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وحتى هذا اليوم النادي يعاني من مشاكل مالية ضخمة لو تعرض لها أي نادٍ آخر غير الاتحاد لكان متواجداً في دوري الدرجة الأولى.
ـ حصل النادي على سلفة بمبلغ 50 مليون ريال.. ما نصيب تسديد الديون منها؟
معظم هذه القضايا التي ظهرت على نادي الاتحاد لم تكن مسجلة أصلاً في سجلات ودفاتر النادي وتم تسجيلها بعد استنفاد مبلغ القرض بالكامل، بمعنى أن هناك قضايا وديونا ظهرت لنا بعد القرض.
ـ ما هو الرقم الذي يتم دفعه سنوياً لسداد القرض؟
ندفع سنوياً مبلغ 10 ملايين و460 ألف ريال لسـداد قرض الخمسين مليوناً الذي ذهبت في سداد بعض من ديون النادي الخارجية ومازلنا نعمل على سداد المتبقي.
ـ ما هو أبرز ما قدمته إدارتكم المالية؟
 الإقفال الشهري بشكل مستمر.
 تسجـيـل الـقـيود حـسـب الاستحقـاق وليس على الأساس النقدي.
 إيجاد آلية في تدفق أي معلومة لها أثر مالي حتى يتم الاحتياط لها في السجلات.
 حفظ المعلومات المالية على أكثر من جهاز وعدة (سيرفرات).
 إقفال العهد بشكل سريع.
 مطابقات بنكية شهرية.
 الفصــــل بين المهــام والمسؤوليات.